التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

كيف تتصرف مع الطفل الذي لا أريد أن يأخذ المولود الجديد غرفته

ثمّة شخصٍ آتٍ ليحتل غرفتكم ولن يغادرها أبداً بعد ذلك – شخص لا تعرفونه حتى. هكذا يكون شعور الولد الذي في الثانية من عمره عندما يقول له أهله إنه من المفترض به أن يخرج من غرفته لأن المولود الجديد سيحلّ محلّه فيها. لذا ولكي يسهّل الأهل المرحلة الإنتقالية هذه، يفترض بهم أن يحثّوا ولدهم البكر على مساعدتهم في تجهيز الغرفة كما ويفترض بهم أيضاً أن يسرّعوا قدر الإمكان في اختيار الأثاث، والطرش، والزينة وسواها من التحضيرات قبل وصول المولود الجديد.

بعض النصائح المفيدة

●    ينبغي على الأهل أن يأخذوا بعين الإعتبار شخصيّة ولدهم، ليتمكنوا من تقدير كيف سيكون ردّ فعله حيال مسألة انتقاله إلى غرفة أخرى. هل سيتقبّل الأمر بسهولة أم لا؟ فهكذا معلومات قد تجعلهم يغيّرون أسلوبهم في مساعدة الولد على تقبّل فكرة التغيير.

●    ينبغي على الأهل أن يتحدثوا عن مسألة وصول المولود الجديد بإيجابية، فينظر ولدهم إلى هذا الفرد الجديد من أفراد الأسرة على أنه صديق، لا عدوّ.

حديث الأهل لأنفسهم

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“أنا لا أريد رؤية ولدي مستاء، لذا سنُبقي الأمور على ما هي عليه وحسب”.

صحيح أنّ تفادي التغيير قد يكون أسهل بالنسبة إلى الأهل، إلا أنه لن يحل مشكلة إيجاد المكان اللازم والمناسب للمولود الجديد، كما وأنه لن يساعد الولد البكر على تقبّل فكرة التغيير والتأقلم معها. فمن المفترض به أن يمرّ بهذه التجربة لكي يتعلّم كيف يتغلّب على مشكلة التغيير.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“إن تمكّنت من التغلّب على مشكلة التغيير هذه، فسيتمكن ولدي من التغلّب عليها أيضاً”.

يمكن للأهل وبتحمّسهم لفكرة التغيير أن يلمّحوا لولدهم أن عملية إنتقاله إلى غرفة جديدة هي بمثابة حدث مثير للغاية. ففي الواقع إن سلوك الأهل هو الذي يعلّم الولد تقبّل فكرة التغيير بسرور على أنه تحدٍّ جديد بالنسبة له عوض أن يهابه ويعتبره بمثابة تهديد لاستقراره وحياته.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

” أنا مستاءة فعلاً لأن ولدي لا يقدّر كل العمل الشاق الذي قمنا به وكل الجهود التي بذلناها على غرفته الجديدة”.

إن الحب من دون شرط يعني العطاء دون توقع أي شيء بالمقابل. ولكن الأهل وباستيائهم من ولدهم لمجرّد أنه لم يتفاعل بإيجابية مع التغيير فقد يلمّحون له أنهم لا يحبّونه إلا في حال حظي برضاهم واستحسانهم.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“بإمكاني تفهّم عدم رغبة ولدي في التخلي عن غرفته”.

غالباً ما يكون الولد الذي في الثانية من عمره أنانياً وغير مبالٍ للتغييرات التي أجراها أهله على غرفته الجديدة. لذا فإن موقف الأهل الإيجابي حيال هذا الموضوع قد يساعده على الشعور بأن أهله يحبونه ويدعمونه في مسألة تأقلمه مع هذا التغيير.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“ما خطبه؟ فقد كان من المفترض به أن يكون متحمِّساً لفكرة الإنتقال إلى غرفة جديدة”.

إن الأهل وباعتقادهم أن ولدهم يعاني من خطبٍ ما أو أنه كان من المفترض به أن يتصرّف بطريقة أخرى فهم يفترضون أنهم يتحكّمون بأفكاره ومشاعره وتصرّفاته ويسيطرون عليها سيطرةً تامّة. ولكن خطأ! إذ كل ما يمكن للأهل التحكّم به هو ردّ فعلهم الشخصي إزاء أفكار ولدهم ومشاعره وتصرفاته تلك.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“لطالما كان من الصعب عليّ أن أتأقلم مع فكرة التغيير، لذا يمكنني أن أتفهّم قلق ولدي وانزعاجه من هذا الموضوع”.

إن الأهل وبتعاطفهم مع ولدهم يجعلونه يشعر أنهم بجانبه؛ الأمر الذي قد يحثّه على التعاون معهم واتّباع تعليماتهم.

حديث الأهل إلى أولادهم

ينبغي على الأهل ألا يقلّلوا من احترام ولدهم بقولهم:

“آخر همي إن كنت ترغب بالبقاء في غرفتك القديمة. فكل ما ينبغي عليك فعله هو أن تعتاد على غرفتك الجديدة وحسب”.

إن الأهل وبعدم تعاطفهم مع ولدهم يلمّحون له أنهم أعداءه في محنته هذه. ولا أحد في الواقع يرغب في التعاون مع أعدائه.

إنما يفترض بهم أن يعيدوا توجيه انتباهه بقولهم:

” أنا أتفهّم عدم رغبتك في مغادرة هذه الغرفة، غير أن غرفتك الجديدة جميلة للغاية. تعالَ نلقي نظرة عليها لنرى كل النواحي الجيّدة والإيجابية فيها”.

