التصنيفات
جهاز المناعة

الادوية المضادة للالتهاب

إن الوقاية من المرض أسهل دائما من معالجته. من الصعب معالجة أمراض الالتهاب بشكل خاص لأن للالتهاب آثارا بعيدة المدى وغالبا ما تزيد حدة الأمراض. إن لم يعالج الالتهاب المزمن، تزيد مخاطر الإصابة بالمزيد من الأمراض إلى حد كبير.

فالسمين أكثر عرضة للإصابة بداء السكر والمصاب بداء السكر أكثر عرضة للإصابة بداء القلب فيما المصاب بداء القلب معرض للإصابة بالاكتئاب وجميع هذه الأمراض تؤدي إلى التعب.

والرابط المشترك لهذه الأمراض وغيرها هو الالتهاب. أي شيء يعيق توازن العوامل المثيرة والمضادة للالتهاب في الجسم يمكن أن يحدث فرقا بين الصحة والمرض. لا نعرف بعد كل ما يؤثر في الالتهاب ولكننا نعلم أن التوازن يعمل لصالح الالتهاب مع تقدمنا في السن. إن الشيخوخة والالتهاب مرتبطان ارتباطا وثيقا لدرجة تجعل الالتهاب طريقة بيولوجية مسببة للشيخوخة. لذا، مع التقدم في السن، يصبح من المهم مراقبة ما يحصل في الجسم ومعالجة الالتهاب بسرعة وشدة. يشكل كل من النظام الغذائي والرياضة والعوامل البيئية واختيار أسلوب الحياة والإرهاق العاطفي جزءا من معادلة توازن الالتهاب. ولكن عندما يصبح الالتهاب خارج السيطرة، تصبح المعالجة ضرورية.

عندما يتعلق الأمر بالفحوصات الطبية والأدوية، لا يسع أحد تقديم نصائح تلائم كل فرد. كل مرء بحاجة إلى استشارة طبية لتحديد العلاج الطبي الأفضل. لا يجب تناول الأدوية المذكورة ههنا بدون استشارة طبيب أولا.

مع تطور ادراكنا للالتهاب على المستويين الخلوي والجزيئي في النصف الأخير من القرن العشرين، تم اختراع أدوية جديدة للسيطرة على الألم والمعاناة من الالتهاب. أما الأدوية الأساسية المحاربة للالتهاب والمستخدمة في معالجة عدد من الأمراض فهي الأدوية اللاستيروئيدية المضادة للالتهاب والستيروئيد القشري. وتنفع الأدوية الأخرى مثل مضادات الهستامين، مثبطات (أنزيم محول للأنجيوتنسين) وعلاج الهورمون البديل في السيطرة على الأمراض المرتبطة بالالتهاب. وتتمثل أحدث الادوية المضادة للالتهاب في مجموعة من الأدوية المعروفة بالستاتين. ادخلت هذه الأدوية أساسا للوقاية من التصلب العصيدي عبر تخفيض معدل الكولسترول ولكن أدرك العلماء الآن أن قدرتها على الوقاية من داء القلب هي بسبب مفعولها المضاد للالتهاب أكثر من آثار تخفيض معدل الكولسترول.

الأدوية اللاستيروئيدية المضادة للالتهاب

هذه الأدوية فعالة جدا في تخفيف الالتهاب وتلطيف الألم ومعالجة الحمى. ويتوفر بعضها مثل الأسبيرين، نابروكسين وإيبوبروفين بدون وصفة طبية. فيما يمكن شراء البعض الآخر فقط بواسطة وصفة طبية. يبين الجدول التالي أسماء جنيسة وتجارية للأدوية اللاستيروئيدية المضادة للالتهاب.

الأسبيرين Aspirin

يعتبر الأسبيرين من أشهر الأدوية اللاستيروئيدية المضادة للالتهاب على الإطلاق. وهو عبارة عن مادة كيميائية صنعية مستوحاة من لحاء شجرة الصفصاف. منذ العصور القديمة، اكتشف الناس في أنحاء العالم أن خميرة لحاء الصفصاف تخفف الورم والألم وحرارة الالتهاب. مهما كان السبب، تلطف أدوية لحاء الصفصاف حرارة الحمى والألم والوجع عند اللمس وتخفف الحرارة والاحمرار. مع تطور الكيمياء، عين العلماء المكون الفعال للحاء الصفصاف وهو السليسين.

على الرغم من فعالية شاي لحاء الصفصاف والسليسين، إلا أنهما كانا مكلفين وحادين على المعدة فيسببان إئتكال المعدة ونزيف فيها. فهبت الكيمياء الصنعية للمساعدة. وفي عام 1875، وضع علماء الكيمياء مركبا مرتبطا بالسليسين يدعى ساليسيلات الصوديوم وقد استخدم لمعالجة الحمى والحالات الالتهابية بما في ذلك التهاب المفاصل. بعد فترة قصيرة، تم تركيب حمض الأستيل ساليسيليك الكيميائي المعروف أيضا بالأسبيرين في شركة باير في ألمانيا وتم إدخاله لمحاربة الالتهاب في التهاب المفاصل والحمى الرثوية بالإضافة إلى أمراض أخرى. في النهاية، جرى تصنيع أدوية صنعية أخرى لاستيروئيدية مضادة للالتهاب.

الأدوية اللاستيروئيدية المضادة للالتهاب

الأسماء الجنيسة / الأسماء التجارية

  • أسبيرين / ASA، أزافين، باير، إكوترين، إمبيرين
  • سيليكوكسيب /سيليبريكس
  • ديكلوفيناك / ساتافلام، فولتارين، فولتارين XR
  • ديفلونيزال / دولوبيد
  • إتودولاك / لودين، لودين XL
  • فلوربيبروفين / أنسيد، فروبين
  • إيبوبروفين / أدفيل، موترين، نوبرين، روفين
  • إندوميثاسين / إندوسين، إندوسين XR، إندوسيد، إندوتيك
  • كيتوبروفين / أكترون، أورافين، أوروديس، أوروفيل
  • كيتورولاك / تورادول
  • ميكلوفينامات / ميكلوديوم، ميكلومين
  • ميلوكساكام / موبيك
  • نابوميتون / ريلافين
  • نابروكسين / أليف، أنابروكس، EC-نابروسين، نابريلان، نابروسين، ناكسين، سينفليكس
  • أوكسابروسين / دايبرو
  • بيروكسيكام / فيلدين، فيكسيكام
  • روفيكوكسيب / فيوكس
  • سالساليت / ديسالسيد، ساليفلكس
  • سولينداك / كلينوريل
  • تولمتين / تولكتين

مثبطات COX

تدفع الأدوية اللاستيروئيدية المضادة للالتهاب إلى محاربة الالتهاب جزئيا عبر إعاقة وظيفة أنزيم الأكسيجناز الدوري أو COX. ويفرز هذا الأنزيم مجموعة مواد كيميائية معروفة بالبروستاغلندين فتشكل جزءا من سلسلة معقدة من المشاكل المؤدية إلى الالتهاب. تعيق الأدوية اللاستيروئيدية المضادة للالتهاب وظيفة أنزيم COX مما يعني عدم إفراز البروستاغلندين وتثبيط الالتهاب. إلا أن البروستاغلندين المثير للالتهاب يشكل جزءا من عملية الترميم في المعدة. لذا، عندما نوقف إفراز البروستاغلندين، لا يتم معالجة التهيجات الخفيفة. هذا يزيد من نسبة الإصابة بالتهاب المعدة، التقرحات الهضمية والنزيف المعوي المعدي وهي الآثار الجانبية المشتركة للأسبيرين، الإيبوبروفين والأدوية اللاستيروئيدية المضادة للالتهاب الأخرى. في الماضي القريب، كان على المصابين بأمراض التهابية مزمنة مؤلمة مثل التهاب المفاصل أن يوازنوا حاجتهم إلى مراقبة الالتهاب مع احتمال وقوع آثار جانبية خطيرة في المعدة.

