قد لا يحتجّ الولد بصراحة هكذا على فكرة ذهابه إلى مدرسة جديدة، ولكن يمكن لأهله أن يلاحظوا ومن خلال أمور أخرى أن فكرة الذهاب إلى المدرسة الجديدة هذه لا تعجبه: فهو قد لا يرغب في التحدّث عن هذا الموضوع أو أنه قد يُصاب بنوبة عصبيّة ما وهو في طريقه إليها أو أنه قد يتصرّف بعدائيّة حيال سائر الأطفال أو أنه قد يقول لأهله أنه يعاني من ألم شديد في بطنه في حال أتوا على ذكر هذا الموضوع أمامه.
بعض النصائح المفيدة
● ينبغي على الأهل أن يشددوا على النواحي الإيجابيّة للمدرسة الجديدة كأن يكون ملعبها مثلاً أكبر من ملعب مدرسته القديمة أو كأن يكون فيها المزيد من الأولاد الذين من سنّه أو كأن تكون أقرب إلى المنزل وهلمّا جرّاً.
● ينبغي على الأهل، وقبل أن يغيّروا لولدهم مدرسته، أن يقوموا معه بزيارة المدرسة الجديدة تلك أولاً لكي يدعوه يرى بيئته الجديدة وثانياً لكي ينبّهوه إلى التغيير الذي أوشك أن يطرأ على حياته.
حديث الأهل لأنفسهم
ينبغي على الأهل ألاّ يقولوا لأنفسهم:
“إن ولدي خجول بحيث أنه لن يتمكّن أبداً من التأقلم مع هذا التغيير”.
ينبغي على الأهل أن يدركوا أن ولدهم في صدد التأقلم مع الحالات والأوضاع الجديدة؛ لذا فإن وصفه بالخجول قد يحول دون تمكّنهم من مساعدته على التغيّر.
إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:
“أنا أعلم أن الوضع صعب على ولدي، ولكني متأكّدة من أنه سيتمكّن من التأقلم مع هذا التغيير”.
إن تعاطف الأهل مع مخاوف ولدهم من جهة وتأكيدهم قدرته على التغلّب عليها من جهة أخرى أمران قد يساعدانهم ويفتّحان ذهنهم على طرقٍ وأساليب من شأنها مساعدته على تخطّي تلك المخاوف.
ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:
“لا يمكنني أن أحتمل المزيد من الضغوط. إن ضرورة نقل ولدي إلى مدرسة جديدة أمر صعب للغايّة”.
إن الأهل وبقولهم إنه لا يمكنهم أن يحتملوا الوضع يقضون على قدرتهم على حل المشاكل بطريقة مبدِعة. في الواقع، إن هكذا رسائل سلبيّة ليست جيّدة لا لهم ولا لولدهم.
إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:
“فيما أساعد ولدي على التأقلم مع التغيير الذي طرأ على حياته، أتعلّم أيضاً سبلاً جديدة لأتأقلم أيضاً مع هذا التغيير”.
إن الأهل وبتعليم ولدهم قد يتعلّمون ويكتشفون أموراً جديدة حول أنفسهم. لذا يتعيّن على الأهل في هذه الحالة أن ينظروا إلى التحدي أو المشكلة على أنها فرصة متاحة أمامهم كما وأمام ولدهم لكي يكتسبوا المزيد من الخبرة والنضوج.
ينبغي على الأهل ألاّ يقولوا لأنفسهم:
“سأشعر حقاً بالإحراج في حال انهار ولدي أمام أستاذه الجديد”.
ينبغي على الأهل ألا يسمحوا لانهيار ولدهم أن يُشعرهم بالإحراج، اذ إنهم بذلك وكأنهم يلمّحون لولدهم أنهم مسؤولون عن مشاعره وأنهم قلقون بشأن آراء الآخرين بهم أكثر من قلقهم على مشاعره.
إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:
“صحيح أني أشعر بالذنب كوني مضطرّة لتغيير مدرسة ولدي ولكني واثقة من أن هذا أفضل له حالياً”.
إن الأهل وبإقرارهم بشعورهم بالذنب وبقولهم لأنفسهم أن قراراتهم هي لصالح ولدهم قد يتمكّنون من التغلّب على مشكلتهم هذه.
ينبغي على الأهل ألاّ يقولوا لأنفسهم:
“إن رفض ولدي الذهاب إلى مدرسة جديدة هو بمثابة كارثة فعليّة”.
إن تعظيم المشكلة وتضخيمها قد يجعلان هذه الأخيرة تبدو غير قابلة للحلّ. لذا يتعيّن على الأهل هنا أن يعودوا ويتذكروا أن الأحداث كلها محايدة؛ ولكنّ طريقة تفكيرهم بها هي التي تجعلها تبدو إما إيجابيّة وإما سلبيّة.
إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:
“هدفي هو تعليم ولدي كيفيّة التأقلم مع هذا التغيير”.
