إلى أي مدى تعتبر المكملات سالمة؟ ماذا يحصل إذا تناولت فيتامينات ومعادن أكثر من الحاجة المطلوبة؟ كم يعني الكثير؟ إن هذه التساؤلات هي اهتمامات شائعة، مدعومة بتقارير الوسائل الإعلامية التي تربط ما بين الفيتامين C وحصى الكلية وتحذيرات من الفيتامين A خلال الحمل. كم هي نسبة الواقع وكم نسبة الوهم؟
إن الكمية المثلى للمغذي تتفاوت بقدر كبير بين شخص وآخر، وفقاً لسنه، جنسه، صحته وعوامل عديدة أخرى. لذلك فمن المتوقع أيضاً أن يختلف المعدل الذي قد يسبب دلالات على التسمم. عند وجود بعض الأمراض، فإن حاجة الشخص إلى فيتامين ما قد ترتفع بصورة مفاجئة: الفيتامين C هو المثل الأسمى عند مكافحة أي التهاب.
من الضروري ادراك الحقيقة بأن كل شيء تقريباً يعد ساماً في حال كانت الجرعة مرتفعة جداً. في العام 1990 سجل وفاة رجل من جراء شرب 10 ليترات من الماء خلال ساعتين. إذن فالسؤال الأساسي هو: ما هو المقدار الذي تحتاج إلى استهلاكه لبلوغ معدلات التسمم، والذي يفوق الكمية المستهلكة عادة من المادة؟
سلامة الفيتامينات
الاستنتاج العام من خلال دراسة أجريت حول نتائج أكثر من مئة بحث نشر في المجلات العلمية هو أنه بالنسبة إلى غالبية الفيتامينات، باستثناء A وD، فإن المعدلات التي تفوق الحصص اليومية الأميركية الموصى بها هي على الأغلب سالمة ومأمونة عند تناولها على المدى البعيد، بكلام عملي، فإن هذا يعني عدم وجود احتمالات للإصابة بردة فعل سامة حتى مع تناول جرعات عالية من المكملات المتوفرة في مخازن الطعام الصحي، إلا في حال تناول أقراص أكثر بكثير من الموصى بها. وهذا يتوافق بالمجمل مع سجلات الصحة العامة للوفيات المنسوبة إلى المكملات الغذائية. على سبيل المثال فقد أجريت دراسة في مراكز ضبط التسمم الموضعي بالولايات المتحدة بين عامي 1983 و1987 ذكرت وجود 1182 حالة موت مفاجىء نجمت عن عقاقير صيدلية، لكن ولا واحدة من تلك الوفيات قد نجمت عن تناول مكمل فيتامين. وفي بريطانيا، لم أتمكن من إيجاد أي تفاصيل حول وجود حالة وفاة يمكن إسنادها إلى مكمل فيتامين، علماً بأن حوالى 15 ألف وفاة سنوياً تسند إلى عقاقير صيدلية. مع ذلك، فإن الوفاة هي على الأصح مقياس قاس ومبرح. ماذا بشأن التسمم والآثار الضارة المعاكسة؟ إن هاتين الحالتين هما جداً نادرتان كنتيجة لتناول المكملات الغذائية. بعد حوالى 20 سنة من الممارسة، التدريس والكتابة كان علي العثور مع ذلك على حالة منفردة من التسمم الفعلي نتيجة المكملات.
فيتامين A
يأتي هذا الفيتامين على شكلين: النوع الحيواني، الرتينول، وهو يخزن في الجسم؛ والنوع النباتي، البيتا كاروتين، الذي يتحول إلى ريتنول ما لم تكن معدلاته بالجسد عالية مسبقاً. لذلك فإن النوع الثاني لا يعتبر ساماً، باستثناء حدوث اصفرار في البشرة في حال تناول كمية كبيرة.
هناك عدد من حالات انتشار الاستجابات المعاكسة للريتنول، والتي عادة ما تحدث من جراء تناول كميات تفوق 500000 وحدة دولية خلال فترة زمنية طويلة. وتشمل الأعراض تقشر البشرة واحمرارها، اختلال في نمو الشعر، نقص في الشهية وتقيء. وفقاً للدكتور جون ماركس، المدير الطبي في جامعة غارتن بكامبردج، فإن «الاستجابات السامة كانت نادرة الحدوث للغاية دون 30000 وحدة دولية… ويبدو أن التصريح بإعطاء كمية يومية من 50000 وحدة دولية تقريباً للبالغين هو أمر مأمون. إن هذا الأمر يتوافق مع تقديرات الكمية المكونة من 40000 وحدة دولية من الفيتامين A التي كان أسلافنا يتناولونها في محيط أشد حرارة، رغم أن جزءاً كبيراً من هذه الكمية قد يكون مصدره البيتا كاروتين.
لقد سجل عدد من حالات التسمم واختلالات الولادة مع تناول مماثل مصنع للفيتامين A، وهو Isotretinoin الذي يباع كعقار Roaccutane. إن هذه الآثار قد طالت بالخطأ فيتامين A الطبيعي. كما سجلت خمس حالات مصابة بعيوب في الولادة تعدو إلى أطفال ولدوا من أمهات يتناولن كميات كبيرة من الريتنول (25000 – 50000 وحدة دولية يومياً)؛ مع ذلك، لم يؤكد وجود أي علاقة واضحة بين السبب – النتيجة في أي من تلك الحالات المذكورة. هناك دراسات أخرى أظهرت أن النساء اللواتي يضفن إلى نظامهن الغذائي فيتامينات متعددة من ضمنها الفيتامين A، بمعدل 7500 – 25000 وحدة دولية، لديهن تفشي أقل للعيوب والاختلالات لدى أطفالهن. إحدى الدراسات التي نشرت عام 1995 كشفت إمكانية وجود صلة، لدى مجموعة من 22747 امرأة من بينهن 121 ولدن أطفالاً مع نوع من الخلل المرتبط، بوجود تسمم من الفيتامين A من ضمن أشياء أخرى. من بين الـ 121 امرأة، هناك حالتان يمكن إسنادهما إلى إضافة أكثر من 10000 وحدة دولية من الفيتامين A على شكل ريتنول نظراً للاحتمال الموجود بأن تناول كميات كبيرة من الريتنول قد يتسبب بحدوث اختلالات في الولادة، فإنه من الحكمة بالنسبة إلى النساء في عمر الحمل أن لا يأخذن أكثر من 10000 وحدة دولية من الريتنول في نموذج مكمل. إن هذا التحذير لا ينطبق على البيتا كاروتين.
فيتامين D
من بين كل الفيتامينات، فإن هذا الفيتامين هو على الأغلب الأكثر تسبباً للاستجابات السامة. فهو ينشط امتصاص الكالسيوم، والكمية المفرطة منه قد تؤدي إلى تكلس النسيج اللين. مع ذلك، فإن المعدلات التي تحدث هذا الأثر تزيد حتماً عن 10000 وحدة دولية بل إنما تتجاوز حتى الـ 50000 وحدة على الأرجح. إن تناول كمية يومية لا تتعدى 2000 وحدة دولية للبالغين و1000 وحدة دولية للأطفال تعتبر عموماً آمنة.
فيتامين E
لقد تم البحث جيداً في هذا الفيتامين عن احتمال التسمم. من خلال استعراض 216 اختبار بتناول الفيتامين E بجرعة عالية على عشرة آلاف مريض، لقد تبين عدم وجود أثر ضار بعد تناول جرعات يومية مكونة من 3000 وحدة دولية بالنسبة للأشخاص فوق الحادية عشر من العمر و55000 وحدة دولية لبضعة أشهر. رغم ذلك، فقد تم تسجيل استجابات ضارة معاكسة بين الحين والآخر في معدلات لا تتجاوز 2000 وحدة دولية، وخاصة ان الأطفال، تعود ربما على ردة فعل من الحساسية إزاء مصدر الفيتامين E. ويبدو أن هذا الفيتامين يرفع من الآثار المضادة للتجلط لعقار Warfarin، ولذلك فإنه لا ينصح بتناول مستويات عالية من الفيتامين E من قبل الأشخاص الذي يتعالجون بهذا العقار. كما يفضل تجنب المعدلات العالية من قبل الأشخاص المصابين بحمى رثوية (روماتزمية). وبعض التقارير القديمة التي تقر بضرورة عدم تناول الفيتامين E على شكل مكمل من قبل النساء المصابات بسرطان الثدي هي غير صحيحة: فهو نافع جداً في هذه الحالة. إن تناول كمية يومية من 1500 وحدة دولية يعتبر سالماً.
