التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

العدوانية عند الطفل: أسبابها، أشكالها وعلاجها

تظهر عند الطفل ميول عدوانية وخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة حيث يبدأ شد شعر اخوانه وإذ بنا نحن نبدأ لا شعورياً بتحريض الميول العدوانية بزيادة مداعبتنا لهم عند سلوكهم هذا السلوك وبعد ذلك يبدأ الطفل بممارسة ألعاب تحتاج العنف بنية بريئة حيث يصوب المسدس تجاه اخوانه واصدقائه وهذا الشيء لن يضر بنفسية الطفل حيث لن تجعل منه عدوانياً ولكن علينا أن نعلمه محبة الآخرين وحب الخير لهم وتعويده عمل أمور تجعل منه طيباً حتى لا تنمو العدوانية بشكل كبير.

وحتى لا نعزز مثل تلك الصفة في نفس الطفل علينا إبعاد الأفلام التي لا تخلو من المسدسات والقتل فمثل هذه الأفلام عندما يشاهدها الطفل في سن المراهقة يولد عنده العنف لذلك لا بد على الآباء أن يراقبوا ما يحضره أطفالهم ويحثوهم على ما فيه خير لهم.

هناك من الأطفال من يحب ممارسة العدوانية أمام الأشخاص وهؤلاء لا ينفع معهم سوى تركهم وحدهم ليعبروا عن غضبهم وانفعالاتهم بأسلوبهم دون الاستماع لهم أو البقاء معهم لفترة طويلة إلى أن يهدووا ويعودوا ليجلسوا معهم مرة أخرى عندما يبدون هدوءهم وعلى أولياء الأمور عدم إظهار عواطفهم في هذه الحالات وإيداء مشاعرهم الجياشة في مثل موقف كهذا إذ أن الطفل يفسد بتلك الطريقة.

تعريف العدوان

العدوان كل فعل يتسم بالعداء تجاه الموضوع أو الذات ويهدف إلى التدمير والعدوان متعلم أو مكتسب عبر التعلم والمحاكاة نتيجة للتعلم الاجتماعي حيث أن الطفل يتعلم الاستجابة للمواقف المختلفة بطرق متعددة قد تكون بالعدوان أو بالقتل، وهذا يرجع إلى نوعية العلاقات داخل الأسرة وطبيعة البيئة والعوامل المؤثرة فيها.

فالعدوان: هو قيام الطفل بضرب أو عض الأطفال الآخرين وإيذائهم أو تهديم أو تكسير ممتلكاتهم وذلك عن قصد بهدف إثارتهم وإغضابهم وكذلك عندما يقوم الطفل بتحطيم وتكسير الممتلكات العامة والخاصة.

أسباب السلوك العدواني

1- إهمال الأسرة للطفل عاطفياً واجتماعياً عند ذلك يسعى الطفل وبطرق متنوعة منها العدوان بأشكاله المختلفة وذلك من أجل جلب انتباه الأسرة وإشعارها بوجوده وضرورة الاهتمام به.

2- إن للازدحام آثار سيئة سلبية سواء كانت في البيت في غرف الأطفال أو في غرفة الصف وفي المدرسة. يؤدي ذلك إلى خلق توتر بين الأطفال نظراً لضيق المكان ثم يظهر سلوك العدوان.

3- قد يتعلم الطفل السلوك العدواني كنوع من أساليب حفظ البقاء.

4- قد يكون للعقاب المستمر الذي يتعرض له الطفل في البيت أثر في خلق الإحباط والنمط عند الطفل على أسرته ومجتمعه وبالتالي يدفعه للتعبير عن غضبه وانفعالاته باعتدائه على الآخرين.

5- يتعلم الطفل السلوك العدواني بطرق كثيرة منها التقليد وقد يقلد الطفل أي شخص يشعر بميل نحوه كمدرسة أو بطله المفضل.

6- وتلعب وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة دوراً في إثارة السلوك العدواني.

7- الشعور بالفشل والحرمان أو الحب والحماية الزائدة.

الطفل ذا السلوك العدواني يسبب الكثير من المشكلات والمضايقات لوالديه وللآخرين من حوله وهذه المضايقات تدفع الوالدين لمزيد من العقاب والغضب الشديد والانفصال عن هذا الطفل وهذا يزيد في حدة المشكلة وقد يخلق ذلك نوعاً من العزلة للأسرة فتقل صداقاتهم وزوارهم بسبب ما يسبب هذا الطفل من أذى لأطفال الأصدقاء والأقرباء.

