الوسم: تأديب سلوك الطفل
بالنسبة إلى معظم الراشدين، تشكل الرحلات تغيراً في الوتيرة والمشاهد والروتين عند التخلي عن هموم المنزل لصالح الحياة الحرة والرغيدة. غير أن معظم الأولاد ما قبل المدرسيين يرون في الرحلات شيئاً مضاداً للفرصة لأنهم يكافحون للحصول على حس الأمان الذي توفره لهم لعبهم الاعتيادية وأسرّتهم والأطعمة المقدمة اليهم.
بما أن الوقت لا يعني شيئاً بالنسبة إلى ولد لم يبلغ السادسة من العمر، فهو لا يرى أيضاً مزايا كثيرة للعجلة. أخفي الإلحاح على ولدك بـ “القدوم” أو “الاستعجال من فضلك” من خلال إجراء سباق معه أو منحه الفرصة للركض إلى ذراعيك مثلاً. واجعلي التعليمات في شكل طلبات ممتعة وليس أوامر محبطة. دعي ولدك يشعر أنه لا يزال يتحكم في سرعة أو بطء وتيرة تنفيذ الأمور، كي لا يحتاج إلى تضييع الوقت لمجرد إثبات تأثيره في الأشياء.
بما أن الصبر ليس ميزة فطرية في الكائنات البشرية، يمكن تعليم الأولاد الصغار فن الانتظار لما يريدون القيام به، أو مشاهدته، أو أكله، أو لمسه، أو سماعه. وبما أنك أكثر خبرة في معرفة ما هو الأفضل لولدك ما قبل المدرسي، أنت مؤهلة للسيطرة حين يستطيع ولدك القيام بما يريده وما عليه إنجازه قبل القيام به.
فيما يكون الأولاد ما قبل المدرسيين مستغرقين في شق طريقهم في هذا العالم، عليك أحياناً سحبهم إلى الخلف حفاظاً على سلامتهم لأنهم غير مكتفين ذاتياً، ولا يعتمدون على أنفسهم أو يضبطون أنفسهم كما يظنون. وحين ينمو ابن السنة الواحدة، تتمدد سيطرتك تدريجاً لخدمته. دعيه يذهب وحده طالما أنت متأكدة من أنه سالم من الخطر. إعرفي حدود ولدك باختبار نضجه ومسؤوليته قبل ارتكاب خطأ والسماح له بحرية أكثر مما يستطيع الاستيعاب.
“دعني أفعل ذلك بنفسي” هي إحدى العبارات التي يتوقع أن يسمعها أهل الأولاد ما قبل المدرسيين ما إن يحل الميلاد الثاني لولدهم. ويشير هذا الاعلان عن الاستقلالية إلى بداية الفرصة الذهبية للأهل لجعل التمارين تصقل التجارب، شرط عدم المساس بقواعد المنزل خلال فترة التجربة والخطأ.
إن الأولاد الفضوليين ما قبل المدرسيين يعدّون لوائح عقلية بما يجب رؤيته وفعله في مراكز التسوق والمتاجر وما إلى ذلك، مثلما يفعل أهلهم ذلك على الورق. وتنشب الفوضى حين لا تتفق اللائحتان معاً، ويظن الصغار أن الأولوية تعود إلى لوائحهم.
“لا تأخذ السكاكر من الغرباء” هي عبارة نسمعها من ملايين أهل الأولاد ما قبل المدرسيين كلما حاول أولادهم الصغار الخروج من المنزل من دونهم. والواقع أن هذا التحذير بالغ الفاعلية إذ يحتاج الأولاد إلى تعلم كيفية التصرف عموماً مع الغرباء، كما عليهم تعلم كيفية التفاعل مع الأشخاص الذين يتوقع أن يجتمعوا بهم.
إن صورة الولد الذي يمسك بتنورة والدته، ويرفض التخلي عن حياة عزيزة فيما هي تحاول طهو الطعام أو الخروج من الباب، ليست صورة خيالية على الاطلاق بالنسبة إلى العديد من أهل الاولاد ما قبل المدرسيين.