إن الأهل وبإعادة تذكير أنفسهم بالهدف الرئيس قد يجعلون من مسألة تغيير المدارس فرصة متاحة أمامهم لكي يعلّموا ولدهم كيف يكون مرناً في الحياة.
حديث الأهل إلى أولادهم
ينبغي على الأهل ألا يجعلوا ولدهم يشعر بالذنب بقولهم:
“أنت تعلم أنه لم تعد لدينا الإمكانيات الكافيّة لكي نستمرّ في إرسالك إلى مدرستك القديمة، لذا يتعيّن عليك أن تذهب إلى المدرسة الجديدة هذه”.
ينبغي على الأهل أن يتفادوا قدر الإمكان القول لولدهم إن حاجاته باهظة الثمن بالنسبة لهم، إذ إنهم بذلك قد يجعلونه مسؤولاً عن وضع خارج عن إرادته وسيطرته. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأهل وبعدم تعاطفهم مع ولدهم قد يظهرون له أنهم لا يهتمون لأحاسيسه ومشاعره.
إنما يفترض بهم أن يثنوا على سلوكه التعاوني معهم بقولهم:
“أنا أعلم أنه من الصعب عليك الخضوع لهكذا تغيير، ولكنك ولد شجاع وقويّ وأنا واثقة من أنك قادر على القيام ذلك”.
إن الأهل وبتوكيدهم على شجاعة ولدهم يساعدونه على التحلّي بالقوة التي تلزمه لكي يتغلّب على خوفه من التغيير. فيمكن في الواقع لكلمات الأهل أن تولّد لدى الولد توقّعاً ذاتيّ التحقيق.
ينبغي على الأهل عدم رشوة ولدهم بقولهم:
“إن ذهبت إلى مدرستك الجديدة من دون أي تذمّر أو احتجاج سأشتري لك دراجة جديدة”.
إن الأهل وبرشوة ولدهم يعلّمونه أن بإمكانه أن يحصل على مكافأة ما لقاء قيامه بما ينبغي عليه القيام به.
إنما يفترض بهم أن يعقدوا معه إتفاقيّة بقولهم:
“يمكنك لدى عودتك من المدرسة أن تدعو أحد أصدقائك للّعب في منزلك”.
إن الأهل وبلجوئهم إلى قاعدة الجدة قد يساعدون ولدهم على التركيز على النتائج الإيجابيّة لاتباعه تعليماتهم، كما وقد يعلّمونه بذلك أيضاً على ضرورة تنفيذه واجباته ومسؤولياته كاملة قبل أن يتمكّن من تنفيذ خططه وبرامجه.
ينبغي على الأهل ألاّ يلوموا ولدهم بقولهم:
“أنا لا آبه لما تريد. فوالدك لا يدفع لي ما يكفي من المال لكي أتركك في مدرستك القديمة”.
ينبغي على الأهل ألا يصرفوا النظر عن مشاعر ولدهم وألاّ يلوموا زوجهم السابق لاضطرارهم لتغيير مدرسة ولدهم، إذ إنهم قد يظهرون بذلك لولدهم أن مشاعره ليست مهمّة بالنسبة لهم، كما وقد يمتحنون مدى ولائه ووفائه لكلا والديه هذا إضافة إلى كونهم قد يزيدون من حدّة التوتر بينهم وبين زوجهم السابق.
إنما يفترض بهم أن يكونوا أكثر عمليّة معه بقولهم:
“أنا أعلم أنك لا تريد الذهاب إلى المدرسة الجديدة تلك، ولكن هذه الأخيرة أقرب إلى مكان عملي الأمر الذي قد يخوّلني تناول الغداء معك من حين لآخر”.
إن الأهل وبمساعدة ولدهم على التركيز على فوائد تغيير مدرسته قد يعلّمونه كيف يحتمل الإحباط وكيف يكون أكثر مرونة في الحياة.
ينبغي على الأهل ألا يصنّفوا ولدهم بقولهم:
“أنا أعلم أنك خجول وأنّ لديك صعوبة في الإختلاط مع الآخرين وصناعة الأصدقاء، إنما من المفترض بك أن تذهب إلى المدرسة الجديدة”.
إن الأهل وبقولهم للولد إنه خجول يجعلون من مشكلته هذه مشكلة دائمة. في الواقع، إن سلوك الولد لا يحدد شخصيّته؛ إذ إن سلوكه في حالة تغيّر دائمة.
إنما يفترض بهم أن يساندوه ويدعموه بقولهم:
“سنذهب اليوم لزيارة مدرستك الجديدة. أظنّ أنها ستعجبك حقاً وأنه سيصبح لديك الكثير من الأصدقاء فيها”.
ينبغي على الأهل أن يمدّوا ولدهم بالدعم العاطفي الذي يحتاجه، كما وينبغي عليهم أيضاً أن يؤكّدوا قدرته على صناعة الأصدقاء؛ إذ إن موقفهم الإيجابي حيال هذا الموضوع من شأنه أن يساعد الولد على تقبّل فكرة أن التغيير ناحيّة طبيعيّة من نواحي الحياة.
تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل