تعتبر مادة الحساب من المواد الرئيسية والهامة في أي منهاج وخاصة في مناهج التعليم الإبتدائي. ولمّا كان الحساب يحتل مركزاً هاماً وضرورياً في تنمية مهارات العد وإجراء العمليات الحسابية المختلفـة ومبادئ التفكير الكمي، كان لا بُد من إدراجها في سُلّم أولويات التعلّم.
وحتى يستطيع التلامذة تحقيق أهداف تعلُّم الحساب بشكل مُرضٍ كان من الضروري أن يُجري معلم الحساب تقويماً مستمراً لتحصيل تلامذته في المادة المذكورة.
ولمّا كانت عملية تعليم الحساب تعتمد على مراحل، كل مرحلة منها تعتمد على ما قبلها ولها علاقة بما بعدها، لذا يتوجب على المعلمين إنجاز تعليم كل مرحلة على حدة والتأكد من مدى فهمها واستيعابها وحسن القيام بالتمارين اللازمة كي يُصار للانتقال إلى مرحلة أخرى، وخير مثال على ذلك عمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة فيلزم تعلمها بالشكل الواردة بالجمع… والقسمة.
ولا بُد والحالة هذه من وضع أهداف عامة على أن يُشتق منها الأهداف المدرسية ثم الأهداف الخاصة المباشرة.
الأهداف العامة والمدرسية لمادة الحساب
أ ـ القدرة على مواجهة المسائل ذات العلاقة بالعد.
ب ـ القدرة على مواجهة المسائل ذات العلاقة بإجراء العمليات الحسابية.
جـ ـ القدرة على فهم واستيعاب وتطبيق المفاهيم الحسابية.
د ـ تدريب التلميذ على العد بمختلف أشكاله وأنواعه.
هـ ـ تعليم التلميذ مفاهيم وحقائق الجمع والطرح والضرب والقسمة.
و ـ تعليم التلميذ المصطلحات والتعابير الحسابية التي تساعده في فهم وهضم بعض الأمور الحسابية.
دور المعلم في الأهداف الخاصة المباشرة
حيث سيقوم المعلم بإيصال هذه المتطلبات من الأهداف إلى التلامذة. وهذه الأهداف الخاصة المباشرة هي:
أ ـ تدريب التلميذ على عد وتدوين العدد بالأرقام التي لا تتجاوز العشرة وهي من الـ 1 وحتى 9.
ويمكن تقديم الهدف الخاص المباشر الأول باستعمال تمرين تمثل أعداداً مختلفة من صور أو أشياء ومن ثم الطلب إلى التلميذ عدّها.
ب ـ تدريب التلميذ على عد وتدوين العدد بالأرقام ما بعد العشرة.
ويمكن تقييمه عبر طلب موجّه من المعلم إلى التلميذ يسأله فيه أن يعد بصوت واضح من 1 حتى 70 أو من 35 حتى 98 أو أن يكتب هذه الأعداد على ورقة.
جـ ـ تدريب التلميذ على حقائق الجمع الأساسية.
ويتم تقييم الهدف الثالث بوضع أرقام يهدف من ورائها إلى إجراء عملية الجمع البسيطة أو الأصعب فالأصعب
د ـ تدريب التلميذ على حقائق الطرح الأساسية.
ويمكن للهدف الرابع أن يقيم عبر إجراء عملية طرح بسيطة على أن ترتقي في صعوبتها حسب العمر والصف
هـ ـ تدريب التلميذ على حقائق الضرب الأساسية.
أما الهدف الخامس فيمكن تقييمه عبر إجراء عملية ضرب شرط توافر هضم عملية الضرب وذلك عبر حفظ جداولها من الواحد وحتى العشرة
و ـ تدريب التلميذ على حقائق القسمة الأساسية.
ويقيم الهدف السادس عبر إجراء عملية القسمة بعد التأكد من هضم العمليات الثلاثة السابقة (جمع، طرح، ضرب).
ز ـ تدريب التلميذ على فهم المصطلحات الحسابية: اجمع، إطرح، اضرب، اقسم، أقل، أكثر، أصغر… الخ.