اكتشف العلماء فيما بعد وجود نوعين من أنزيم COX فأطلق عليهما اسم COX-1 و COX-2. يدخل الأول في عمليات الترميم العادية في المعدة أما الثاني فيتعلق بإنتاج الالتهاب. صنع الباحثون في تسعينات القرن الماضي أدوية تعزل COX-2 وتعيق إفرازها. تسيطر مثبطات COX-2 الانتقائية (الأسماء التجارية هي سيليبركس وفيوكس) على الألم والحرارة والتهاب المفاصل وعدد من الحالات الأخرى ولكن مع نسبة أقل من التهيج المعدي المعوي. ومع ذلك، يتسم استخدامها المنتشر بالسلبيات. هذه المثبطات الانتقائية مكلفة جدا. وتعارض شركات التأمين الصحي في دفع ثمنها. أظهرت دراسة أن روفيكوكسيب (فيوكس) يرفع معدل ضغط الدم. ووجدت دراسة أخرى أن الذين يتناولون فيوكس لمعالجة الالتهاب معرضون للإصابة بنوبة قلبية أكثر بحوالى أربعة أضعاف من هؤلاء الذين يتناولون دواء آخر لاستيروئيدي مضاد للالتهاب وهو النابروكسين. لا أحد يعلم ما إذا كان هذا الفرق بسبب مفعول النابروكسين الوقائي المدهش أو مفعول الروفيكوكسيب المضر ولكن الباحثين يدرسون الاحتمالين.

مفعول مضاد للالتهاب

تستخدم الأدوية اللاستيروئيدية المضادة للالتهاب للتخفيف من حدة الحمى والألم مهما كان السبب. يتناول الرياضيون هذه الأدوية قبل التمارين والمنافسات الرياضية وبعدها لتخفيف ألم العضلات والالتهاب اللذين يمكن أن ينتجا عن التمارين الرياضية القاسية. وتعتبر هذه الأدوية الدعامة الأساسية لمعالجة عدد من الأمراض المزمنة المرتبطة بالالتهاب مثل التهاب المفاصل الرثواني والذأب والحمى الرثوية والنقرس. للأسف، تؤمن الأدوية اللاستيروئيدية المضادة للالتهاب راحة مؤقتة من الالتهاب وليس الوقاية من تطور الأمراض. يخف الألم والالتهاب مع وجود هذه الأدوية في الجسم. ولكن سرعان ما يظهران من جديد ما إن تزول من الجسم عبر الكبد أو الكليتين.

مع الوقت، يضر الالتهاب بالجسم حتى في حال تناول الأدوية اللاستيروئيدية المضادة للالتهاب باستمرار. مثلا، مع مرور الوقت، يقضي التهاب المفاصل الرثواني على المفاصل ويؤدي إلى تشوهات حتى لو تم المحافظة باستمرار على معدل الأسبيرين أو أي دواء لاستيروئيدي آخر في الدم. لذا، مع أن هذه الأدوية مهمة لتلطيف الألم ومعالجة الالتهاب مؤقتا، إلا أن الاستراتيجية الأهم هي محاربة الالتهاب من جذوره. يجب إزالة العوامل التي تثير الالتهاب أو تزيد من حدته إن تم التعرف عليها. وإن لم تنفع التغييرات في أسلوب الحياة وإطراح المواد، يمكن إضافة أدوية أخرى تقي من الضرر المزمن.

لا تساعد الأدوية اللاستيروئيدية المضادة للالتهاب دائما في معالجة الأمراض المتعلقة بالالتهاب. فقد كان لها نتائج متفاوتة في محاربة التهاب المجرى الهوائي. يستفيد بعض مرضى الربو والتهاب الأنف من هذه الأدوية فيما يصاب آخرون بنوبات ربو بعد تناولها. لهذا السبب، يعتبر الأسبيرين دواء خطيرا جدا لحوالى 5% من المصابين بالربو. كما أن ردود الفعل الشبيهة بالأرج تجاه الأسبيرين شائعة جدا.

(ملاحظة: ليست الأدوية اللاستيروئيدية المضادة للالتهاب جميعها مسكنات. فالأسيتامينوفين مثل التايلنول والمسكنات الأخرى من غير الأسبيرين يخفف الألم والحمى ولكن مفعوله خفيف على الالتهاب.)

الأدوية اللاستيروئيدية المضادة للالتهاب وداء القلب

أظهرت عدة دراسات أن تناول حبة واحدة من الأسبيرين كل يوم يمكن أن يقلص نسبة الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. وذلك بسبب مفعول الأسبيرين القوي المضاد للالتهاب في الجسم كما أنه يعمل كمرقق للدم فيجعله أقل تكتلا. كذلك، يستخدم الأسبيرين لمعالجة النوبات القلبية ما إن تحصل. عند بدء النوبة القلبية، تقي حبة واحدة من الأسبيرين من الوفاة تقريبا بقدر مفعول الأدوية المأشوبة المثبطة للتجلط والعالية التكنولوجا والتي يمكن أن تكلف أكثر من 2000 دولار للجرعة الواحدة. (بالطبع إن مزيج الأسبيرين ومثبط التجلط أفضل من أن يكون كل على حدة). كذلك، تخفف الأدوية اللاستيروئيدية الأخرى من نسبة الإصابة بالنوبة القلبية بدرجات متغيرة ولكن لم يتم دراستها بشكل شامل كالأسبيرين.

أيجب أن يتناول الجميع حبة أسبيرين يوميا للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية؟

للأسف كلا، مما يجعل النصائح الفردية أكثر صعوبة. درس الباحثون مجموعة كبيرة من الأطباء لتحديد الآثار الوقائية للأسبيرين. فتناول نصف عدد الأطباء حبة أسبيرين يوميا فيما تناول النصف الآخر حبة سكر شبيهة بحبة الأسبيرين. أوقفت الدراسة في مرحلة مبكرة لأن التحليل الأولي أظهر، كما كان متوقعا، تعرض الأطباء الذين تناولوا الأسبيرين لنسبة أقل من النوبات القلبية إلا أن نسبة الوفاة في المجموعتين كانت نفسها! فقد كان الأشخاص الذين تناولوا الأسبيرين يوميا أكثر عرضة للوفاة من جراء سكتة نزفية (ناتجة عن نزيف في الدماغ بسبب خاصيات الأسبيرين المرققة للدم) بينما هؤلاء الذين لم يتناولوا الأسبيرين كانوا أكثر عرضة للوفاة من جراء نوبة قلبية. لم يقلص تناول حبة من الأسبيرين يوميا العدد الإجمالي من حالات الوفاة، إلا أنه غير نسبة حدوث الوفاة من جراء أسباب مختلفة.

بالطبع، يتعرض البعض لخطر الوفاة من جراء نوبة قلبية أكثر من غيرهم. فمثلا، إن الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم أو معدل الكولسترول والمدخنين والذين لديهم تاريخ عائلي في الإصابة بداء القلب جميعهم معرضون لخطر الإصابة بداء القلب أكثر من الشخص العادي. بالنسبة إلى هؤلاء، قد يستحق تناول حبة أسبيرين العناء لأن احتمال الوفاة من جراء نوبة قلبية قد يكون أكبر من احتمال الوفاة من جراء سكتة نزفية. فبالنسبة لهذه المجموعة من الأشخاص، يمكن أن تخفف حبة الأسبيرين يوميا خطر الإصابة بنوبة قلبية بنسبة 50%.

الأدوية اللاستيروئيدية المضادة للالتهاب وداء ألزهايمر

اكتشف العلماء الذين يحاولون الكشف عن أسباب داء ألزهايمر صدفة أن الأشخاص الذين يتناولون الأدوية اللاستيروئيدية معرضون لنسبة قليلة من خطر الإصابة بالداء. أظهرت دراسة جرت في هولندا أن الذين تناولوا الأدوية اللاستيروئيدية لسنتين أو أكثر خلال مدة الدراسة التي إمتدت من ست إلى ثماني سنوات سجلوا تحسنا ملموسا في داء ألزهايمر مقارنة مع الذين لم يتناولوا الأدوية. إن الناس الذين لم يتناولوا الأدوية اللاستيروئيدية المضادة للالتهاب معرضون للإصابة بداء ألزهايمر أكثر بخمسة أضعاف من الذين أخذوا الأدوية بشكل مكثف. فحتى تناول هذه الأدوية لفترة قصيرة قلص الخطر بنسبة 5%. لم تركز هذه الدراسة على نوع الأدوية المستعملة، لذا لا نعرف بعد الأدوية التي قد تكون أفضل من غيرها في تقليص نسبة الخطر.

