يختبر اللغويون ما قبل المدرسيين قوة شتم الناس لجعل الجميع يعرف أنهم الأسياد ويستطيعون التحدث مثلهم. وبما أنك تعرفين اختبار ولدك لقوة الكلمة، وكذلك ردة الفعل التي يلقاها، أخبري ولدك أن الشتم لن يسبب إطلاقاً الأذى الذي يظنه. تفاعلي بهدوء عند شتمك لتفجير فقاعة السيطرة التي يأمل ولدك وجودها في الشتيمة. مرّني ولدك على تطبيق ما تعظين به أيضاً حين يتعرض بنفسه للشتيمة. هكذا، يرى أن هذه اللعبة الشفوية ليست ممتعة عند تأديتها من طرف واحد.
الوسم: تأديب سلوك الطفل
مثلما يجد الراشدون أنفسهم أحياناً في مزاج سيء من دون سبب واضح، يبدو أن كل البالغين الصغار تقريباً ليس لديهم سبب للانتحاب والطبع السيّء. إن كنت تعرفين أنك لبيت كل طلبات ولدك (إنه جاف، وشبعان، إلخ)، يكون السبب وراء شعور ولدك ما قبل المدرسي وسلوكه غير الطبيعي رغبته في الاستحواذ على الانتباه أو التشبث بطريقته. ورغم أنه يصعب عليك فعل ذلك، ننصحك بتجاهل المنتحب لأن ذلك يساعده في إخماد عويله. ويتعلم ولدك بسرعة قاعدة منزلية مهمة، هي التحدث بصوت مفهوم ولطيف بدل النزق والتحفظ.
هناك الملايين من الأولاد ما قبل المدرسيين المحببين الذين ينفجرون غضباً للتعبير عاطفياً عن تغلبهم على الاحباط أو الغضب وإخبار العالم بأنهم الأسياد. العلاج؟ يمكن أن تصبح نوبات الغضب أقل تكراراً والحؤول دونها من دون تلبية رغبات مؤديها. فرغم أنك قد ترغبين في الاستسلام أو الاختفاء تحت أقرب طاولة حين ينفجر ولدك غضباً أمام العموم، كوني صبورة حتى يهدأ وامدحي استعادته السيطرة على نفسه بعد أن يسكُن.
لعل كلمة “لا” هي الأكثر استخداماً بين الأولاد الذين يتراوح أعمارهم بين سنة وثلاث سنوات لأنها الكلمة الأكثر استخداماً من قبل أهلهم. فالأولاد الذين في أول مشيهم يشتهرون بالعبث في الأشياء، مما يجعل أهلهم يقولون: “لا! لا تلمس” أو “لا، لا تفتح” أو “لا، لاتفعل ذلك”. أما أولاد السنتين والثلاث سنوات فيقولون لا فور ما إن توجه اليهم سؤال نعم-لا، وذلك بهدف معرفة على ماذا ومن يمكنهم السيطرة. حددي الفرص التي تمنحينها لولدك لقول لا (تجنب طرح أسئلة نعم-لا) ولا تلتزمي كثيراً حين يجيب لا على كل طلب.
قد تكون شهية بعض الأولاد ما دون السادسة غير محدودة مثل الوحش الكبير في التلفزيون. فولدك لا يدرك سبب رغبته في الأكل أكثر من حاجته الحقيقية. لكن عليك معرفة ذلك لاعادة عاداته في الأكل إلى ما كانت عليه. وبما أن الافراط في الأكل علامة على مشكلة، وليس المشكلة نفسها، حاولي اكتشاف الأسباب الكامنة وراء نهم ولدك اللامحدود. راقبي مثلاً إن كان يأكل بإفراط نتيجة العادة أو الضجر أو التهكم أو الرغبة في لفت الانتباه. ساعديه في إشباع رغباته من دون الأكل، مثلما تفعلين لنفسك.
خذي ولداً عمره سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات، وضعيه مع طعام لا يريد تناوله، فتتسخ أيدي الأهل ويدي الولد، وحتماً الطاولة والأرض أيضاً. فحين لا يدفع جوع ولدك بالطعام إلى فمه، تخبرك أصابعه الصغيرة اللعوبة أنه تناول كل ما يريده، سواء نطق بذلك أو لم يفعل. إحرصي دوماً على إبعاد الطعام عن ولدك ما إن يتحول إلى سلاح أو لعبة، لكي تعلميه أن الطعام مخصص للأكل وإلا لن يبقى على الطاولة، حتى لو كان لا يزال جائعاً.
عدم الأكل | تأديب سلوك الطفل
على رغم مثابرة الأهل في دفع أولادهم الذين لم يدخلوا المدرسة بعد إلى الأكل منذ مستهلّ الأبوة، هناك العديد من الأولاد ما دون السادسة المشغولين كثيراً في استكشاف عالمهم بحيث لا يخصصون الكثير من الوقت لمضغ الطعام. إن كانت محاولة إكراه ولدك على تناول الطعام تبدو أمراً طبيعياً، حاولي منحه المزيد من الاهتمام بالأكل (حتى حبة الفاصوليا الصغيرة) وليس بعدم الأكل.
يشتهر الأولاد الذين لم يبلغوا السادسة من العمر بالشروع في طلباتهم للكتب أو القبلات أو النوم في السرير مع أهلهم ما إن يغادر الأب والأم جانب السرير ويطفئان أنوار الغرفة. تذكري أن حاجة ولدك الليلية هي النوم، حتى لو طلب عشرة كتب وأربعة أكواب ماء لمجرد التأكد من أنك لا تزالين مستيقظة أو جعلك بقربه مجدداً. أخبري ولدك أن الخلود إلى النوم سيعيدك إلى قربه أسرع من طلب الانتباه.
إن الولد ما قبل المدرسي النشط والحيوي الذي يتفادى النوم قد يحول وقت الذهاب إلى السرير أو أخذ القيلولة إلى وقت مطاردة، أو وقت بكاء، أو وقت للعثور على كتاب آخر لقراءته بهدف تأجيل وقت الراحة الذي يخشاه. ومهما كان الوقت الذي يظنه ولدك ملائم للراحة، تشبثي بالوقت الذي تختارينه أنت. لكن إسمحي لولدك ببعض الوقت لجعله يتقبل شيئاً فشيئاً فكرة إطفاء محركه.