كطبيب قلب وقائي، لا أرى العديد من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية خلال ممارستي لمهنتي، ومع ذلك أشعر أن إدراك مرضاي لأعراض كل منهما هو أمر في غاية الأهمية.
التصنيف: القلب | جهاز الدوران | أمراض الدم
نظام القلب والأوعية الدموية (الشرايين والأوردة) والجهاز اللمفاوي
هناك سؤالان حاسمان يجب أن تتم الإجابة عنهما عند النظر فيما إذا كانت هناك ضرورة لاتباع مقاربة باضعة لاعتلال القلب. أولا، يجب أن تسأل، هل سيطيل هذا الإجراء حياتي؟ إذا كان الإجراء مرجحا لأن يمنع نوبة قلبية في المستقبل أو يوقف أخرى فورا، منقذا بذلك عضلة القلب، إذا فالإجراء يشير بوضوح إلى إطالة حياتك.
عندما أخبر مرضاي المعرضين لخطر إصابة عال بأنهم يجب أن يتناولوا عقارا مخفضا للكوليسترول، وأشرح لهم لماذا سيساعد في تحسين مستوياتهم من الكوليسترول، عادة يوافقون. ولكن ليس من غير المعتاد أن أواجه بعض المقاومة من مرضى غير مطلعين جيدا على الفوائد المحتملة لهذه العقاقير أو تأثيراتها الجانبية.
بمظهره الخارجي، بدا جون صورة للصحة بالنسبة لأطبائه وأصدقائه. فالمحامي والرياضي البالغ من العمر 46 عاما كان يركض عدة أميال كل صباح، ويسبح لمسافات في الليل، ويحافظ على مرونة جسمه بممارسة تمارين البيلاتس. وحيث كان هناك تاريخ عائلي باعتلال القلب من جهة والديه على حد سواء، فقد أخذ جون مسألة اللياقة البدنية بمنتهى الجدية وظهرت نتائجها واضحة عليه.
هناك حالة طبية هامة واضحة جدا بحيث إنني أستطيع أن أشخصها دون إجراء أي اختبار تشخيصي. بإمكاني أن أكتشفها في اللحظة التي يدخل فيها مريض إلى عيادتي. هي شائعة جدا بحيث إنني أراها في كل مكان؛ في مراكز التسوق، والمطاعم، وملعب الغولف، وفيما أسير على طول الشارع مشيا على الأقدام. لقد وصلت إلى نسب وبائية في الغرب، وتحديدا في الولايات المتحدة. أنا متأكد بأنك قد رأيتها أيضا بين أفراد عائلتك وأصدقائك، وربما عندما تنظر إلى المرآة.
قد تحسب بأن ثمة خطأ بعنوان هذا الموضوع وأن ما عنيت قوله هو “ما رقم الكوليسترول لديك؟” ولكن الحقيقة هي أنني مهتم بحجم الكوليسترول بقدر اهتمامي بالرقم الإجمالي. إذا كان هذا يثير دهشتك، فهناك احتمال كبير بأن الكثير مما تحسب أنك تعرفه عن الكوليسترول لا يمت إلى الحقيقة بصلة، وأن ما لا تعرفه عن الكوليسترول قد يكون آخذا بقتلك.
عندما كنت في مرحلة التخرج، مات والد صديقي فجأة بنوبة قلبية؛ ولم أنس كم كنت مصدوما عندما علمت أن شخصا مثله كان يبدو نشيطا بوضوح وبصحة ممتازة في يوم من الأيام ويموت في اليوم التالي، تاركا وراءه زوجة مدمرة وعائلة فتية. بدأت أقلق بشأن صحة والدي؛ فعندما كان يأتي متأخرا إلى المنـزل من عمله، كنت أخاف أيضا من أن يعاني من نوبة قلبية. وقد كان لهذه التجربة أثر بالغ في، وساهمت في إثارة اهتمامي بمرض القلب.
كم لديك من عوامل الخطر المعروفة لمرض القلب؟ إن الإجابة عن هذا السؤال خطوة أولى ضرورية للقيام ببرنامج الوقاية من أمراض القلب المكثف. وستعطيك الأسئلة التالية فكرة عامة عن مستوى الخطر لديك استنادا إلى معلومات قد تكون حصلت عليها من آخر فحص طبي ومن حقائق عرفتها من جديد حول تاريخك العائلي ونمط حياتك.
قبل نحو 25 سنة، عندما كنت مديرا مساعدا لمختبر طب القلب غير الباضع في المركز الطبي في سيناي في ساحل ميامي، أقوم بتخطيط صدى القلب واختبارات الجهد، تلقيت اتصالا من طبيب باطني أخبرني بأن أحد مرضاي يعاني من نوبة قلبية؛ وقد كان مشوشا جدا، لأن هذا المريض قد خضع حديثا لاختبار جهد… قمت به بنفسي! لقد كنت منـزعجا جدا من هذه الأخبار، وأعدت التحقق من نتائج الاختبار للتأكد من وجود أية أخطاء قمت بها.
تخيل عالما تكون فيه النوبات القلبية نادرة للغاية، ولا يعرف الموت بسبب نوبة قلبية باكرة، فتصبح شيئا من الماضي. تخيل عالما يكتشف فيه مرض القلب باكرا جدا وبدقة كبيرة (وبذلك يعالج بكفاءة)؛ وهكذا، لا يحتاج إلا القليل القليل من الناس إلى التعرض للإجراءات الباضعة والباهظة التكاليف، مثل الرأب الوعائي (توسيع الشرايين) أو جراحة المجازة الإكليلية (التاجية). تخيل عالما يعيش فيه معظمنا بصحة جيدة وقدرة على الإنتاج وبأعمار مديدة خالية من تهديد النوبة القلبية والسكتة.