الحادثة غير المرحب فيها كثيراً: كأنها اقتحام لعالم الأبناء على النقيض من آبائهم، لا يشك الأولاد في وجود الغيرة بالعائلة. عرفوا منذ مدة طويلة معناها وتأثيرها. بغض النظر عن تحضيرهم الجيد، فإن قدوم طفل جديد يجلب الغيرة والأذى. لا يستطيع أي توضيح أن يحضّر الابن الأكبر لمشاركة دائرة الأضواء مع قادم جديد. الغيرة، الحسد، والتنافس ستوجد بالنهاية. إن الفشل بتوقع هذه الأشياء أو بالشعور بالصدمة عند ظهورها، هو جهل أبعد ما يكون عن النعمة.
التصنيف: صحة ورعاية الطفل
تملك الحياة المتحضرة أهل يتسمون بالقسوة في رفضهم للعديد من المسرات الكبيرة للطفل الصغير: لا لمص الأصابع، لا لمس للعضو، لا لوضع الإصبع في الأنف، لا للعب بالتراب، ولا لإصدار الضجيج. الحضارة بالنسبة للطفل الرضيع، هي باردة وقاسية: بدل الثدي الناعم، فإنها تقدم فنجاناً بارداً. بدل التخلص المريح من الفضلات مع الحفاضات الدافئة، فإنها تقدم له وعاءً بارداً مع الطلب بضبط النفس.
نجد عند الأطباء شعار “قبل كل شيء، لا تسبب أذية”. يحتاج الأهل لقاعدة مشابهة لمساعدتهم على تذكر أنه أثناء عملية فرض الانضباط على أولادهم عليهم ألا يسببوا لهم الأذية لصحتهم العاطفية.
يتطلع الأهل في كل مكان نحو طرق لتعليم المسؤولية لأولادهم. يتوقع الأهل في العديد من البيوت أن يوفر الروتين اليومي الحل لهذه المشكلة. يُنظر إلى أعمال مثل: إفراغ سلال النفايات، وتحضير وجبات الطعام، وجز العشب، وغسل الأطباق على أنها فعّالة بجعل الأولاد الذين هم في طور النمو يشعرون بالمسؤولية.
في علم النفس، لا نقول أبداً للطفل، “إنك لصبي صغير طيب”. “إنك عظيم”. الثناء الذي يُصدر الأحكام أو التقييم يتم تجنبه. لماذا؟ لأنه غير مساعد. إنه يحمل على الانزعاج، ويدعو إلى الخصوصية، ويشجع على اتخاذ موقف الدفاع. إنه لا يُسهم بتشجيع الاعتماد على الذات، والتحكم بالذات، وهذه صفات تتطلب الاستقلال عن الأحكام الخارجية. إنها تتطلب الاعتماد على الاندفاع والتقييم الداخليان. يحتاج الأولاد ليكونوا متحررين من ضغط الثناء التقييمي حتى لا يصبح الآخرون مصدراً لارتياحهم.
هناك العديد من الأنماط التي تتعلق بالأولاد وهي في معظمها محطمة للذات. ليس فقط لأنها تفشل في تحقيق أهدافنا الطويلة الأمد، بل لأنها تنشر الخراب في البيت بطريقة فورية. من ضمن الأنماط المحطمة للذات هناك التهديدات، الرشاوى، الوعود، السخرية، والخطب المسرفة حول الكذب والسرقة، والتعليم القاسي للتهذيب.
إن المحادثة مع الأولاد هي فن فريد من نوعه لديه قواعد ومعاني خاصة به. عادة ما تكون مقاصد الأولاد متوارية وراء رموز ينبغي حلّها.