التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

إعطاء الدواء للطفل

ناقشي الأمر مع الطبيب: من الأكثر أمانا دوما أن تناقشي إعطاء طفلك أي دواء مع طبيبه قبل إعطائه بالفعل، وأيضا قبل مواصلة إعطائه الدواء لمدة أطول من المدة التي حددها الطبيب. وإليك الآن بعض الأمثلة الموضحة لقولنا هذا: يعاني الطفل من سعال ونزلة برد، ويصف له الطبيب دواء معينا للسعال. ولكن بعد مرور شهرين يصاب الطفل بالسعال من جديد، فيجدد الأبوان استخدام الدواء دون استشارة الطبيب، وربما يساعد هذا الإجراء الطفل على مقاومة السعال لمدة أسبوع، ولكن السعال يزداد سوءا بعد ذلك، فيضطران إلى الاتصال بالطبيب على أية حال. وعلى الفور، يدرك الطبيب أن السعال هذه المرة ليس ناتجا عن نزلة البرد، وإنما هو نتيجة الالتهاب الرئوي؛ وكان يمكنه توقع ذلك قبل الاتصال به بأسبوع، لو تواصل معه الأبوان.

إن الآباء الذين يعالجون نزلات البرد والصداع والمغص لعدة مرات بالطريقة نفسها يعتبرون أنفسهم خبراء -وهذا صحيح- ولكن على نحو محدود؛ فهم غير مدربين، كالطبيب، للتوصل بدقة إلى التشخيص من أول مرة. وبالنسبة إليهم، يعد أي نوعين من الصداع (أو المغص) نوعا واحدا. ولكن بالنسبة للطبيب، ربما يكون لأحد نوعي الصداع أو المغص مغزى مختلف بالكامل عن الآخر، وربما يستدعي طريقة علاج مختلفة.

في بعض الأحيان، يميل الآباء الذين عالجوا أبناءهم عند الطبيب بالمضاد الحيوي (مثل البنسيلين) إلى استخدام هذا العلاج مرة أخرى إذا عانى أبناؤهم من أعراض مشابهة؛ فهم يجدون أن نتائجه مذهلة، ومن السهل إعطاؤه للأطفال، كما أنهم يعرفون الجرعة من المرة الأخيرة التي أصيب فيها أبناؤهم بالمرض؛ فما الذي يمنعهم من إعطائه للأطفال؟

أولا: ربما لم يعد العلاج فعالا، أو ربما يكون الطفل في حاجة إلى جرعة مختلفة أو إلى علاج مختلف تماما.

ثانيا: ربما يتدخل المضاد الحيوي مع التشخيص عندما يتم الذهاب إلى الطبيب في نهاية الأمر. ومن ثم، إن كان لديك علاج متبق بعد فترة العلاج السابقة، فأفضل شيء تفعلينه هو التخلص منه وإلقاؤه في القمامة.

وأخيرا، يمكن أن يصاب الأطفال بين الحين والآخر بحالات خطيرة نتيجة استخدام هذه الأدوية، ومنها: الحرارة المرتفعة، والطفح الجلدي، والأنيميا. ولحسن الحظ أن هذه المضاعفات نادرة، ولكن احتمال حدوثها يكون أكبر إن تكرر استخدام الأدوية كثيرا، خاصة في حالة استخدامها بطريقة غير سليمة. وهذا هو السبب الذي يجعل من الضروري إعطاء الدواء للأطفال عندما يقرر الطبيب أن الخطر الناتج عن المرض واحتمالية الحصول على المنفعة من العلاج يعادلان مخاطر العلاج. وحتى إن الاستخدام المستمر لعلاجات شائعة مثل الأسيتامينوفين يمكن أن يتسبب بين الحين والآخر في مشكلات خطيرة. وللأسباب نفسها، يجب ألا تعطي أي دواء خاص بأحد الجيران أو الأصدقاء أو الأقارب إلى أي طفل؛ فالإفراط في تناول المضادات الحيوية يؤدي إلى مقاومة البكتيريا، فتصبح الجرعات الأعلى أو الأنواع الجديدة تماما ضرورية لتحقيق الشفاء.

في الواقع، أرى أن «المضاد الحيوي» لا يعني شيئا سوى أنه «مضاد للحياة»؛ ولذا فأنا أفضل استخدام مصطلحات مثل «مضاد للبكتيريا» و«مضاد للفطريات» و«مضاد للفيروس»، لأنها أكثر دقة وتعبر بالفعل عما تعالجه.

إدخال الدواء في فم الطفل

أحيانا يعتمد الأمر على الخدعة؛ ولكن القاعدة الأولى تتمثل في وضع الدواء في فم الطفل بطريقة واقعية، وكأنك لم يخطر ببالك قط أن طفلك سوف يرفضه. أما إذا بدأت بتبرير أخذ الدواء مع الشرح المستفيض، فلسوف تقنعينه أن يتوقع اشمئزازه ونفوره من الدواء. على العكس من ذلك، يجب أن تتحدثي عن شيء آخر عندما تضعين الملعقة في فم طفلك، فمعظم صغار الأطفال يفتحون أفواههم بصورة تلقائية، مثل صغار الطيور في أعشاشها، ولكن مع الرضع الأمر مختلف؛ ولذا من الأفضل أن تسحبي الدواء في سرنجة (متاح شراؤها من الصيدليات)، ثم تفرغيها في فم الرضيع بجانب إحدى وجنتيه من الخلف.

وبالنسبة للأقراص التي لا تذوب، فيمكن طحنها لتصبح بودرة ناعمة، ثم تخلط ببعض الطعام جيد المذاق مثل صوص التفاح، ولكن اخلطي الدواء مع ملعقة شاي واحدة فقط من صوص التفاح، تحسبا لعدم رغبة الطفل في تناول كمية كبيرة من الصوص. أما حبوب الدواء مرة المذاق فيمكن خلطها أيضا مع ملعقة شاي واحدة من صوص التفاح أو شراب الأرز أو حليب الأرز (اعلمي أن هناك بعض الأطعمة التي تتعارض مع امتصاص أدوية بعينها؛ ولذا ناقشي مع الصيدلاني الطعام قبل أن تتعاملي بحرية وتظهري إبداعاتك).

عندما تخلطين الدواء مع أحد المشروبات، من الأكثر أمانا أن تختاري سائلا غير معتاد ولا تعديه للطفل بصفة منتظمة، مثل عصير العنب أو عصير الخوخ. فإذا ما أضفت مذاقا غريبا إلى عصير البرتقال مثلا، فربما تدفعين الطفل إلى الشك فيه وعدم تناوله لعدة أشهر.

الخوف من تناول الحبوب الدوائية

إن الأطفال الذين يميلون إلى القيء لمجرد التفكير في ابتلاع حبة الدواء يمكنهم التغلب على مخاوفهم في بعض الأحيان عن طريق التدريب على ابتلاع حلوى صغيرة الحجم أو حبة نعناع (يجب ألا يجرب الأطفال دون الرابعة أو الخامسة من العمر هذه الطريقة خوفا من التعرض لخطر الاختناق)، ويمكنك أيضا تجربة تقديم حبة الدواء في أكواب بلاستيكية خاصة ذات فوهة تحمل حبة الدواء؛ إذ عندما يحتسي الطفل المشروب من هذا الكوب، يبتلع حبة الدواء مع ما يشربه، وفي بعض الأحيان، يكون للرشوة تأثير مفيد بالمثل. وعلى أية حال، فمن الأفضل ألا تتعاركي مع طفلك الخائف من ابتلاع حبوب الدواء، إن كان هناك أي طريقة أخرى تستطيعين بها إعطاءه الدواء كما تريدين.

الأدوية التي تباع دون وصفة الطبيب (روشتة)

لا تعني إمكانية شراء الدواء دون وصفة الطبيب أن الدواء آمن؛ فالعقاقير المزيلة للاحتقان وغيرها من أدوية نزلات البرد بصفة خاصة يمكن أن تسبب الكثير من الاستجابات الخطيرة، ولذا لم يعد يتم وصفها للأطفال بصفة منتظمة.

مراهم وقطرات العين

يمكن أن توضع هذه المراهم والقطرات أثناء النوم في بعض الأحيان، ولكن بالنسبة لطفل غير نائم -وغير متعاون أيضا- حاولي وضع الطفل أمامك على رجليك، على أن تكون ساقاه حول خصرك، بطريقة تتجنبين بها الركلات. وبعد ذلك، ضعي رأسه برفق بين ركبتيك وامسكيه بإحدى يديك، بينما تضعين الدواء في عينيه باليد الأخرى (ويعد هذا الوضع مفيدا أيضا لسحب المخاط من الأنف أو وضع قطرة الأنف).

وصفات طبية شاملة

الوصفة الطبية الشاملة هي الوصفة التي لا تستخدم الاسم التجاري للدواء، وإنما الاسم الكيميائي. وفي معظم الحالات، تكون الأدوية التي توصف على هذا النحو أقل سعرا من الأدوية التي توصف باسمها التجاري المعلن عنه، حتى ولو كانت المادة الفعالة واحدة. وعلى الرغم من ضرورة استشارة الطبيب بشأن استخدام الوصفات الشاملة، فإنها في معظم الحالات -وليس جميعها- تعد فكرة مفيدة.