التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

بيئة المدرسة وسلوك التلاميذ

تتعدد أسباب سوء السلوك لدى التلاميذ، وبعضها لا يرتبط إطلاقا بمهارات المعلم. وتوفر المدرسة بيئة محددة جدا، إما أن تشجع التلاميذ على حسن السلوك أو تدفعهم على تقبل سوء السلوك. إن كنت تعمل في مدرسة ذات حوافز عالية، قد لا تلاحظ جميع العوامل التي تساهم في حسن السلوك في صفك. أما إن كنت تعمل في مدرسة تعاني من مشاكل بسبب سلوك تلاميذها، فقد تعمد إلى لوم نفسك أو أسلوبك في التعليم، فيما يقع جزء من اللوم على الأقل على عوامل خارجية.

إن تمكنت من إدراك جميع العوامل التي تسيطر على سلوك تلاميذك، ستتقلص احتمالات شعورك بالتوتر والدفاعية حين يسيئون التصرف. كما يمكنك اتخاذ خطوات لتقليص الآثار السلبية وتغيير وضع مدرستك نحو الأفضل.

مبنى المدرسة

لمحيطنا تأثير كبير على شعورنا وسلوكنا. إن كانت المدرسة قديمة ومتهالكة، وتفتقد إلى التسهيلات، من شأن ذلك أن يخلف أثرا سلبيا على سلوك تلاميذك، بحيث يشعرون بالإحباط والاكتئاب، وكأن المدرسة لا تكترث لأمرهم. ولو شعر التلاميذ بأن أحدا لا يهتم بالمبنى، ستزداد حوادث التخريب وقلة الاهتمام العامة بالأماكن المشتركة.

إن كانت الحال كذلك في مدرستك، حاول التصدي لهذا الوضع عبر جعل صفك جنة لتلاميذك. علق معروضات ملونة ومثيرة للاهتمام بحيث تضع تلاميذك في إطار ذهني إيجابي فور دخولهم الصف. بالإضافة إلى ذلك، نظم مجموعة من الأولاد أو صفا لإضفاء شيء من البهجة على إحدى غرف المدرسة؟ فإن كنت معلم رياضة بدنية، يمكنك الطلب من فريق من الرسامين رسم لوحة جدارية على أحد جدران القاعة. وإن كنت تدرس العلوم، يمكنك تنظيم مجموعة من الأولاد لإنشاء مكان طبيعي والاهتمام به.

مزاج المدرسة العام

يصعب تعريف هذا المفهوم. إلا أنه يشير أساسا إلى الثقافة السائدة والطريقة التي ينظر بها التلاميذ إلى المدرسة، وسلوكهم وعملهم فيها. فإن كان مزاج مدرستك إيجابيا، سيكون لذلك تأثير كبير على سلوك صفك. فحين يصل التلاميذ ويجدون بأن الجو العام يغلب عليه الاجتهاد وحسن السلوك، من المرجح أن يعملوا أيضا بجد ويحسنوا السلوك (ما لم يكن لديهم مشاكل فردية خطيرة).

لكن لسوء الحظ، حين يصبح مزاج المدرسة العام سلبيا، تحتاج إعادة الأمور إلى نصابها إلى سنوات من العمل الشاق. إذ تتسرب ثقافة سوء السلوك إلى التلاميذ بجميع أعمارهم بحيث يشكل سلوك تلاميذ الصفوف العليا نوعا من السلطة على من هم أدنى منهم. فيتحول الأمر إلى دورة ذاتية الاستمرار يصعب كسرها.

غير أنه ثمة خطوات يمكنك اتخاذها لتغيير مزاج المدرسة العام. وهنا أيضا، بوسعك جعل صفك مكانا لا يمكن للمزاج السلبي التأثير عليه، فتساهم بذلك على نحو محدود ولكنه أساسي في عملية التغيير البطيئة. ومن شأن المزاج السلبي للمدرسة أن يجعل من معلميها أشخاصا ساخرين وضعيفي الحوافز، شأنهم شأن التلاميذ. لذا، حاول الاحتفاظ بنظرة إيجابية مهما صعب عليك ذلك. وفي حال كانت النشاطات الخارجة عن المنهاج محدودة في مدرستك، فكر بتنظيم ناد لتظهر لتلاميذك كم تهتم لأمرهم ولتقدم المدرسة عموما.

استمرارية المعلمين

من السهل نسبيا على المدارس الجيدة اجتذاب المعلمين الممتازين والحفاظ عليهم. فشروط العمل جيدة وتلاميذها يرغبون بالتعلم، كما أن المعلمين يستمتعون بالعمل فيها بحيث لا يرغبون بالرحيل. إلا أن هذه الحالة تنعكس في المدارس السيئة لسوء الحظ. فيتعذر على تلك المدارس إيجاد معلمين جيدين والاحتفاظ بهم. كما أن التبدل المستمر للمعلمين يسيء إلى موقف التلاميذ، فيشعرون بأن معلميهم لا يكترثون لأمرهم حقا لأنهم يرحلون باستمرار. كما يؤثر ذلك على استمرارية التعليم، لا سيما إن غادروا في منتصف العام الدراسي. وهذا ما يصعب نشوء علاقة إيجابية بين المعلمين والتلاميذ، كما يفقد المعلمون حماسهم للعمل. ومع تزايد عدد المعلمين المغادرين، يتعذر على المدرسة الاحتفاظ بمعلمين ذوي خبرة، وبالتالي لا يجد المعلمون الجدد من يوجههم ويساعدهم. ومع الوقت تتفاقم آثار قلة الاستمرارية ويصبح من الصعب التخلص منها.

تتمثل أفضل الطرق للمساهمة في استمرارية المعلمين في مدرستك بالبقاء فيها لوقت طويل. كما يمكنك دعم وتوجيه المعلمين الجدد، وتشجيعهم لرؤية الصورة البعيدة الأمد، وإنتاج انطباع إيجابي بينهم. وبالطبع، يرجع أمر اتخاذ قرار الاستمرار في الظروف الراهنة إليك أنت.

إدارة المدرسة

لطريقة إدارة المدرسة تأثير واضح على سلوك التلاميذ. المثالي بالنسبة إلى التلاميذ هو رؤية فريق إدارة قوي يركز بشدة على دعم وتطوير هيئة معلمي المدرسة. وينبغي أن يكون ثمة شعور بأن المدراء يقدرون معلميهم ويودون دعمهم ومساعدتهم في عملهم في الصف. كما يجب أن يشعر المعلم أن بإمكانه اللجوء إلى المدراء حين يواجه المشاكل، ما سيعطيه شعورا أكبر بالأمان.

تنقسم إدارة المدرسة عموما إلى فريق إدارة أعلى يتألف من المدير ومن نائب أو مساعد واحد أو أكثر. يأتي بعده فريق إدارة المنهاج، ربما قادة المواد الأساسية في المرحلة الابتدائية أو رؤساء الأقسام في المرحلة الثانوية. فمن شأن المدير أو رئيس القسم أن يقدما عونا كبيرا للمعلم الذي يعاني من سلوك تلاميذه. وينبغي أن يرى التلاميذ رابطا واضحا بين المعلمين العاديين والمدراء في المدرسة. وحين تتطلب الظروف، على المعلم أن يكون قادرا على إحالة التلاميذ المشاكسين إلى سلطة عليا تتولى حل المشكلة على مستوى أعلى.

سياسات المدرسة السلوكية

إن كانت سياسة المدرسة السلوكية فعالة وناتجة عن تفكير عميق، فإنها تشكل أداة قيمة لمساعدتك على ضبط تلاميذك داخل الصف. إذ تعاني مختلف أنواع المدارس من مشاكل سلوكية خاصة بها وشديدة الاختلاف فيما بينها، ويجب في الحالات المثالية أن تكون سياسة المدرسة السلوكية على علاقة وثيقة بالمصاعب الخاصة التي تواجهها المدرسة. في الواقع، توفر السياسة السلوكية الجيدة للمعلمين كثيرا من المكافآت المحفزة، وعددا من العقوبات المتعددة المستويات لاستعمالها عند تأديب التلاميذ، فضلا عن طريقة لإبقاء سلوك كل تلميذ داخل المدرسة تحت المراقبة. وفي ما يلي بعض العوامل التي تساعد في جعل سياسة المدرسة السلوكية فعالة.

–   توضع بالتعاون مع جميع المعلمين: للمعلمين وغيرهم من العاملين في الصف فكرة واضحة عن كيفية سير الأمور داخل المدرسة ككل. وغالبا ما يتحدثون عن المشاكل السلوكية في قاعة المعلمين، ويطرحون هموما متشابهة جدا في ما يتعلق بالمشاكل السلوكية على مستوى المدرسة. وفريق الإدارة الناجح يصغي جيدا لما يقوله المعلمون. وعليه أن يضع سياسة المدرسة السلوكية بالتعاون مع جميع الموظفين، بما في ذلك غير المعلمين منهم. بهذه الطريقة، يشعر الموظفون بمسؤولية أكبر ولا يتهاونون في تطبيق تلك السياسة.

–   تخضع لعملية تغيير مستمرة: تخضع السياسة السلوكية الجيدة للمدرسة للتغيير المستمر. وهي تحتاج إلى التطوير، ليس نحو الأحسن فحسب، بل لأن المعلمين والأولاد يتغيرون على الدوام هم أيضا.

–   ينبغي الالتزام بتطبيقها: الالتزام هو شرط حيوي لكي يعرف التلاميذ بالضبط ما يجب توقعه من المعلمين إن أساؤوا التصرف. ويجب أن يكون ثمة أنظمة واضحة ونظام عقوبات واضح يتم تطبيقه إن اختار التلاميذ خرق الأنظمة. وليس من السهل تحقيق هذا الالتزام لأن المعلمين هم أفراد يطبقون السياسة بطرقهم المختلفة. ولكن، إن كانت السياسة واقعية ومتوافق عليها من قبل الجميع، من الأسهل الالتزام بتطبيقها.

في ما يلي وصف لسياسة سلوكية نموذجية لأظهر كيف يمكن أن تكون ناجحة ولماذا. فإن شعرت بأن سياسة مدرستك السلوكية غير مثمرة، فقد ترغب باقتراح تطبيق بعض هذه الأفكار لتحسينها. وستجد عادة الفرصة لطرحها خلال الاجتماعات التي تعقد في المدرسة.

أنظمة المدرسة

على فريق العمل في المدرسة أن يقرر بالضبط ما هي أنواع السلوك المقبولة وغير المقبولة، وأن يضع حدودا يعمل المعلم ضمنها. وسينتج ذلك على الأرجح لائحة من الأنظمة يعلم من خلالها التلاميذ (وأولياء أمرهم) المتوقع منهم تماما. من شأن هذه الأنظمة أن تحدد كيفية العمل والتصرف داخل حرم المدرسة وفي محيطه، وأن تتضمن أيضا تفاصيل عن الزي المدرسي وكيفية تعامل التلاميذ مع بعضهم بعضا ومع معلميهم والبيئة ككل. من المفيد أن يعرض المعلمون مجموعة من هذه الأنظمة على جدار الصف للرجوع إليها عند فرض العقاب. وينبغي أن تكون أنظمة المدرسة قصيرة، واضحة وواقعية لتؤتي ثمارها، وأن تصاغ في جمل إيجابية افعل عوضا عن الجمل السلبية لا تفعل.

في الواقع، إن الأنظمة الجيدة تجعل حياة المعلم أكثر سهولة. فهو يستطيع الرجوع إليها عند فرض العقوبات، وأن يوضح للتلاميذ بأنه يطبق سياسة المدرسة وحسب ولا يهاجم التلميذ شخصيا. غير أن بعض المدارس تصعب عمل معلميها حين تضع أنظمة تؤدي حتما إلى المواجهات. فمن شأن بعض الأنظمة التي يطلب من المعلم تطبيقها أن تبدو تافهة للمعلم والتلميذ على حد سواء. وحين يجد المعلم نفسه في وضع كهذا، يعود إليه تقرير مدى الشدة التي يود اتباعها في تطبيق ذاك النظام بالذات. لكن لسوء الحظ، فإن اختيار الأنظمة التي نود تطبيقها أم لا يؤثر سلبيا على سياسة المدرسة. وبالتأكيد، من الأفضل بكثير للمدارس أن تضع أنظمة واقعية من الأساس، وذلك من خلال التشاور مع معلميها (وتلاميذهم).

العقوبات

تستعمل معظم المدارس نظام عقوبات يتضاعف فيه القصاص تدريجيا. فيتمثل العقاب الأولي بإنذار شفهي، يتبعه إنذار خطي، ثم يتضاعف إلى احتجازات تتزايد مدتها بحسب الخطأ المرتكب. وقد يشتمل أيضا على عقاب إضافي يلقاه التلميذ الذي يحصل على أعلى مستوى من العقاب، كأن يجري المعلم اتصالا هاتفيا بالمنزل أو يخرج التلميذ من الحصة.

فالعقوبات التي تتضاعف شدتها على مستويات معينة توفر للمعلم طريقة جيدة للحفاظ على الانضباط، بسبب وجود نموذج محدد لاتباعه بحسب الحالة. واشتداد العقاب على نحو ثابت يساعد على تجنب المواجهات لأنه يعطي التلميذ فرصا كثيرة ليقرر التعاون. هنا أيضا، من الأهمية بمكان الالتزام بتطبيق تلك المستويات من العقاب في المدرسة كلها، وإلا فقد يعتبر بعض المعلمين ظالمين.

العقاب الأقصى

تملك معظم المدارس اليوم عقابا أقصى لاستعماله في الحالات التي تخرج عن السيطرة، ويتمثل عادة في إخراج التلميذ من الصف. فمن الممكن أن يبدي التلميذ عنفا جسديا أو يمنع المعلم من متابعة الدرس. وعادة، يجب أن يكون ثمة معلم أعلى مستوى يمكنه دخول الصف وإخراج التلميذ المشاكس. عادة، يقوم معلم الصف بطلب المساعدة بواسطة بطاقة حمراء أو رسالة خاصة يرسلها مع تلميذ موثوق إلى المكتب لطلب معلم أعلى مستوى. غير أنه لسوء الحظ، يرسل المعلم أحيانا بطلب المساعدة ولا يأتي أحد، ما يؤدي إلى تقويض هيبة المعلم وقوة العقاب على حد سواء.

وربما كان من المحزن التفكير أن الوضع في صفك قد يستلزم تطبيق هذا العقاب الصارم. إلا أن العقاب الأقصى يجب أن يوفر حلا أخيرا حين يصبح سلوك التلميذ غير مقبول على الإطلاق أو يشكل خطرا على زملائه أو على المعلم. ولا ينبغي استعماله على نحو متكرر لإخراج الأولاد المشاكسين. لكي يكون هذا العقاب فعالا، لا يجب أن يخشى المعلم من اللجوء إليه، ولكن عليه استعماله عند الضرورة فقط.

نظام النقاط

لحسن الحظ، فإن معظم أشكال سوء السلوك التي يواجهها المعلمون في حياتهم اليومية هي عبارة عن حوادث مزعجة وليست خطيرة. غير أن من شأنها أن تعيق عملية الشرح إن لم تتم معالجتها كما ينبغي. كما أن مقاطعة المعلم تسبب له الكثير من التوتر، بسبب طبيعتها المتكررة والمثيرة للأعصاب. فثمة بعض التلاميذ الذين يكررون نوعا معينا من سوء السلوك الطفيف مرارا وتكرارا. ويجب أن تجد سياسة المدرسة السلوكية الناجحة طريقة للتعامل مع هذه المشكلة.

من الأفكار التي رأيتها تستعمل بشكل ناجح نظام النقاط. عند كل حادثة سلوكية، يكسب التلميذ أو يخسر عددا معينا من النقاط يتراوح بين نقطة ونقطتين للحوادث الصغيرة، ويرتفع العدد بالنسبة إلى الحوادث الخطيرة. ويمكن منح النقاط (أو أخذها) عند خرق أنظمة المدرسة، كأن لا يحضر التلميذ بالزي المدرسي أو أن يتأخر في الوصول. يتيح العدد الإجمالي للنقاط للمدرسة معرفة من بالضبط يرفض الإذعان لقانون المدرسة. ويسمح نظام الإنذار المبكر هذا للمعلم والمدرسة بالتدخل في الوقت المناسب.

الوحدات السلوكية داخل المدرسة

تحتوي معظم المدارس (لا سيما الثانوية) اليوم على وحدة متخصصة يحال إليها الأولاد ذوو المشاكل السلوكية. ومن شأن تلك الإحالات أن تكون جزءا من نظام عقوبات، مثلا حين يخسر التلميذ عددا معينا من النقاط (انظر أعلاه) قد يؤدي به ذلك إلى قضاء وقت في الوحدة السلوكية. وتضم هذه الوحدات معلمين يملكون الخبرة في التعامل مع المشاكل السلوكية. ويجب أن يكون عدد التلاميذ بالنسبة إلى عدد المعلمين منخفضا بحيث يحصل كل ولد على الاهتمام اللازم لحالته، وأن يقوم الهدف النهائي على إعادة دمج التلميذ في صفه.

أنظمة الدعم

حين نعاني من مشاكل في السيطرة على السلوك، نحتاج إلى أنظمة دعم جيدة، شخص نثق به بما يكفي لنشاركه همومنا أو شخص ذو خبرة يعطينا النصيحة في مسألة معينة. التدريس بطبيعته مهنة منفردة، فالمعلم الذي يعمل في صفه لا يملك فكرة كبيرة عما يحدث في المدرسة. وقد يخيل إليه بأن جميع المعلمين الباقين لا يعانون من المشاكل في صفوفهم وأنه الوحيد العاجز عن السيطرة على تلاميذه المشاكسين. من شأن سوء السلوك أن يجعلك تشعر بالاكتئاب والوحدة، ولكن في حال وجود نظام دعم جيد، سيكون لديك دوما من تلجأ إليه حين تشعر بالإحباط.

بقية المعلمين

يميل المعلمون إلى إنشاء روابط قوية مع زملائهم، ربما بسبب الإرهاق الذي تسببه لهم مهنتهم على الصعيد الجسدي والنفسي على السواء. ومع أن الوقت الذي تمضيه مع زملائك خلال النهار قصير على الأرجح، إلا أنك قد تجد نفسك تعمل معهم خلال النشاطات الخارجة عن المنهاج أو تشاركهم نشاطات اجتماعية خارج المدرسة. حاول إيجاد الوقت للذهاب إلى غرفة المعلمين خلال النهار لتستعيد نشاطك. إذ يسهل على المعلم المرهق التعامل مع سوء السلوك بطريقة سلبية. كما أن هذا يتيح لك التحدث مع معلمين آخرين حول المشاكل التي تواجهك خلال النهار، للحصول على النصيحة أو لمجرد التخلص من التوتر.