ويمكن للهدف السابع أن يقيَّم عبر وضع صور في المرحلة الأولى ومن ثم أعداد في مراحل لاحقة للتأكد من فهمه للمصطلحات الحسابية المستعملة.
ق ـ تدريب التلميذ على اختيار الأشياء التي تمثلها مصطلحات مثل: الأول، الثاني … العاشر الخ…
وأما الهدف الثامن فيمكن تقييمه عبر صورة تبين شخصاً معيناً وأمامه عدد معين من الأشياء موضوعة الواحدة بعد الأخرى، ثم يُطلب من التلميذ أن يضع إشارة (×) على الشيء الموضوع في المرتبة الرابعة لجهة الشخص.
كما يمكن تحقيق هذا الهدف بصورة عملية كأن يصطف التلامذة واحداً بعد الآخر ويكون عددهم سبعة ومن ثم يقف تلميذ معين ويُطلب منه أن يشير إلى التلميذ الرابع للجهة التي يقف فيها ذلك التلميذ المعيّن.
وبالإضافة إلى ما سبق يمكن للمعلم أن يأتي بتمارين مختلفة يمكنه بواسطتها اختبار القدرة الصحيحة للتلميذ على فهم واستيعاب مادة الحساب.
كما أن هناك اختبارات على شكل معطيات بيانية يتقدم بها معلم الحساب من تلامذته لاختبار القدرة على تفسير المعطيات الموجودة في جدول أو رمز بياني. ويُفترض في المعلم المذكور أن يتقدم بهذا النوع من الاختبارات بين الحين والآخر وذلك من أجل تعويد التلميذ على هذا النوع من تفسير البيانات وغيرها.
أمور يجب مراعاتها عند تعليم مادة الحساب للطفل بطيء التعلم
لا يختلف تعليم الحساب لبطيئي التعلم من حيث إطاره العام عنه في تعليم القراءة. لذلك علينا أن نراعي الأمور الآتية عند تعليم مادة الحساب لبطيئي التعلم وهذه الأمور هي:
أ ـ يجب أن تكون الخبرة بمفاهيم الأرقام والعلاقات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمعظم نواحي نشاط التلميذ بشكل عام.
ب ـ أن تكون عملية التعليم منظمة ومتسلسلة لغرس مفهوم المنطق عند التلامذة.
جـ ـ الاستفادة من جميع الفرص المتاحة في استخدام الحساب الذي يعرفه التلامذة بحيث تشبع حاجاتهم وتؤدي إلى زيادة معلوماتهم.
د ـ أن لا يكون استخدام الحساب في النشاطات مفتعلاً بل يكون مشابهاً للمادة التي تتضمنها الوحدات.
هـ ـ أن يكون تعليم الحساب وحدة ذات معنى من الناحية الوظيفية الاجتماعية.
و ـ أن لا يكون تعليم مادة الحساب مجرد عملية تدريب آلي أو استجابات معقدة لعدد من الرموز والمواقف الكمية غير المفهومة.
ز ـ يجب أن يتفهم التلميذ بطيء التعلم ويفهم ما يفعل إذا كان عليه أن يتعلم شيئاً له قيمة ثابتة.
اختصار مادة الحساب
لعلً أفضل طريقة حديثة علمية لتعليم الحساب هي مدى ارتباط هذه المادة بالمجتمع لتوضيح المعلومات المتتالية ولتزويد التلامذة بحد أدنى من المادة الدراسية.
لذلك يفترض في المعلم المؤهل لتعليم الحساب للتلامذة بطيئي التعلُّم أن لا يعلّم جميع الموضوعات والوحدات المتواجدة في الكتب المعدّة للأطفال العاديين والمتوسطين، بل يقتضي اختصارها إلى أقل قدر ممكن بحيث تتماشى مع مستواهم العمري والعقلي، ويمكن أن يستعملوها في الحاضر والمستقبل. ولكن حذار من إهمال النواحي التفصيلية في أثناء عملية الاختصار. وعلينا والحالة هذه أن نجعل من الخبرة المتكاملة جسراً بين الموضوعـات والعمليات الأساسية لأنه أفضـل من الخبرة السطحية المتضمنة لعدد كبير من الموضوعات، إذْ أن ما يهم بطيء التعلّم تعلمها أو استخدامها.