ما إن يبدأ داء ألزهايمر، تصبح الأدوية اللاستروئيدية بلا جدوى. يعتقد الأطباء حاليا أن على الأشخاص الذين يودون الوقاية من داء ألزهايمر أن يتناولوا الأدوية اللاستيروئيدية المضادة للالتهاب لعدة سنوات قبل الإصابة بالخرف. في هذه الأثناء، تجري تجارب سريرية واسعة النطاق لتحديد مدى جودة الأدوية اللاستيروئيدية بالإضافة إلى فوائدها.

مكافحو الالتهاب

•  لا تتناول الأسبيرين أو الأدوية اللاستيروئيدية الأخرى بدون إستشارة طبيبك أو طبيب القلب. فكل شخص يختلف عن الآخر مثلما تختلف عوامل الخطر المختلفة المؤدية إلى داء القلب، السكتة، الحساسية أو الأمراض الأخرى. على الرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن الأسبيرين دواء مضر يباع بدون وصفة طبية، إلا أنه دواء فعال جدا يمكن أن يفيد أو يضر.

•  استشر طبيبك لمعرفة ما إذا كان يتوجب عليك تناول حبة أسبيرين يوميا للوقاية من النوبة القلبية خاصة إن كنت مدخنا، تعاني من ارتفاع معدل الكولسترول أو معدل ضغط الدم أو تبلغ ما فوق الأربع وأربعين من العمر.

•  إن كان داء ألزهايمر يسري في أسرتك، استشر طبيبك حول إمكانية انضمامك إلى إحدى الدراسات المستمرة التي تبحث عن الآثار الوقائية للأدوية اللاستيروئيدية المضادة للالتهاب أو وجوب البدء بتناول هذه الأدوية كجزء من خطتك الوقائية الشخصية.

•  إن قررت وطبيبك أن الأسبيرين أو أي دواء لاستيروئيدي آخر مناسب لك، احذر من الآثار الجانبية المحتملة. أوقف العلاج واتصل بطبيبك إن عانيت من ألم حاد في المعدة، رأيت دما في البراز، شعرت بنبضات سريعة في القلب، بصعوبة في التنفس، بضعف أو تعب.

•  على الرغم من أن مثبطات COX-2 الانتقائية أسهل على المعدة، إلا أنها قد تسبب مشاكل معوية معدية لدى البعض. أوقف العلاج واتصل بطبيبك إن شعرت بألم في المعدة بعد تناول هذه الأدوية.

الستيروئيدات القشرية

إنها أدوية ترتكز على هورمون الكورتيزون والهورمونات المثيلة. هذه الهورمونات التي تفرزها غدد الكظر الواقعة على رأس الكليتين، تنظم الأيض وتعتبر أساسية للبقاء على قيد الحياة. تثبط الأدوية الستيروئيدية القشرية الالتهاب مما يجعلها قيمة لمعالجة العديد من الأمراض. إلا أنها تثبط كذلك جهاز المناعة مما يعرض الأشخاص الذين يتناولونها للجراثيم.

يخفف الستيروئيد القشري من الالتهاب عبر تثبيط تكوين عدة أنواع من الخلايا المتعلقة بالالتهاب بما في ذلك معظم خلايا الدم البيضاء. مع علاج الستيروئيد، تنخفض معدلات دوران القعدات والخلايا اليوزينية (الحمضات) والوحيدات إلى 20 بالمئة فقط من كمياتها الطبيعية. أما خلايا T المساعدة، وهي نوع من اللمفيات التي تراقب العملية الالتهابية عبر إفراز السيتوكين فتنخفض كميتها بشكل ملفت.

إن تأثير الأدوية الستيروئيدية القشرية على تثبيط الخلايا اللمفية غاية في الفعالية لدرجة استعمالها لمعالجة الأورام الليفية وإبيضاض الدم اللمفي الحاد.

