من أساسيات التربية الإيجابية التحكم في الغضب والتحلي بالهدوء. أهم ما يميز الأساليب السلبية في التربية أنها مشحونة بالتوتر والقلق، فمن أسوأ الأساليب الصراخ والعنف وما يرتبط بهما من لوم وتوبيخ وسخرية ونوبات غضب، إنها تخيف الطفل وتحطم تقديره لذاته كما أنها مهينة له. فتخيل نفسك وأنت تحدق في وجه طفلك وهو يرفع رأسه لينظر إلى فوق ويرى أمامه وحشاً يريد أن يفترسه، وفي نفس الوقت تربطه بهذا الوحش علاقة حميمية وحب. إنها مواقف تخلق صراعاً داخله، هل يحبك أم يخافك ويحقد عليك؟.
الوسم: تربية الطفل
وضع الحدود: مبادئ التربية ج3
من المبادئ الأساسية لتربية أفضل، وضع حدود لسلوكيات الطفل السيئة أو المؤذية له وللآخرين. إن وضع الحدود أمر أساسي داخل العلاقات الإنسانية على اختلاف أنواعها، وتختلف تلك الحدود حسب طبيعة العلاقة. فبالنسبة للعلاقة بين الآباء والأبناء تبدأ عملية التأديب ووضع الحدود بعد الميلاد مباشرة، وتستمر مع تدرج الطفل في النمو إلى نهاية مرحلة المراهقة. والتأديب معناه تعليم الطفل كيفية التصرف باستخدام الأساليب التربوية، ومن خلال وضع مجموعة من القواعد.
سلوكيات الطفل تعبر عن مشاعره وإحساسه. وعندما يسيء الطفل السلوك معنى ذلك أنه شعر بالإحباط أو الغيرة أو الغضب أو الخوف أو الحزن.. فهناك علاقة وثيقة بين مشاعر الطفل وسلوكه، مشاعر إيجابية تؤدي إلى سلوك إيجابي ومشاعر سلبية تؤدي إلى سلوك سيء أو سلبي.
دروس لتوجيه تربية الأولاد
ما هو الهدف من تربية الأولاد؟ الهدف من التربية هو مساعدة الطفل كي ينمو ليصبح إنساناً لائقاً، وبالغاً، شخصاً يتمتع بالإحساس، بالالتزام، والاهتمام. كيف يستمر الشخص بأنسنة ولده؟ فقط باستعمال وسائل إنسانية، وبالاعتراف بأن العملية هي في الطريقة، وبأن الغايات لا تبرر الوسائل، وأنه في محاولتنا لنكون فعّالين في تحسين سلوك أطفالنا، يجب علينا أن لا ندمرهم عاطفياً.
يدرك الأهل بأن كل طفل له نصيب كامل من الخوف والقلق. لكنهم على العموم لا يدركون مصادر مثل هذا القلق. عادة ما يتساءل الأهل، “لماذا يخاف ولدي كثيراً؟” ذهب والد بعيداً جداً ليقول لولده القلق، “توقف عن هذه التفاهة الكاملة. أنت تعرف بأنه ليس لديك شيئاً تقلق عليه!”.
الغيرة بين الأولاد
الحادثة غير المرحب فيها كثيراً: كأنها اقتحام لعالم الأبناء على النقيض من آبائهم، لا يشك الأولاد في وجود الغيرة بالعائلة. عرفوا منذ مدة طويلة معناها وتأثيرها. بغض النظر عن تحضيرهم الجيد، فإن قدوم طفل جديد يجلب الغيرة والأذى. لا يستطيع أي توضيح أن يحضّر الابن الأكبر لمشاركة دائرة الأضواء مع قادم جديد. الغيرة، الحسد، والتنافس ستوجد بالنهاية. إن الفشل بتوقع هذه الأشياء أو بالشعور بالصدمة عند ظهورها، هو جهل أبعد ما يكون عن النعمة.
تملك الحياة المتحضرة أهل يتسمون بالقسوة في رفضهم للعديد من المسرات الكبيرة للطفل الصغير: لا لمص الأصابع، لا لمس للعضو، لا لوضع الإصبع في الأنف، لا للعب بالتراب، ولا لإصدار الضجيج. الحضارة بالنسبة للطفل الرضيع، هي باردة وقاسية: بدل الثدي الناعم، فإنها تقدم فنجاناً بارداً. بدل التخلص المريح من الفضلات مع الحفاضات الدافئة، فإنها تقدم له وعاءً بارداً مع الطلب بضبط النفس.
نجد عند الأطباء شعار “قبل كل شيء، لا تسبب أذية”. يحتاج الأهل لقاعدة مشابهة لمساعدتهم على تذكر أنه أثناء عملية فرض الانضباط على أولادهم عليهم ألا يسببوا لهم الأذية لصحتهم العاطفية.
يتطلع الأهل في كل مكان نحو طرق لتعليم المسؤولية لأولادهم. يتوقع الأهل في العديد من البيوت أن يوفر الروتين اليومي الحل لهذه المشكلة. يُنظر إلى أعمال مثل: إفراغ سلال النفايات، وتحضير وجبات الطعام، وجز العشب، وغسل الأطباق على أنها فعّالة بجعل الأولاد الذين هم في طور النمو يشعرون بالمسؤولية.