فيتامين C
إن هذا الفيتامين قابل للانحلال في الماء وبالتالي فإن الزيادة تفرز من الجسم على الفور. إن الحصص اليومية الموصى بها تتفاوت إلى حد كبير بين بلد وآخر. لكن هناك إجماع عام قائم على بحث حديث العهد بأن 100 ملغ يومياً تمثل كمية أساسية سليمة، والكمية المثلى هي على الأغلب ما بين 1000 و3000 ملغ يومياً. لقد قامت عدة دراسات بالبحث عن آثار الفيتامين C على أمراض محددة من خلال استعمال أكثر من 10000 ملغ يومياً. إن التوصية بتناول هذه المعدلات الكبيرة قد اجتذبت الجدال والادعاءات بأن الفيتامين C قد يسبب تكوين حصاة الكلية، يتعارض مع امتصاص الفيتامين B12 ويسبب مرض «الإسقربوط المرتد» عند التوقف عن التكملة. لقد تبين أن كل هذه الادعاءات خالية من الجوهر. والعائق الوحيد من جراء تناول كميات كبيرة من هذا الفيتامين يكمن في الأثر المسهل الذي قد يسببه. عموماً، فإن أخذ مكمل حتى 5000 ملغ من الفيتامين C يعتبر أمراً مأموناً.
فيتامين B
إن فيتامينات B قابلة للانحلال في الماء ويتم افراز الزيادة على الفور من الجسم عن طريق البول، لذا فهي عموماً قليلة التسميم. ولم يظهر أي دليل على وجود تسمم من جراء تناول ثيامين (B1)، ريبوفلافان (B2)، حامض الجميع (B5)، B12 وبيوتين بمعدلات تفوق الحصص اليومية الأميركية الموصى بها. إن الفيتامين B3 على شكل نياسين يسبب الاحمرار من جراء تناوله بمعدلات تتجاوز 75 ملغ؛ وهذا جزء من عمله الطبيعي ونتيجة لذلك فإن هذا الأثر لا يعتبر ساماً عموماً. وفقاً للدكتور جون ماركس في كلية غارتن بكامبردج، فقد «تم استعمال جرعات ما بين 200 ملغ و10 غرام يومياً علاجياً لتخفيض مستويات الكولسترول بالدم تحت إشراف طبي ولفترات تصل حتى 10 سنوات أو أكثر ورغم حدوث بعض الاستجابات من جراء هذه الجرعات العالية جداً، فقد كانت الاستجابة سريعة عند التوقف عن العلاج، كما أنها اختفت في أغلب الأحيان حتى بعد استمرار العلاج». إن معدلات تصل حتى 2000 ملغ يومياً على قاعدة متواصلة هي سالمة وتخلو من المخاطر.
بالنسبة إلى الفيتامين B6 فقد تم اختبار حدوث التسمم بصورة شاملة من قبل عدد من فرق الأبحاث من ضمنها إدارة الغذاء والدواء في الحكومة الأميركية، والتي استنتجت أن «الآثار الجانبية على الأشخاص لم تتم مكافحتها مع الكمية اليومية المكونة من 50 – 200 ملغ خلال عدة أشهر». إن معظم التقارير غير المبنية على أساس والتي تتناول العلاقة ما بين B6 بجرعة قليلة والضرر العصبي، يبدو أنها قائمة على حالة امرأة قامت بزيادة كمية B6 من المكملات من 500 ملغ إلى 5000 ملغ خلال سنتين، فنشأ لديها ضعف عضلي وألم قد نسب إلى ضرر عصبي. لقد صرح أحد الباحثين، الذي بحث في سبع حالات تعود لأشخاص تناولوا ما بين 2000 – 5000 ملغ من B6 يومياً لفترات زمنية طويلة، إن التحسن الحقيقي قد حصل لدى كل الحالات خلال الأشهر التي تلت تراجع البيريدوكسين، وقد حدث ذلك عادة مع تحسن في المشي ووجود تعب أقل في الأطراف؛ لكن لدى بعض المرضى، فقد استمر التعب المتعلق بالأعصاب الفضالي».
