التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

كيف تتصرف مع الطفل الذي لا يريد النزول من السيارة

عندما يرفض الطفل البالغ من العمر خمس سنوات النزول من السيارة، يكون ربما قد حان الوقت للأهل لكي يُعيدوا النظر في عدد وأنواع النشاطات التي يطلبون من ولدهم القيام بها يوميّاً. فإن كان الأهل قد طلبوا من ولدهم الكثير في ذلك اليوم، فقد يكون رفضه التعاون معهم الطريقة التي من المحتمل أن يكون قد لجأ إليها ليعبّر لهم عن انزعاجه من مطالبهم الكثيرة وليقول لهم أن يتوقّفوا عن مضايقته؛ وربما قد يعني هذا أيضاً أنه يخشى نشاطاً أو مكاناً محدداً؛ أو أنه ربما قد لا يريد شيئاً سوى البقاء في المنزل مع أهله. وفي هكذا حالة، يتعين على الأهل أولاً أن يسألوا أولادهم عمّا يجول في بالهم، إذ يمكن لإجابتهم أن تساعدهم على حلّ المشكلة.

بعض النصائح المفيدة

●    ينبغي على الأهل أن يكونوا منفتحي العقل وأن يشجعوا ولدهم ويتعاطفوا معه لكي يشعر بارتياح وهو يطلعهم على مخاوفه.

●    ينبغي على الأهل أن يضعوا لولدهم قوانين خاصة بسلوكه في السيارة، فيكون على علم بما ينبغي عليه أن يتوقعه عندما يبلغ أهله المكان المقصود.

●    ينبغي على الأهل أن يتمرّنوا مع ولدهم على قواعد السلوك في السيارة قبل مغادرتهم المنزل، فيصبح بالتالي سلوك الولد تلقائياً.

حديث الأهل لأنفسهم

ينبغي على الأهل ألاّ يقولوا لأنفسهم:

“إنه لا يطيعني أبداً لأنه ولد متمرّد. لا أعلم كيف يجب أن أتعامل معه”.

إن نعتَ الأهل ولدهم ولقبوه بالمتمرّد فإنهم يحولون انتباههم عن هدفهم الأساسي (ألا وهو تعليمه كيفيّة التعاون معهم) من خلال احداث مشكلة (التصنيف أو التلقيب وبالتالي انشاء التوقعات المحتَّمة والذاتيّة التحقيق). فإن حاول الأهل إذن إقناع أنفسهم بأنّ ولدهم متمرّد، فقد يبدو عندئذٍ هدفهم بتعليم ولدهم كيفيّة التعاون معهم أمراً صعب التحقيق، لا بل حتى أمراً مستحيلاً.

إنما ينبغي عليهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

” أعلم أن بإمكان ولدي التعاون، كما وأني واثقة من أنه غالباً ما سيتّخذ هذا القرار في النهايّة”.

إن آراء الأهل حول ما يمكن لولدهم أن يفعل من شأنها أن تساعد هذا الأخير على الوثوق بأنه قادر على فعله أيضاً. لذا ينبغي على الأهل أن يكونوا أفضل محامي لولدهم.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

” أنا أستسلم. إن لم يكن يريد النزول من السيارة، فسأتركه فيها وأنزل”.

عندما يقول الأهل لأنفسهم إن الوضع ميئوس منه، فقد يقتنعون بوجوب القيام بشيء خطير وغير منطقي على الإطلاق، كأن يتركوا ولدهم في السيارة بمفرده، يُفترض بالأهل ألا يقوموا بهذا الخيار أبداً في حياتهم!

إنما ينبغي عليهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“قد يكون عنيداً أحياناً، إنما ينبغي عليّ أن أخاف على سلامته قبل كل شيء”.

إن الأهل وبقولهم لأنفسهم إنهم قادرون على التغلّب على الإحباط يزيدون من فرص نجاحهم في ذلك. في الواقع، إن سلوك الأهل المسؤول وقدرتهم على ضبط أنفسهم هما أمران أساسيّان لجعل ولدهم يكتسب تلك المهارات.

ينبغي على الأهل ألاّ يقولوا لأنفسهم:

“أنا أكره أن أبدأ نهاري بشجار حول مسألة النزول من السيارة”.

إن العواطف السلبيّة تؤثّر سلباً على الشخص، سواء من الناحيّة الجسديّة أو من الناحيّة العاطفيّة. لقد أظهرت الأبحاث أن العواطف السلبيّة من شأنها أن تقطع تدفّق الدم إلى القلب، كما ومن شأنها أيضاً أن تخفّف من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.

إنما ينبغي عليهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“إن رفض ولدي النزول من السيارة لا يعني أن نهاري كله سيكون عاطلاً”.

عندما يدرك الأهل أنه من غير الضروري أن تؤثر الأحداث الفرديّة والسلبيّة على كل نهارهم، تبقى نظرتهم إلى الحياة إيجابيّة ويتمكّنون من حل المشكلة. وقد أثبتت الدراسات أن النظرة الإيجابيّة إلى الحياة تساعد الناس على التفكير بوضوح وتفاؤل.

حديث الأهل إلى أولادهم

ينبغي على الأهل ألاّ يتوسلوا إلى أولادهم بقولهم:

” من فضلك هل يمكن النزول من السيارة؟ ماما متعبة ولا تريد الإنتظار”.

إن توسّل الأهل إلى الولد لا يعلّمه التعاون معهم، إنما قد يحثّه على عدم اتّباع توجيهاتهم لكي يتمكّن من ممارسة سلطته ونفوذه عليهم.

– إنما ينبغي عليهم عوضاً عن ذلك أن يقدّموا له خيارات عدّة، كأن يقولوا له مثلاً،

“أتريد النزول من السيارة بمفردك، أم أنك تريد المساعدة في ذلك؟ قرّر بنفسك ماذا تريد”.

إن الأهل وبتقديمهم خيارات عدة لأولادهم يتيحون أمامهم فرصة التمرّن على اتّخاذ القرارات ويمدّونهم بحسّ السلطة والنفوذ، وهذان حافزان مهمّان بالنسبة إلى الأولاد.

يتعيّن على الأهل عدم رشوة أولادهم بقولهم:

“إن نزلت من السيّارة، سأشتري لك هدية من المتجر”.

إن الأهل وبرشوة ولدهم يعلّمونه أنه يمكن لتعاونه أن يُشترى تماماً كأي سلعة أخرى.

إنما ينبغي عليهم عوضاً عن ذلك أن يعقدوا معه إتفاقيّة بقولهم:

“إن نزلت من السيارة سنتمكّن من إنهاء تبضّعنا والعودة إلى المنزل فتتمكّن بالتالي من اللّعب”.

عندما يطلع الأهل ولدهم على الفوائد البعيدة الأجل لقراره، يمكنهم أن يحثّوه على تحمّل الإحباط القصير الأجل. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الاستراتيجية تعلّم الولد احترام أسلوب اتّخاذ القرارات.

ينبغي على الأهل ألاّ يصنّفوا ولدهم ويحطّموه بالألقاب السلبيّة التي ينعتونه بها كقولهم مثلاً:

“ما بك؟ لماذا لا تفعل أبداً ما نطلبه منك؟”

إن الأهل، وبقولهم للولد إنه يعاني من خللٍ ما في شخصيّته لأنه يريد أن تكون له سلطة ما على حياته، من شأنهم أن يجعلوه ينظر إلى نفسه وإلى عالمه نظرة تشاؤميّة.

إنما يفترض بهم أن يحمّسوه ويستخدموا معه الحوافز بقولهم مثلاً:

“أنت تساعدني جيّداً عندما نكون في المخزن. فلننزل من السيارة لكي تتمكّن من مساعدتي على التبضّع”.

إن الأهل وبإعطاء ولدهم حوافز فوريّة للقيام بما يطلبونه منه يحثّونه على التعاون معهم؛ وبقولهم له إنهم يقدّرون مساعدته يزيدون من رغبته في طاعتهم واتباع تعليماتهم.

ينبغي على الأهل ألاّ يهددوا ولدهم بقولهم:

“إن لم تنزل الآن من السيارة يا أستاذ، سأعطيك شيئاً تندم عليه”.

إن تهديد الأهل أولادهم لا يشجّع هؤلاء سوى على تهديد الآخرين بهدف الحصول على مبتغاهم؛ في الواقع، إن أسلوب التهديد لا يسمح للولد برؤيّة الأساليب السلميّة التي من شأنها أيضاً أن تخوّله بلوغ أهدافه.

إنما يُفترض بهم عوضاً عن ذلك أن يدعوه إلى التغذيّة الإسترجاعيّة بقولهم

“ساعدني على فهم لماذا لا تريد الترجّل من السيارة. فإن كانت لديك ثمّة مشكلة في ذلك، فسأعمل علىّ مساعدتك على حلّها”.

إن الأهل وبدعوة ولدهم إلى التغذيّة الإسترجاعيّة يقولون له إن الوضع ليس مأساويّاً وأنهم يهتمون لمشاعره ويقلقون بشأنها – وهذان سببان وجيهان بالنسبة له لكي يتمكّن من الوثوق بهم. فهو ربما يخاف من الغرباء أو يخاف الركوب في عربة التبضّع أو ربما قد يكون قلقاً بشأن السير على زفت المرأَب الساخن.

تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل