هي فاكهة كما يصنفها العلم مع أن غالبية الناس يعرفونها كخضار; وفي جميع الأحوال فهي أكثر الخضار والفواكه إفادة في المطبخ حيث تدخل في صنع الصلصات والأطباق المتنوعة، الباردة منها والحارة، فيكاد لا يخلو منها طبق أو مائدة مهما علا شأنها.
وهذه ليست المغالطة الوحيدة بل إن البندورة بقيت لوقت طويل تعتبر من النباتات السامة والقاتلة في القارة الأميركية، حتى أتى الكولونيل روبرت جونسون فأخرجها من دائرة الخوف حين دعا الناس ليحضروا لديه ويشاهدوه وهو يتناول ليس فقط حبة واحدة من البندورة بل صندوقا كاملا منها، ولبى الناس حينها دعوته مشفقين من أنه قد جن حتما. وأراد قتل نفسه. عاش الكولونيل جونسون بالطبع ومعه عاشت أسطورة البندورة، وعرفت مذ ذاك الحين بأنها غذاء غير سام ولا خطر في تناولها على الإطلاق.
أما الآن وفي وقتنا الحالي فقد أثبت الطب الحديث أن للبندورة منافع كثيرة، وأن فيها مركبات كيميائية علاجية لا يستهان بها، نذكر منها على سبيل المثال الليكوبين (Lycopene) المحارب القوي لمرض السرطان، والبيتاكاروتين (B-carotene) المضاد للمؤكسدات وغيرهما من المركبات الكيميائية المهمة والفعالة في الحماية من الأمراض والأدواء المختلفة.
هذا مضافا إلى قيمة البندورة الغذائية وخصوصا عصير البندورة اللذيذ والمقوي للصغار وللكبار معا.
ويكفي معرفة أن عصير البندورة يستخدم في المختبرات في عملية زرع وتكثير الجراثيم، لندرك قيمته الغذائية والتي يفضل أن يستفيد منها الإنسان بدل الجراثيم طبعا.
وليس من غريب الصدف أن جداتنا كن يجففن شرائح البندورة في الشمس فالثابت علميا هو أن القيمة الغذائية للبندورة تتضاعف بهذه الطريقة أضعافا مضاعفة، إلا أنه يجب التنبه من غنى هذه الأخيرة بالملح بنسبة كبيرة.
ويكفي فائدة أن البندورة تحتوي على الليكوبين (Lycopene) الملون الطبيعي الذي يضفي اللون الأحمر على الأغذية والنباتات.
أما رب البندورة الذي لا يخلو منه منزل على الإطلاق فهو الأغنى بمادة الليكوبين (Lycopene)، هذه المادة «الفيتوكيميكال» التي ثبت بشكل قاطع أنها تحارب السرطان وخصوصا سرطان البروستات والرئة، وفي ذلك دراسات وأبحاث كثيرة كلها تدور حول فائدة رب البندورة تحديدا في محاربة هذا النوع من السرطان، المقصود سرطان البروستات.
تعرف البندورة في بعض الدول العربية بالطماطم، وهو تعريب للكلمة الإنكليزية (Tomatoe)، كما إن لها تسمية ظريفة أخرى كان الناس يطلقونها عليها في السابق، فقد كانت تسمى أحيانا باسم تفاح الحب أو (Love apple) وقد يكون للونها الأحمر علاقة بهذا.
فوائد البندورة
• لمحاربة سرطان البروستات
• للحماية من التأثيرات المضرة للتبغ
• واق طبيعي للبشرة
المركبات الدوائية الفعالة
Lycopene
Alpha-Tomatin
Beta carotene
Vitamin C
Coumaric acid
Chlorogenic acid
مكونات البندورة
إن أهم ما تحتوي عليه البندورة من الناحية الطبية الدوائية هو تلك المادة الملونة التي تعطي للبندورة ذاك اللون الأحمر المميز، هذه المادة تسمى علميا بالليكوبين (Lycopene)، وهي مضاد قوي للمؤكسدات (antioxidant) ومحارب فعال لمرض السرطان المميت. وتحتوي البندورة أيضا على الألفا توماتين (alpha-tomatin) وهو من الألكالوئيدات (steroid alkaloidglycosides).
هذا مضافا إلى احتواء البندورة على مادتين كيميائيتين، حمض الكوماريك (coumaric acid) وحمض كلوروجنيك (chlorogenic acid)، هاتان المادتان تمنعان التأثيرات الضارة للمواد المسرطنة المعروفة بالنيتروزامينات (Nitrosamines).
والنيرتوزامين عبارة عن مركبات تتولد تلقائيا وبشكل طبيعي في جسم الإنسان نتيجة عملية احتراق الطعام كما إنها تشكل العنصر الأهم المسبب للسرطان لدى المدخنين.
وتحتوي البندورة أيضا على نسب جيدة من الفيتامين A أو البيتاكاروتين والفيتامين C.
كما تعد البندورة المجففة بواسطة أشعة الشمس واحدة من أغنى المصادر الغذائية بالفيتامين E النادر والثمين، الموجود عادة في الزيوت النباتية والبزورات.
وتحتوي البندورة أيضا على نسب جيدة من الأملاح المعدنية كالبوتاسيوم بمقدار 213 ملغ في الحصة الواحدة أو ما يوازي حبة واحدة متوسطة الحجم من البندورة، وهذه نسبة جيدة جدا خصوصا وأن البندورة تستهلك بصورة شبه يومية إن بشكلها الطازج والنيء في السلطات، أو بشكل رب البندورة. وخلاصة القول أنها تستخدم بأشكال عديدة وهي بالتأكيد من أكثر الخضار استفادة في المطبخ.
البندورة والليكوبين المحارب لسرطان البروستات
إن أهم ما تحتوي عليه البندورة مادة الليكوبين (Lycopene)، الملون الطبيعي الأحمر الموجود في الفواكه والخضار.
والليكوبين واحد من مجموعة أشباه الكاروتين (carotenoids)، وهو مضاد قوي للمؤكسدات (antioxidant) يمنع التأثير المخرب للراديكالات الحرة على الخلايا السليمة ويمنع تحولها إلى خلايا سرطانية.
وقد أثبتت الدراسات العديدة أن الليكوبين أقوى وأقدر من بقية مجموعة الكاروتينوئيدات وأهمها البيتاكاروتين في محاربة مرض السرطان. ففي دراسة كبرى أجريت في جامعة هارفرد على ما يقارب 48،000 رجل، وجد الباحثون أن الرجال الذين كانوا يستهلكون أكثر من عشرة حصص من البندورة، نيئة أو مطبوخة، في الأسبوع الواحد كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان البروستات من غيرهم حتى حدود النصف تقريبا (45% تحديدا). والحصة الواحدة توازي نصف كوب من صلصة البندورة وهي تقريبا نفس الكمية الموجودة على قطعة واحدة من البيتزا. والمعروف عن الإيطاليين أنهم يستفيدون من البندورة بشكل أو بآخر ولأقصى الحدود.
وفي مقارنة أجريت مؤخرا على أكثر من 72 دراسة تبين أن غالبية هذه الدراسات (57 دراسة) تؤكد على ارتباط معكوس بين الاستهلاك الجيد للبندورة أو ارتفاع نسبة الليكوبين في الدم وبين زيادة خطر الإصابة بمرض السرطان على أنواعه، بمعنى أنه كلما زاد استهلاك البندورة في الغذاء، كلما انخفض خطر الإصابة بهذه الأمراض السرطانية الخطيرة.
وتشير الدراسات إلى أن الليكوبين يحمي بشكل خاص من الإصابة بسرطان البروستات والرئة والمعدة، وقد يكون له تأثير مهم في العلاج من سرطان البروستات بحسب إحدى الدراسات.
والليكوبين موجود أيضا في المنتجات المصنوعة من البندورة بنسب متفاوتة وذلك يختلف ما بين البندورة الطازجة وصلصة البندورة ورب البندورة وإلخ.
البندورة: نافعة للمدخنين
إن أكثر ما يخيف الناس وخصوصا المدخنين هو العاقبة الخطيرة التي قد تصيب عددا لا بأس به منهم ألا وهي الإصابة بسرطان الرئة، هذا المرض الخطير والمميت الذي زادت نسبة الإصابة به نتيجة ازدياد نسبة التدخين والمدخنين وتلوث البيئة والربو بعد الثورة الصناعية الكبرى في عصرنا الحالي.
ولا نبالغ أبدا بالقول أنه وفي المستقبل القريب قد يلجأ الأطباء إلى البندورة ويصفونها كدواء فعال يمنع الإصابة بسرطان الرئة.
فالبندورة حاوية للعديد من المركبات الكيميائية الدوائية الواقية والشافية من السرطان فهي إضافة إلى احتوائها على الليكوبين (Lycopene) الشهير كمحارب قوي لسرطان البروستات والرئة، تحتوي أيضا على مركبين كيميائيين قويين، هما حامض الكوماريك (Coumaric acid) وحامض الكلوروجنيك (chlorogenic acid) وكلاهما فعال في منع تأثير المركبات المسببة للسرطان المدعوة النيتروزامينات (Nitrosamines) التي تتولد بشكل طبيعي في الجسم نتيجة عملية هضم الطعام، والتي هي أيضا المسبب الأول للسرطان لدى المدخنين.
لقد كانت البندورة موضوع دراسة أجريت مؤخرا في جامعة كورنل في نيويورك، وقد أثبتت هذه الدراسة أن البندورة كان لها التأثير الفعال في منع تشكل النيتروزامينات (Nitrosomines) المسببة للسرطان حتى بعد أن أفرغت البندورة من محتواها من الفيتامين C الذي هو أيضا مضاد للمؤكسدات ومحارب قوي للسرطان.
لذا، فإن أهم نصيحة ينصح بها العلماء والباحثون هي أن يكثر المرء وخصوصا المدخن للتبغ من تناول البندورة صبحا وظهرا ومساء، وفي كل وقت وآن، لما في ذلك من فائدة في الوقاية من التأثيرات المضرة للتبغ والمسببة للسرطان وخصوصا سرطان الرئة.
البندورة: واق طبيعي للبشرة Sunblock
من المشهور في عالم التجميل وضع أقنعة (ماسكات) طبيعية أو غير طبيعية على بشرة الوجه لاكتساب النضارة والحيوية، ومن المفيد معرفة أن البندورة هي واحدة من أفضل ما يمكن وضعه على الجلد، فهي علاوة على غناها بالفيتامينات A و C الضروريين للبشرة الصحية والنضرة، تحتوي أيضا على الليكوبين، المضاد القوي للمؤكسدات (antioxidant). وهذه المركبات كلها تفيد في تأخير ظهور علائم الشيخوخة على البشرة وهذا هو ما يهم أكثرية السيدات، فيدفعهن إلى دفع الغالي من الأموال لشراء المستحضرات والكريمات للمحافظة على جمالهن وقد تتأمن الفائدة بإجراء واحد بسيط وهو وضع قناع (ماسك) مكون من بضع شرحات من البندورة لمدة خمس دقائق فقط. ولا يجب أن تخاف السيدة من إحساس التعقص (tingling) الخفيف إلا إذا ترافق ذلك مع ظهور بثورات أو تحسس موضعي، عندها يجب أن لا تكرر وضع هذا القناع خوفا من الحساسية، وهذه حالات غير شائعة.
ليس فقط قناع البشرة هو ما يفيد بل إن تناول البندورة دائما يفيد البشرة من الداخل، فالليكوبين (Lycopene) عدا عن كونه مضادا قويا للمؤكسدات، له دور مهم في رفع نسبة العامل الحامي من الشمس (Sun protection factor) أو (SPF) في البشرة. بعبارة أخرى، عندما تأكل البندورة يا عزيزي القارئ فإنك بذلك تساعد بشرتك وتحميها من الآثار المضرة والمخربة لأشعة الشمس فهي تعمل كواق داخلي للشمس.
كيف تحصل أفضل النتائج؟
● اشتر البندورة البرتقالية والحمراء
مع أن البندورة هي عادة حمراء اللون إلا أن تلك البرتقالية اللون تكون قد نضجت بفعل أشعة الشمس وهي الأغنى بالفيتامينات وبخاصة البيتاكاروتين والفيتامين C. أما الفيتوكيميكال الشهير، الليكوبين (Lycopene)، الملون الأحمر الطبيعي والذي له ما له من فوائد عظيمة في محاربة مرض السرطان الخطير فهو موجود أكثر في البندورة الحمراء اللون، فكلما كانت البندورة حمراء اللون قانية كان محتواها أكبر من الليكوبين.
● كل البندورة مع زيت الزيتون
مما أذكر عن طفولتي أن أمي كانت تقطع البندورة قطعا متوسطة الحجم وتمزجها مع قليل من الملح وزيت الزيتون، وهي عادة عودتها لأولادي الذين يحبونها ويفضلونها على كثير من أنواع السلطات. ومن الناحية العلمية، فإن تناول البندورة مع قليل من زيت الزيتون يسهل عملية جذب الليكوبين الموجود في البندورة، ويستحسن أن لا يضاف الملح، فالبندورة تحتوي على نسبة كافية منه فالأفضل التقليل من الملح ما أمكن. كما يمكن إضافة القليل من عصير الليمون للحفاظ على الفيتامين C ومنع تأكسده.
● خزن صلصة البندورة كالإيطاليين
المعروف عن الإيطاليين أنهم يصنعون صلصات لذيذة من البندورة والمنكهات الأخرى ويحفظونها في أوعية زجاجية في البراد للاستفادة منها في المطبخ لصنع أنواع مختلفة من البيتزا والمعكرونة وكثير من المأكولات الأخرى التي اشتهر بها المطبخ الإيطالي، وللعلم فإن هذه الطريقة هي من أفضل الطرق وأنفعها للاستفادة من البندورة.
يتمركز الليكوبين (Lycopene) في غشاء الخلية الخارجي (cellwall); من هنا فإن طبخ البندورة بزيت الزيتون لمدة قليلة فقط يطلق ويحرر هذا الدواء الرباني ويمكن جسم الإنسان من الاستفادة منه بشكل صحيح وجيد.
والشرط اللازم هنا هو ألا تطبخ البندورة لمدة طويلة على النار وألا تطبخ في آنية نحاسية فقد تتحول إلى سم زعاف عند غليها في أوعية مصنوعة من النحاس. ويفضل دوما الاستفادة من الأوعية المطلية بالميناء لطبخ البندورة والاكتفاء بتقليبها قليلا على النار من دون تغطية الوعاء وبهذا تحتفظ بلذة طعمها وفوائدها معا.
● استفد من رب البندورة دائما
من السهل والمفيد دائما شراء رب البندورة أو صلصة البندورة الجاهزة والمتوفرة في المتاجر، فهي من أغنى المصادر بالليكوبين الذي يتحمل ويقاوم درجات الحرارة المرتفعة المستعملة في أثناء عملية التعليب والحفظ.
والرب ذو النوعية الجيدة هو أغنى هذه المصادر بالليكوبين، يليه صلصة البندورة والكاتشاب; لذا ينصح بالاستفادة من هذه المنتجات قدر المستطاع فقد أثبتت الدراسات العديدة أن لها دورا أكيدا في الوقاية من الإصابة بالسرطان، وبشكل خاص سرطان البروستات.
والرب له قدرة البندورة الطازجة، بل هو مكثف أكثر أي أنه يحتوي على كميات أكبر من الليكوبين، هذا الدواء المعجزة.
وعند تناول رب البندورة تزداد نسبة العامل الواقي من الشمس (Sun protection factor) في الجلد، هذا ال (SPF) هو نفسه المشار إليه في كريمات ومستحضرات الحماية من أشعة الشمس الضارة والمسببة للشيخوخة المبكرة، وللسرطان أيضا.
ولذلك ينصح بالاستفادة من رب البندورة أو صلصة البندورة دائما في المطبخ، وذلك بإضافته إلى الشوربات واليخنات والصلصات المنوعة ونحن بدورنا ننصح بمضاعفة كمية رب البندورة اللازمة للوصفة لتحصيل أكبر الفائدة.
ويمكنك عزيزي القارئ استعمال أنواع مخصصة من رب البندورة، قليلة الملح أو الخالية من الملح وذلك متوفر في المحلات الكبرى.