على الرغم من أن النصائح المعطاة في هذا الكتاب تنطبق على جميع الأعمار، غير أنه ثمة استراتيجيات مناسبة لضبط سلوك الأولاد في أعمار معينة من حياتهم الدراسية. ويشتمل هذا الفصل على إرشادات وتقنيات موجهة خصيصا للمعلمين العاملين في المرحلة الابتدائية.
الوسم: تربية الطفل
بالطبع، ثمة أسباب عديدة ومعقدة خلف سوء السلوك. وعادة، تتعدد العوامل المساهمة في الحالات التي يعاني فيها التلميذ من مشاكل سلوكية خطيرة.
من الأهمية بمكان أن نتذكر بأن السبب الأساسي الذي يدفعنا إلى ضبط سلوك تلاميذنا هو التمكن من تأدية عملنا. فهذا هو سبب وجودنا في الصف بالنهاية. والمعلمون الذين يتمكنون من إعطاء دروس ذات نوعية عالية فعلا، لديهم في معظم الأوقات تلاميذ منضبطون.
يمر المعلم الناجح بعملية تعلم تبدأ منذ لحظة دخوله الصف للمرة الأولى ولا تنتهي أبدا، مهما كانت المدة التي أمضاها في سلك التعليم.
من الأهمية بمكان أن نفكر بالسبب الذي يدفعنا إلى ضبط سلوك أولادنا في المقام الأول. سلامتهم هي بالطبع من الأسباب الهامة.
تستخدم العلاجات التي تركز على تغيير طرق التفكير لدى الأطفال وصغار السن بشكل أوسع في مجال الصحة العقلية لدى الأطفال والمراهقين. ينشأ عن تلك الطريقة في العلاج خطوة كبيرة نحو تدخلات مركزة وهادفة تدعمها أدلة متكاثرة على أنها تعمل بشكل جيد.
يمسك الأهل بين أيديهم بمفتاح مساعدة أولادهم على التعاون معهم بمجرّد تذكّرهم هذه المعادلة المهمّة: قدرة زائد حافز تساوي أداء. فالإنسان، أياً كان عمره، لا يكفي أن يكون قادراً جسدياً وفكرياً على القيام بما يتعيّن عليه فعله فحسب، إنما يُفترض به أن يكون راغباً بالقيام به أيضاً. فإن أراد الأهل مثلاً من ولدهم أن يتعاون معهم ويُنفّذ طلبهم بأن يرتدي ثيابه، فينبغي على هذا الأخير أولاً أن يعرف كيف يرتدي ثيابه بمفرده، كما وأنه بحاجة أيضاً إلى سبب وجيه ومقنع يحثّه على ارتداء ثيابه.