يؤدي هذا السلوك إلى تطوير اتجاهات تدميرية نحو المجتمع بحيث يلجأ الطفل إلى تكوين عصابات مما يؤدي به إلى الجنوح ويدفعه لتعلم سلوكات منحرفة كالسرقة مما يسبب إبعاد الصحبة الجيدة عنه، ويلجأ هؤلاء الأطفال إلى ترك المدرسة والتسكع ومن ثم التعرض للآخرين بالأذى وتكون النتيجة النهائية وقوع الطفل تحت عقاب القانون. أهم أعراض العدوان عند الطفل:

انعدام الاستقرار والطمأنينة وأحلام اليقظة والغضب لأتفه الأسباب والتشنجات المستمرة، عض إخوته أو غيرهم وإيذاء الآخرين. لعل أفضل طريقة لإصلاح عادة سيئة هي في وضع عادة حسنة مكانها حالاً.

أشكال العدوان

1- العدوان اللفظي.
2- عدوان تعبيري أو إشاري.
3- العدوان العنيف بالجسد وأجزائه.
4- عدوان الخلاف والمناقشة.
5- العدوان المباشر.
6- العدوان غير المباشر.
7- العدوان الجمعي.
8- العدوان الفردي.
9- العدوان نحو الذات.

فمن السلوكات التي يسلكها الطفل السلوك العدواني، هنا السلوك الذي يستهدف ويعمد إلى إيذاء شخص ما أو ترصيد شيء ما والأطفال يبدأون إظهار عدوانهم تجاه الأشياء قبل أن يتجه تجاه الأشخاص في السن من 2-4 عاماً. وبعد الرابعة يميل معظم الأطفال لاستخدام العدوان اللفظي بمعنى إيذاء شعور بعض الأشخاص، ومن سن السادسة أو السابعة يحول الأطفال طاقاتهم نحو المباريات والمنافسات ويبدو أن الطفل يؤيد تحكمه كلما تقدم في السن.

ويلاحظ على الأطفال الصغار أنهم قد يمارسون بعض الأداء العدواني الأدائي ضد الأشخاص أو الأشياء عندما يقف في سبيل رغباتهم عائق ما، ولكن عدوانهم لا يستهدف إيذاء شخص ما.

وهؤلاء الأطفال يفكرون تفكيراً أنانياً متمركزاً حول الذات، فقد يضرب طفل العاملين أو يركل طفلاً آخر في أثناء اللعب وقد يتجه بإنزال الأذى بالآخرين ويبدأون بالإغاظة والسبب المتبادل ويتعلمون أن العدوان من الممكن أن يستخدم لإيذاء الغير وبصورة عمدية مقصودة.

العدوان ينقل من الآباء والاجداد إلى الذرية عن طريق الوراثة. وأن هذا العدوان يتأثر بمعدلات إفراز الهرمونات في الدم وأن الأطفال شديدو العنف خضعوا لنوع صارم وحازم في التربية. ولم يسمح لهم بالتعبير عن أنفسهم بحرية كما أن الأطفال الذين يشاهدون العنف والعدوان في البرامج التلفزيونية يمارسون هذا العدوان في الواقع وفي البيوت التي يسود فيها الصراع والتوتر والخلافات يعاني الطفل من القلق ويمارس العدوان، وكذلك للفقر والحرمان والشعور بالملل والفراغ وقلة وسائل الترفيه والتنشئة الاجتماعية السيئة عوامل تعزز العدوان.

العلاج للسلوك العدواني

1- ينبغي وضع الطفل ذي السلوك العدواني تحت المراقبة من أجل تحديد أسباب السلوك ودوافعه.

2- دراسة الظروف التي تسبق حدوث السلوك العدواني وتحديد نوع هذا السلوك فقد يكون التخلص من الظروف المهيئة والدافعة لحدوث السلوك هو الحل المطلوب.

3- معرفة النتائج التي يحصل عليها الطفل في السلوك العدواني بأنواعه المختلفة فإذا كان الأمان، فعلياً أن تقوم بتوفيره له دون لجوئه إلى الاعتداء على الآخرين.

4- تدريب الطفل على وسائل الاتصال الاجتماعية السليمة التي من شأنها زيادة الأصدقاء وتحقق له أهدافه دون إيذاء الآخرين.

5- على الوالدين استعمال التعزيز كلما مرت فترة محددة يتم الاتفاق عليها بين الطفل ووالديه دون أن يقوم الطفل بأي سلوك عدواني وعلى المدرسين اتباع نفس الخطوات وتشجيع الطفل وتعزيز السلوك التعاوني والاندماج بالنشاطات الاجتماعية السليمة.

6- الحد من النماذج العدوانية. والبعد عن الأساليب المؤلمة مع العدوانيين من الأطفال وإبداء الاهتمام مع من وقع عليه العدوان وإعطاء الوقت الكافي لممارسة النشاطات.