الموظفون المساعدون

يتزايد عدد المدارس التي تستخدم موظفين غير المعلمين للعمل داخل الصف. ومع أن دورهم الأساسي يقوم على دعم عملية التعلم، إلا أنهم يقدمون مساعدة قيمة للمعلم في ضبط السلوك. وربما كان أفضل دور يقومون به هو مساعدة التلاميذ الذين يمكن أن تؤدي حاجاتهم التعليمية إلى مشاكل سلوكية. على سبيل المثال، إن كان الولد يميل إلى إحداث الفوضى لأنه يكافح لفهم الدرس، من شأن المساعد أن يسهل عليه عملية الفهم.

موظفو الحاجات الخاصة

يعتبر موظفو الحاجات الخاصة مصدر عون قيم عند التعامل مع المسائل السلوكية في صفك. فهم ليسوا متخصصين فحسب في المشاكل التي تواجهها، بل ويدركون أيضا مدى التوتر الذي يسببه لك سوء سلوك تلاميذك. حاول التعرف عليهم واطلب نصيحتهم واحصل على أكبر قدر ممكن من المعلومات منهم عن كيفية التعامل مع التلاميذ المشاكسين. ومن هؤلاء الموظفين، منسق لذوي الحاجات الخاصة، عالم نفسي تربوي وموظف خيري تربوي.

المدراء

يشكل المدراء أيضا مصدر عون وراحة بالنسبة إلى المعلم. ولكن كما هي الحال في جميع المدارس، من شأن بعض المدراء أن يكونوا ناجحين أكثر من غيرهم. فالمعلم الذي يصل إلى مركز المدير يملك عدة سنوات من الخبرة على الأقل. فإن كنت لا تملك الخبرة الكافية كمعلم، بإمكانهم أن يقدموا لك النصح لأنهم سبق لهم أن واجهوا كثيرا من المشاكل التي تواجهك حاليا. بالإضافة إلى ذلك، يملك المدراء قدرا من السلطة بسبب موقعهم. ويمكنهم استعمال هذه السلطة لمساعدتك على ضبط السلوك، وذلك بأن يقولوا مثلا (أمام الصف) إن بإمكانك أن تحيل إليهم التلاميذ الذين يسببون المشاكل.

الأهل

لدى كثير من الأهل الرغبة والحماس لدعم المعلمين في عملهم مع أولادهم، ولكنهم نادرا ما يملكون فكرة عن كيفية القيام بذلك في الواقع. فإن كان أحد التلاميذ يسبب لك المشاكل بسلوكه، حاول الاتصال بأهله أو أولياء أمره لمناقشة الوضع. فغالبا ما يكون الأهل غير مدركين لما يفعله التلميذ في المدرسة. (فالأولاد نادرا ما يعترفون بسوء سلوكهم لآبائهم). هذا ما يحدث في المراحل الثانوية حيث يكون الاتصال بين المدرسة والمنزل محدود نسبيا. فربما كان الأهل غير مدركين تماما للمشاكل التي يسببها التلميذ في الصف وحين تنبههم إلى ما يحدث، تكتشف أن لديهم الرغبة بمساعدتك في العمل الذي تقوم به. والإحساس بأن أهل الولد يقدمون الدعم والمساعدة يرفع كثيرا من معنويات المعلم المجتهد.

نقابات المعلمين

من شأن ممثل النقابة أن يقدم لك دعما كبيرا، لا سيما إن كنت تواجه مشاكل سلوكية خطيرة. وقد تشتمل مخاوفك، على هموم متعلقة بالصحة والأمان (بخصوص الصف والأولاد الموجودين فيه)، ومن شأن ممثل النقابة أن يقدم لك النصيحة بخصوص وضعك القانوني. وإن تذمر التلميذ من ذلك (وهي مشكلة تتزايد في أيامنا على ما يبدو) يمكن لممثل النقابة أن يقدم لك المشورة بخصوص المسائل القانونية وغيرها من الأمور المتعلقة بمهنتك.

تأليف سو كولي