مرحلة الاستعداد لتعلم الحساب
أيضاً ومرة أخرى، إن تدريس الحساب لبطيئي التعلّم لا يختلف كثيراً عن تدريسه للعاديين والموهوبين. ولكن هناك أموراً ونواحي تتطلب اهتماماً أكبر وعناية أكثر.
لا يكون استعداد بطيئي التعلم لتعلّم الحساب كاستعدادهم لتعـلم القراءة وذلك بسبب عدم وجود فكرة كافية عن النواحي الرقمية والكمية، لذلك يُنصح بتمضية العامين الأول والثاني في برنامج تأهيل بطيء التعلّم لتعلّم الحساب بما سبق ذكره في برنامج الاستعداد للقراءة، على أن يشمل هذا التدريب خلال العامين المذكورين استيعاب العلاقات بين الأحجام والأوزان والأطوال ورموز الأرقام، بالإضافة إلى العد والجمع والطرح البسيط. ولكن منذ بدء السنة الثالثة يفترض أن يأخذ تدريس الحساب شكلاً منظماً على أن يسير بانتظام خلال ما يلي من سنوات. لذلك يفترض أن يكون تدريس الحساب بشكل تدريجي على نسق عمليات بسيطة ثم أكثر صعوبة وهكذا. فإن تدريس عمليات الضرب مثلاً مرة واحدة وبشكل كامل ستؤدي إلى الإحباط والتراجع. من هنا جاءت الأبحاث التي أجريت على الأطفال بطيئي التعلّم مؤكدةً بأن معظمهم سوف يستوعبون الحساب إذا لم يُدفعوا إليه باكراً أو يُفرض عليهم بسرعة كبيرة.
وعلينا أن نلجأ إلى التكرار والإعادة كلما دعت الحاجة وعند الضرورة من أجل تثبيت المعلومات في ذهن التلميذ بطيء التعلّم لأنه بحاجة ماسة إلى العمل المستمر. من أجل هذا كانت أولوية إعدادهم خلال العامين الأول والثاني إعداداً صحيحاً للتعرف على النظام العددي حتى لا يؤدي عدم هضم المعلومات الأولية إلى إحباط وتقلبات انفعالية فيما بعد.
ومن الجدير ذكره أن استخدام المواد العملية أمر ضروري وهام في إثناء عملية الاستعداد لتعلّم الحساب ولكن ليس قبل أن يكون بطيء التعلّم قد تفهم الموضوع جيداً وهضمه وأدرك ما عليه فعله، حتى إذا ما جاء التطبيق العملي يكون على بيِّنة من أمره. من هنا ضرورة التوضيح عبر أمثلة متعددة ومتنوعة، إذْ أنه من شأن المثال أن يضفي على الموضوع نكهة خاصة لبطيء التعلُّم. ففي حين يكتفي إعطاء مثالين اثنين للتلميذ العادي، فإن التلميذ بطيء التعلم بحاجة إلى خمسة عشر مثالاً.
ويجب أن لا ننسى في هذا الصدد ضرورة دمج الناحية العملية بالناحية الحسابية لبطيء التعلم، كأن يُطلب منهم عمل تقارير عن الطول والوزن، والميزانية وسوى ذلك من أجل ترسيخ المفهوم والدلالة عليه.
ويأتي دور الوسائل والأجهزة المساعدة في عملية التعلّم حيث تساهم مساهمة فعّالة في ترسيخ المعلومات الحسابية فتضع النقاط على الحروف. لذلك ليس المطلوب السرعة في التعلُّم والاستيعاب لبطيئي التعلّم بل المطلوب الدقة في العمل والأسلوب. فالطريقة المتبعة من قبل المعلم تساعد في أن يكون التلميذ أكثر دقة وبالتالي اكثر إحساساً بالأمن. من هنا ضرورة حرص المعلم في اتجاهه عند استخدام الوسائل المساعدة، وما هو مطلوب أولاً التبصُّر في المادة ومن ثم استعمال الوسيلة للفهم وللاستبصار بحيث تساعد التلميذ في السيطرة على ما يقوم به بالإضافة إلى إعطائه إحساساً بالطمأنينة.