إن نقص الفيتامين B6 يسبب نفس الأعراض والتفسير هو على الأرجح ان البيريدوكسين يجب أن يتحول إلى بيريدوكسال فوسفات، بهدف أن يصبح فعالاً في الجسد حيث أنه يساعد الأنزيمات على العمل. إذا كان الجسد مشبعاً بالبيريدوكسين الزائد فإن هذا التحول لا يحصل: فتصبح الأنزيمات مشبعة بالبيريدوكسين البسيط وهكذا فإنها لا تعمل كما ينبغي. إذن في الواقع إن زيادة B6 يمكن أن تسبب فعلياً أعراض نقص هذا الفيتامين. بما أن الزنك هو ضروري لتحويل البيريدوكسين إلى بيريدوكسال فوسفات، فإن تناول الفيتامين B6 مع الزنك يقلل على الأرجح من التسمم. على أي حال، فإن تناول كمية يومية من 200 ملغ على قاعدة متواصلة يعد عموماً آمناً.
سلامة المعادن
تتوقف سلامة المعادن على عوامل ثلاثة هي: الكمية، الشكل والتوازن مع معادن أخرى في النظام الغذائي. قبل كل شيء، فإن كل المعادن تحمل معها ظاهرة التسمم في حال تناولها بجرعات كبيرة جداً. من حيث الشكل أو النموذج، فإن الكروم الثلاثي التكافؤ مثلاً، يعتبر ضرورياً، في حين أن الكروم السداسي التكافؤ (وهو غير موجود لا في الأطعمة ولا في المكملات) هو سام جداً. أما فيما يخص التوازن، فإن تكملة الحديد قد تفاقم من نقص الزنك بما أن الأول مضاد للثاني. وسبب هذا التضاد هو أن شكل الذرات هو متشابه جداً في العديد من المعادن. إنها حقاً عبارة عن أحجام مختلفة، فإذا افتقرت إلى معدن ما وتناولت كمية زيادة من معدن آخر شبيه الشكل فقد يدخل في الأنزيم الخاطىء، فيسرع عمله، يبطئه أو بكل بساطة يمنعه من العمل.
نظراً لهذه العوامل فإن المعدلات التي تعد آمنة للاستهلاك الطويل الأمد تفرض سلفاً وجوب التزود أيضاً بمعادن أساسية أخرى كما ينبغي. قد يكون تناول كميات أكبر من التي وردت أيضاً آمناً للاستعمال القصير الأمد، وخاصة من قبل الأشخاص المصابون ببعض الأمراض التي تسبب احتياجات إضافية للمعدن. فالحاجة إلى السلينيوم مثلا، يعتقد أنها تزيد مع بعض أنواع السرطان.
الكالسيوم
تشمل أشكال الكالسيوم العديدة الأفضل امتصاصاً كالسيوم اسكوربات، ملتحم بالحامض الأميني، غلوكونات، أوروتات وكاربونات. لدى الأشخاص الطبيعيون، الصحيون، فإن خطر التسمم هو قليل بما أن الجسد يفرز الكميات الإضافية. في بعض المجتمعات يستهلك الأشخاص ما يزيد على 2 غرام يومياً من النظام الغذائي وحده، إذن فإن هذه الكمية تعتبر حتماً مأمونة. أما اضطرابات نقص الكالسيوم فتتم معالجتها من خلال تناول 3.6 غرام يومياً. وتنشأ مشاكل الكالسيوم الزائد نتيجة عوامل أخرى كزيادة الكمية المأخوذة من الفيتامين D (أكثر من 25000 وحدة دولية يومياً)، اضطرابات الغدة جنب الدرقية أو الكلية. يتفاعل الكالسيوم مع المغنيزيوم والفوسفور، إذن فالتكملة به يجب إعطاؤها فقط للأشخاص الذين يتمتعون بكمية وافية من المغنيزيوم والفوسفور، أو تكملة هذه العناصر. أما الفوسفور فهو نادراً ما ينقص، في حين أن نقص المغنيزيوم هو جداً شائع. الكالسيوم المثالي هو: معدل الفوسفور هو على الأرجح 1:1. أما إذا كان أقل من 2:1 فهو أمر غير مستحب. الكالسيوم المثالي: معدل المغنيزيوم هو على الأرجح 2:3.