إن الأهل وبتحدّثهم مع ولدهم عن النواحي الإيجابية لغرفته الجديدة يعلّمونه كيف يتّخذ موقفاً إيجابياً من التغيير.

ينبغي على الأهل عدم رشوة ولدهم بقولهم:

“إن سمحت للمولود الجديد بأن ينام في غرفتك فسأشتري لك عصابة الرأس التي كنت قد طلبتها مني”.

إنه من واجب الأهل أن يضعوا الأنظمة لولدهم، في حين أنه من واجب هذا الأخير أن يمتحنهم. في الواقع، إن الأهل وبرشوة ولدهم يلمّحون له أن لا قيمة لأنظمتهم وأنه ليس مضطراً لإتباعها إلا في حال كان سيحصل على شيءٍ بالمقابل. فينبغي على الولد في النهاية أن يتعلّم القيام بواجباته فقط لأن النظام يفرضها عليه، لا لأنه سيحصل على مكافأة ما لقاء قيامه بها.

إنما يفترض بهم أن يعقدوا معه صفقة بقولهم:

“لطالما كنت تطلب مني أن أسمح لك بأن يأتي صديقك للنوم عندك، لذا فقد أصبح بإمكانك الآن وقد انتقلت إلى غرفتك الجديدة أن تدعوه للنوم عندك فتريَه كم هي جميلة غرفتك الجديدة”.

إن الأهل وبلجوئهم إلى قاعدة الجدة يجعلون ولدهم يشعر أنه قادر على التحكّم بحياته نوعاً ما؛ الأمر الذي قد يساعده أيضاً خصوصاً في هذه المرحلة العصيبة التي يشعر فيها بأنه يحلّق خارج سربه.

ينبغي على الأهل ألا يحطّموا ولدهم بقولهم:

“لن أستطيع تحمل المزيد من تفاهاتك تلك. كفّ عن التصرّف كالأطفال الصغار”.

إن دور الطفل هو الدور الذي لطالما كان الولد الذي في الثانية من عمره يؤديه في حياته؛ لذا فقد يكون من الطبيعي بالنسبة له أن يعارض أهله عندما يعيبونه كونه يؤدّي هذا الدور. وعلاوة على هذا كله فإن الولد لن يرغب في اتباع تعليمات أهله، سيّما وإن قال هؤلاء له إنهم يعتبرون احتجاجاته الصادرة من القلب تافهة وسخيفة.

إنما يفترض بهم أن يكونوا معه أكثر عمليّة ومرونة بقولهم:

“أحتاج إليك لكي تساعدني على تجهيز غرفتك القديمة إستعداداً لوصول المولود الجديد. لا شكّ في أنك ستعرف كيف تجعل الطفل يشعر بالراحة في هذه الغرفة لأنك كنت تحبّها كثيراً”.

ينبغي على الأهل أن يضمّوا ولدهم إلى لجنة استقبال المولود الجديد، إذ إنه سيشعر بأن لديه دور مهمّ يؤدّيه في هذه المرحلة الإنتقالية، كما وأنهم قد يساعدونه بذلك أيضاً على التركيز على الطرق الإيجابية التي يمكنه أن يخبرها لشقيقه أو شقيقته الجديدة.

ينبغي على الأهل ألا يتوسّلوا إلى ولدهم بقولهم:

“تعاوَن معنا من فضلك لكي نتمكّن من جعل المولود الجديد ينام في غرفتك”.

إن الأهل وبتوسّلهم إلى ولدهم لكي يتعاون معهم يعلّمونه أن يتوسّل إلى الآخرين بهدف الحصول على مبتغاه. ولكنّ هدف الأهل الحقيقي هو حثّ ولدهم على اتّباع تعليماتهم من خلال لفتهم نظره إلى كيفيّة استفادته من ذلك.

إنما يفترض بهم أن يسمحوا له بالمشاركة في هذه العملية الإنتقالية:بقولهم،

“لنذهب إلى مركز التسوّق ونلقي معاً نظرة على الطرق التي يمكننا بواسطتها أن نزيّن غرفتك الجديدة”.

إن الأهل وبجعل ولدهم يشاركهم خططهم وبطلبهم المساعدة منه يعطون قيمةً لتملّكه غرفة جديدة، كما وقد يظهرون له بذلك أن آراءه وأفكاره مهمّة بالنسبة لهم.

ينبغي على الأهل ألا يضايقوا ولدهم ويسخروا منه بقولهم:

“لماذا أنت خائف من الإنتقال إلى غرفتك الجديدة؟ أتظن أن فيها شبح أم ماذا؟

إن الأهل وبسخريتهم من ولدهم يظهرون له أن مشاعره لا تهمهم كما وأنهم قد يعلّمونه أيضاً بأسلوبهم هذا أن يسخر من الآخرين بهدف الحصول على مبتغاه.

إنما يفترض بهم أن يثنوا عليه بقولهم له:

“أنت ولد قويّ وشجاع؛ لذا أنا واثقة من أنك ستكون على ما يرام في غرفتك الجديدة”.

إن الأهل وبمساعدة ولدهم على التركيز على قوّته وشجاعته قد يعلمونه كيف يقيّم قدرته على مواجهة التغيير والتأقلم معه. وهو عندئذٍ قد يتقبّل هذا التغيير بكل سرور.

تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل