إذا كنت نباتيًّا صارمًا، فربما تعاني نقصًا غذائيًّا يمكن أن يؤدي بدوره إلى الشعور بالتعب. والنباتي هو من لا يأكل أي بروتين حيواني، بعبارة أخرى هو شخص يتجنب بصرامة تناول أية لحوم أو مأكولات بحرية أو منتجات ألبان أو أية ألبان حيوانية أو بيض. إن كان هذا الوصف ينطبق عليك، وكنت تشعر بالتعب والهبوط، فربما تعاني نقصًا في أي من المكملات الغذائية الآتية: فيتامين ب ١٢، والحديد، والأحماض الأمينية، خاصة التورين.
يوجد التورين في البيض، وجميع أنواع اللحوم، والمأكولات البحرية، والألبان الحيوانية. فإذا كنت تفتقر إلى التورين، فربما تكون وظائف الكبد لديك على غير ما يرام؛ ما قد يؤدي إلى مشكلات في إفراز الصفراء، وأيض الدهون. من السهل تناول مكملات التورين، وتتراوح الجرعات من ٥٠٠ إلى ٢٠٠٠ مجم يوميًّا، وفقًا لاحتياجاتك الفردية، وبالنسبة إلى هؤلاء الذين يعانون متاعب في الكبد، وحساسية للمواد الكيميائية، وحساسية في الصدر، والصرع، وتعبًا مزمنًا، ربما يحتاجون إلى جرعات كبيرة.
تعد السبيرولينا مصدرًا مفيدًا للبروتين، والحديد، وقد يحتاج النباتيون الصارمون إلى ٤٠٠٠ مجم يوميًّا من السبيرولينا، ولكن تعتبر السبيرولينا غير كافية وحدها في حالة النباتيين الصارمين، لذا يجب تناول فيتامين ب ١٢. إذا كنت لا تحب السبيرولينا، يمكنك شراء أقراص تحتوي على كل من الحديد، وفيتامين ب ١٢، وتتراوح الجرعة المطلوبة يوميًّا من فيتامين ب ١٢ ما بين ٥ و٥٠ ميكروجرامًا يوميًّا، وبالنسبة للحديد فنحو ١٥ ميللي جرام يوميًّا، وهذا ينطبق على النباتيين أيضًا. وتعد تحاليل الدم لقياس مستوى فيتامين ب ١٢ والحديد مهمة بالنسبة إليك إن كنت نباتيًّا صارمًا. كما يعد نقص الحديد سببًا شائعًا للغاية للتعب الحاد المصاحب لما قبل الحيض عند النساء اللاتي يمررن بفترات حيض منتظمة.
يعد فيتامين ب ١٢ منشطًا رائعً ا؛ لأنه ضروري لإنتاج خلايا جديدة، والوظائف الصحية للجهاز العصبي. وقد وجد بعض الناس أن أقراص و/أو حقن فيتامين ب ١٢ مفيدة للغاية في تقليل حساسية الصدر وحساسية الطعام/ المواد الكيميائية التي تصاحب متلازمة التعب المزمن في العادة.
عمليًّا يعد البروتين الحيواني مصدرًا مهمًّا لفيتامين ب ١٢ الطبيعي، لكن في حالة استهلاك البروتين الحيواني يواجه بعض الناس مشكلة في قدرة نظامهم الغذائي على امتصاص فيتامين ب ١٢ كلما تقدموا في العمر، وربما ينتج عن ذلك نقص حاد في فيتامين ب ١٢، ويمكن أن يمثل هذا خطرًا بالغًا ويؤدي إلى تلف دائم في المخ، والإصابة بالشلل، وفي حالات نقص فيتامين ب ١٢ الحادة، يتعين أخذ حقن من هذا الفيتامين بشكل منتظم.
إن نقص فيتامين ب ١٢ أمر شائع عند النباتيين، خاصة الأطفال والنساء اليافعات اللاتي يتبعن حميات غذائية صارمة للغاية، هناك مزاعم أن منتجات الصويا (توابل ميسو، والتمبة، وجبن التوفو، إلخ)، وطحالب النوري، وغيرها من الأعشاب البحرية، والحبوب، والخميرة، وحبوب الإفطار، غنية بفيتامين ب ١٢، ولكن دراسات عدة أثبتت أن هذا لا أساس له من الصحة، ولا يمكنك الاعتماد على هذه المنتجات كمصدر لفيتامين ب ١٢. إذا كنت نباتيًّا وتشعر بالتعب، فاطلب من طبيبك قياس مستوى فيتامين ب ١٢ والحديد في دمك، وربما تشعر بصدمة حقيقية من النتيجة، إنه تحليل بسيط، وجدير بالاهتمام؛ حيث إن هذا النقص خطر للغاية، وفي الوقت نفسه سهل علاجه.
يمكن أيضًا أن يكون لدى النباتيين نقص في مكملات غذائية أساسية مثل الكارنتين ، الذي يصنع في الجسم من الأحماض الأمينية الأساسية، مثل الليسين والميثيونين. ويعد الكارنتين أساسيًّا لنقل سلسلة الأحماض الدهنية إلى الميتوكوندريا، وهي مصانع الطاقة داخل الخلايا، وتعتبر الأحماض الدهنية مصادر رئيسية لإنتاج الطاقة في القلب والعضلات الهيكلية؛ لذا إذا شعرت بالتعب بعد التمارين الرياضية، فتناول الكارنتين بجرعة ٥٠٠ مجم مرتين يوميًّا على معدة فارغة.
وإذا كنت لا تريد تناول أية منتجات حيوانية، فستحتاج إلى دمج طعامك بحرص لتجنب نقص الأحماض الأمينية الأساسية؛ للحصول على بروتين الدرجة الأولى، ومن الضروري جمع ثلاثة من مجموعات الطعام الأربع التالية على الأقل في كل وجبة: الحبوب، والمكسرات، والبذور، والبقول (الفول، والعدس، والبازلاء). ويمكن إضافة ذلك إلى السلطة إن رغبت.