المغنيزيوم
تشمل أشكال المغنيزيوم المتعددة الأكثر امتصاصاً مغنيزيوم أسبرتات، أسكوربات، ملتحم بالحامض الأميني، غلوكونات، أوروتات وكاربونات. أما الآثار السامة فتشمل احمرار البشرة، الإحساس بالعطش، انخفاض ضغط الدم، فقدان الانفعالات والضغط التنفسي. ويحدث التسمم على الأرجح فقط لدى الأشخاص المصابين بمرض في الكلية والذين يتناولون مكملات مغنيزيوم. بالنسبة إلى البالغين الطبيعيين، السليمين صحياً، فإن كمية يومية تبلغ 1000 ملغ تعتبر سليمة. يتفاعل المغنيزيوم مع الكالسيوم، لذلك فإن مكملات المغنيزيوم يجب أن تعطى فقط للأشخاص الذين يتناولون كمية مناسبة من الكالسيوم، أو تكملة الكالسيوم. المغنيزيوم المثالي: معدل الكالسيوم هو على الأغلب 3:2، وفي حالات نقص المغنيزيوم 1:1.
الحديد
إنه واحد من المعادن الأكثر نقصاً في غالبية الأحيان. الأنظمة الغذائية الخاصة بـ 6% من النساء في المملكة المتحدة على الأقل تتضمن أقل من الحصص اليومية الموصى بها. يأتي الحديد في عدة أشكال مختلفة، أفضلها امتصاصاً تشمل ferrous aspartate، ملتحم بالحامض الأميني، succinate، chelactate وغلوكونات (الأشكال الحديدة يجري امتصاصها بصورة أقل). إن السولفات الحديدي هو أقل تسميماً من الأشكال الحديدية لهذا المعدن. مع ذلك، فإن تناول 3 غرام من السولفات الحديدي قد يسبب الوفاة لدى الأطفال، بالمقارنة مع 12 غرام لدى البالغين. المكملات التي تحتوي على كمية كبيرة من الحديد ينبغي حفظها في وعاء منيع ضد الأطفال. إن الحديد يخزن بالجسم وبالتالي فإن التسمم يمكن أن ينتج عن الكمية الزائدة المزمنة، والتي تسبب haemosiderosis وهو ترسب شامل للحديد داخل نسيج الجسم أو haemochromatosis، وفي حالة وراثية عادة تسبب تشمّع الكبد، اصطباغ برونزي للبشرة، مرض السكري، التهاب المفاصل وخلل في القلب. كلتا الحالتان يندر وجودهما نظراً للكمية الغذائية التي يوصى بها؛ إن تناول 50 ملغ يومياً كمكمل يعتبر عموماً سليماً.
والحديد هو مضاد للعديد من المعادن القليلة الأخرى ومنها الزنك، الذي غالباً ما ينقص خاصة لدى الحوامل والمرضعات. لذلك فإن الحديد الإضافي لا ينبغي إعطاؤه من دون ضمان وضع الزنك الكافي أو التكملة به. إن الحاجة العادية للزنك والحديد هي متساوية تقريباً.
الزنك
إنه واحد من المعادن الأكثر استقصاءً ونقصاً لدى الجميع. أكثر من ألف بحث يتم نشره سنوياً يشير إلى قيمة الزنك وأهميته في حالات متنوعة. الأشكال الأفضل امتصاصاً منه تشمل زنك picolinate، ملتحم بالحامض الأميني، سيترات أو غلوكونات. إن تكملة الزنك تعتبر غير سامة نسبياً. عند إعطاء جرعات من 2000 ملغ، تم تسجيل أعراض غثيان، تقيء، حمى وفقر دم شديد. أما الكميات القليلة من الزنك، وخاصة على شكل كبريتات الزنك، فقد تعمل على إثارة الجهاز الهضمي عندما تؤخذ في معدة خاوية. يوجد أيضاً بعض الدليل على أن الزنك، عند أخذه بمعدلات تساوي 300 ملغ يومياً، قد يؤدي إلى إحداث خلل في وظيفة المناعة بدلاً من تحسينها. إن إضافة مكمل من 50 ملغ يومياً تعتبر عموماً مأمونة.
الزنك هو منافس للحديد، المانغنيز والنحاس، لذلك ينصح بتناول كمية وافية من هذه المعادن في حال تناول كميات كبيرة من الزنك خلال فترة طويلة. يتم امتصاص المانغنيز بشكل ضعيف جداً، لذا يفضل عموماً التكملة بقدر النصف من المانغنيز والنصف الآخر من الزنك في حال تم إعطاء أكثر من 20 ملغ من الزنك يومياً. إن الحاجة الطبيعية إلى الزنك تفوق الحاجة إلى النحاس بحوالى 10 مرات. بما أن الكمية المعتدلة من النحاس لدى الأشخاص الذي يتبعون نظاماً غذائياً صحياً هي 2 ملغ، فإن أولئك الذين يتناولون أكثر من 20 ملغ من الزنك يستحسن أن يضيفوا ملغ واحد من النحاس لكل 10 ملغ إضافية من الزنك. ويفضل أيضاً التأكد من تناول 12 ملغ من الحديد على الأقل عند أخذ أكثر من 20 ملغ من الزنك.
النحاس
إن نقص هذا المعدن هو أمر نادر جداً، على الأرجح لأنه يتوفر لنا من خلال شرب الماء وتناول الأطعمة غير المكررة. إن أشكال النحاس الأفضل امتصاصاً تشمل النحاس الملتحم بالحامض الأميني والغلوكونات. الاحتياجات إلى هذا المعدن هي ضئيلة (2 ملغ يومياً) والمطلوب فقط 5 ملغ يومياً لتصحيح النقص. التسمم يحدث، بشكل أساسي بسبب الكمية الزائدة في الماء الذي ينساب من أنابيب النحاس. والنحاس هو مضاد قوي للزنك، ولهذا السبب ينصح بعدم تكملة أكثر من 2 ملغ أو عُشر كمية الزنك للشخص. والنحاس أيضاً يستنفد المانغنيز.
المانغنيز
لا يتم امتصاص أكثر من 2 – 5% من المانغنيز الغذائي، لذلك فإن زيادة الكمية من الطعام تحمل فقط أثراً ضئيلاً على المستويات الشاملة بالجسم. أفضل الأشكال القابلة للامتصاص تشمل الملتحم بالحامض الأميني، غلوكونات وأوروتات. هناك بعض الدليل على أن الفيتامين C قد يساعد على امتصاص المانغنيز. يعتبر هذا المعدن لدى الحيوانات من بين الأقل تسميماً من بين كل العناصر القليلة. أما لدى الأشخاص فلم يتم تسجيل حالات تسمم. والكمية اليومية من 50 ملغ تعتبر سليمة. أما الكمية الزائدة منه أو من النحاس فهي تتفاعل مع مقدار ما تأخذه من المانغنيز.
السلينيوم
إن هذا العنصر القليل هو ضروري بكميات ضئيلة جداً تتراوح ما بين 25 – 200 ميكروغرام يومياً. وهو يأتي على شكلين: عضوي مثل selenomethionine أو selenocystine، وأحياناً على شكل خميرة السلينيوم؛ وغير عضوي مثل sodium selenite. إن الشكل غير العضوي هو أكثر تسميماً، يحدث التسمم عند تناول معدلات 1000 سنتغ (cg) أو أكثر. الأشكال العضوية تسبب تسمماً عند تناول كمية تفوق 2000 ملغ. لكنه لم يسجل حالات تسمم مع أي من الشكلين عند تناول كمية توازي 750 ميكروغرام. وتعتبر الكمية من 500 ميكروغرام بالنسبة إلى البالغ سالمة عامة. نظراً إلى الاختلاف الصغير نسبياً بين الكمية المفيدة والضارة، ينبغي حفظ السلينيوم بعيداً عن متناول الأطفال.
الكروم
من بين شكلي الكروم الموجودين في الطبيعة، سُداسي التكافؤ وثلاثي التكافؤ، فإن الأول يعتبر ساماً أكثر بكثير. مع ذلك فهو غير موجود لا في الطعام ولا في المكملات، إذن فالعدوى قد تحل فقط من خلال التعرض العملي. أشكال الكروم الأفضل امتصاصاً هي picolinate والملتحم بالحامض الأميني. أما الكروم الثلاثي التكافؤ فهو يظهر قدرة قليلة جداً على التسميم، وهذا يعود جزئياً لأن القليل جداً يتم امتصاصه. إن كمية من 500 ميكروغرام هي حتماً سليمة.