إن تأثير هذه الأدوية المضادة للالتهاب قوي جدا لدرجة أن الأطباء إعتقدوا ما إن إنتشرت الأدوية في السوق في الخمسينات من القرن الماضي أن علاجا اكتشف لكل داء متعلق بالالتهاب من الربو إلى التهاب المفاصل الرثواني. في الواقع، عندما بيعت هذه الأدوية في السوق، انخفضت حالات الوفاة من جراء الربو بنسبة 50%.

الأدوية السيروئيدية القشرية الشائعة

الدواء الجنيس / الأسماء التجارية

  • بكلوميثازون / بكلوفنت، فانسيناز، فانسيريل
  • بيتاميثازون / سيليستون، ديبروزون
  • كورتيزون / كوريفتون
  • ديكساميثازون / ديكادرون
  • فلونيسوليد / أيروبيد
  • فلوتيكازون / فلوناز، فلوفنت
  • هايدروكورتيزون / كورتيف
  • ميثيل بردنيسولون / سولو-ميدرول
  • بردنيسولون / بريلون
  • بردنيسون / دلتازون
  • تريامسينولون / أريستوكورت، أزماكورت، كينالوغ

ولكن سرعان ما تبددت الهالة التي أحاطت بالأدوية العجيبة الجديدة. لقد ثبت أنها خطرة جدا للاستعمال العادي. فعندما يتناول المرء الأدوية الستيروئيدية القشرية، يتأثر كل نسيج في الجسم بمفعولها. كما أن استعمالها لوقت طويل وبجرعات كبيرة يغير جذريا فيزيولوجية الشخص والمظهر الخارجي. إن الذين يتناولون جرعات كبيرة من هذه الأدوية لفترات طويلة يلاحظون تغيرا في وجوههم فتصبح مستديرة مثل البدر. كما أنهم يكسبون الوزن عند الجزع (السمنة الجذعية) فيما يصاب الذراعان والساقان بالهزال (ضمور شديد). وتصبح البشرة رقيقة وشاحبة والعضلات ضعيفة. ومع الاستعمال الدائم، تترقق العظام فيتكون داء تخلخل (ترقق) العظام ويحدث تكسر فيها. كذلك، ترتفع معدلات السكر في الدم وضغط الدم والكولسترول والشحميات لدى الشخص مما يسرع من الإصابة بالتصلب العصيدي. وقد تقع حالة من الذهان والاكتئاب لدى بعض المرضى. تتأخر عملية التئام الجروح  وقد تترسخ حالات العدوى الخطيرة.

تم اتخاذ عدد من الإجراءات لاستعمال هذه الأدوية بأمان. عادة، يسمح باستعمالها لفترة قصيرة وتكون آمنة. لذا، يتم استخدام الأدوية الستيروئيدية للسيطرة على عدد من الأمراض المرتبطة بالالتهاب مثل الربو، أنواع عديدة من الطفح الجلدي، داء كرون، التهاب المفاصل الرثواني، التهاب الأنف، التهاب الجيوب الأنفية، الذأب والتهاب القولون التقرحي. بعد التحكم بالداء، تخفض الجرعة تدريجيا إلى حدها الأدنى الذي يسيطر على الالتهاب. أحيانا، يتناول المرضى ستيروئيدا من وقت إلى آخر مما يقلل من الآثار الجانبية المضرة. وتقضي استراتيجية أخرى في إرسال الأدوية الستيروئيدية إلى الجزء السقيم من الجسم. يمكن استعمال الستيروئيد المستنشق لمعالجة الربو، والرذاذ الأنفي الستيروئيدي لمعالجة التهاب الجيوب الأنفية، والكريمات للبشرة بأمان، مع انخفاض كبير في الآثار الجانبية الجهازية. ويمكن حقن الستيروئيد في الأماكن الملتهبة من المفاصل كي تحصل هذه الأخيرة فقط على جرعة كبيرة.

إن اختراع الأدوية الستيروئيدية القشرية المستنشقة لمعالجة الربو أحدث ثورة في العلاج. يتم إستنشاق دواء يدعى موسع القصبات لتلطيف عضلات المجرى الهوائي الرقيقة وفتح المسالك التنفسية الضيقة. إلا أنه لا يخفف الالتهاب وقد يبدو أن هناك تحسنا في الربو ولكنه في الواقع يزداد سوءا. في بعض الحالات، تبين أن استعمال موسع القصبات يزيد نسبة الوفاة من جراء الربو. بالنسبة إلى قسم الطوارىء في المستشفى، إن منح حقنة من الميثيل بردنيسولون الستيروئيدي القشري الفعال لمصاب بنوبة حادة من الربو يقلل من احتمال إدخاله إلى المستشفى بنسبة 50%. يرسل الستيروئيد القشري المستنشق (مثل أزماكورت، فلوفنت وفانسيريل) إلى بطانة المجرى الهوائي ويجنب باقي أجزاء الجسم من الآثار الجانبية الحادة التي تحدث مع استعمال الستيروئيد الجهازي.

كذلك، أحدثت الأدوية الستيروئيدية القشرية ثورة في معالجة بعض حالات العدوى. غالبا ما ينتج الضرر بفعل العدوى عن الالتهاب الذي يسببه الجسم لمحاربة الجراثيم بدلا من أن تسببه الجراثيم بحد ذاتها. مثلا، يعتبر التهاب السحايا البكتيرية داء مهلكا ذا نسبة وفاة عالية وغالبا ما يصاب الناجون منه بضرر دائم في الدماغ. أظهرت دراسة أوروبية حديثة أن إعطاء الدكساميثازون الستيروئيدي القشري إلى البالغين المصابين بالتهاب السحايا في فترة مبكرة قبل أن يتسبب الالتهاب بالضرر، ضاعف احتمال البقاء على قيد الحياة. كذلك، كان المرضى الذين تلقوا الدكساميثازون أقل عرضة لتخرب الأعصاب الدائم. (بالطبع، يجب إعطاء المضادات الحيوية في الوقت ذاته لقتل الجراثيم المسببة للالتهاب.)

مكافح الالتهاب

•  يمكن أن تنقذ الأدوية الستيروئيدية القشرية حياة البعض من ذوي الحالات الخاصة إلا أن آثارها الجانبية مهلكة. يجب أن يحفظ استخدامها للحالات الخاصة تحت إشراف طبي دقيق. ولا تلعب دور العامل الوقائي ضد الأمراض المرتبطة بالالتهاب.

مضادات الهستامين

إن مضادات الهستامين عبارة عن أدوية تعيق مفعول الهستامين في الجسم. ويرتبط الهستامين وهو مادة كيميائية منيعة تتكون أصلا في الجسم، بمستقبلات موجودة على بعض خلايا الجسم. ما إن يرتبط الهستامين بخليته المستهدفة، يطلق آثار التهابية. أحيانا، تكون هذه الآثار ملائمة فتساعدنا على محاربة الجراثيم والطفيليات ومعالجة الأنسجة المتضررة. وفي أحيان أخرى، مثل عندما يتنشق المصابون بالحساسية غبار الرجيد، يسبب الهستامين الألم بدون آثار مفيدة.

في حالة الأرج الأنفي، يسبب الهستامين الأنف الراشح والعطس. ومع ردود الفعل الأرجية المضادة للتأق تجاه لدغة النحلة، يسبب إطلاق الهستامين القوي تزايد معدل نبضات القلب وانخفاض ضغط الدم مما يؤدي أحيانا إلى الصدمة أو الوفاة. كما يسبب إطلاق الهستامين في المعى انتفاخا في البطن، الغثيان، التقيؤ والاسهال. أما في البشرة، فينتشر الشرى أو غيره من أنواع الطفح الجلدي المثير للحكاك أو الأورام. وفي هذه الحالات، يجب إعاقة الخطورة عبر تناول مضادات الهستامين التي ترتبط بمستقبلات الهستامين فيتم إعاقة هذا الأخير وتحبط عملية إطلاق الآثار الالتهابية.

يتواجد الهستامين في أجزاء عديدة من الجسم. إنه ناقل عصبي في الجهاز العصبي المركزي؛ ويوجد في خلايا في المعى ويبلغ عن إطلاق حمض المعدة؛ كما أنه يلعب دورا في ترميم النسيج وشفاء الجروح. لحسن الحظ أن أدوار الهستامين المختلفة تشمل مستقبلات محددة كي لا تضطر مضادات الهستامين التي تعيق أثرا واحدا إلى إعاقة الآثار الباقية. يوجد مستقبل الهستامين H1 في الأوعية الدموية وعلى عضلات ملساء في المعى والمجرى الهوائي. أما الهستامين H2 فيقع في بطانة المعدة ويلعب دورا في إفراز الأحماض. تفيد مضادات الهستامين H1 في معالجة الشرى بينما تنفع مضادات الهستامين H2 في معالجة التقرحات المعدية المعوية من جراء إفراز الأحماض. تعيق مضادات الهستامين بشكل عام إحدى الخطوات المعقدة العديدة المؤدية إلى الالتهاب. مع أن دورها محدود، إلا أن هناك إرتياحا كبيرا من معاناة هذه الأعراض التي يحدثها الهستامين.

كان النعاس إحدى المشاكل التي تواجه مضادات الهستامين المستخدمة لمعالجة الأعراض الأرجية. والمشكلة حادة جدا لدرجة تسويق مضاد الهستامين ديفنهايدرامين (الاسم التجاري بينادريل) كدواء منوم (الاسم التجاري سومينكس). تنتقل معظم مضادات الهستامين إلى الدماغ وتعيق الهستامين هناك مما يسبب النعاس. تم تفادي هذا الأثر الجانبي مع تركيب مضادات لا تستطيع الوصول إلى الدماغ. إن مضادات الهستامين غير المهدئة مثل فيكسوفينادين (أليغرا)، لوراتدين (كلاريتين)، سيتيريزيدين (زيرتيك) ودسلوراتدين (كلارينكس) تلطف حالات الأنف الراشح والعطس بدون الشعور بالنعاس. يتوفر دواء الكلاريتين ومضادات الهستامين المحسنة لعارض النعاس بدون وصفة طبية.

مكافحو الالتهاب

•  لا سبب يدعو إلى المعاناة من أعراض الحساسية. استشر طبيبك لمعرفة نوع مضاد الهستامين المناسب لك.

•  إن كنت تتناول مضادا جديدا للهستامين، خذ الجرعة الأولى إن أمكن في وقت لا تضطر فيه إلى القيادة أو العمل على آلة ثقيلة. تختلف ردود الفعل تجاه مضادات الهستامين المختلفة من شخص إلى آخر. فالدواء الذي يمكن أن يتناوله شخص بدون أي مشكلة قد يسبب النعاس أو الدوار لشخص آخر. في الواقع، إن حوالى 1% من الذين يتناولون مضادات الهستامين “غير المسببة للنعاس” يشعرون حقيقة بالنعاس. ما إن تعلم ردة فعلك تجاه دواء معين، عندئذ تعلم الأوقات المناسبة لتناوله.

الستاتين

يشكل الستاتين مجموعة من الأدوية التي عرفت بقدرتها على تقليص كمية الكولسترول الكلية في الدم، تخفيف معدل البروتينات الشحمية المنخفضة الكثافة، و(إلى حد أدنى) زيادة معدل البروتينات الشحمية العالية الكثافة. اظهرت عدة دراسات أنه كلما إنخفض معدل الكولسترول مهما كان السبب، كلما قلت نسبة خطر الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية. بالنسبة إلى المصابين بمعدل مرتفع من الكولسترول، تتمثل المرحلة الأولى من العلاج في إتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة. إن اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضار وقليل السعرات الحرارية يمكن أن يخفف معدل الكولسترول وأحيانا بشكل جذري. كما ويفيد إضافة برنامج رياضي إلى النظام الغذائي.

غالبا ما يعطى أحد أدوية الستاتين للذين يعجزون عن تخفيض معدل الكولسترول عبر النظام الغذائي والرياضة فقط. تعمل أدوية الستاتين عبر تثبط أنزيم الردكتاز HMG-CoA الذي ينظم انتاج الكولسترول وعبر تحسين إزالة البروتينات الشحمية المنخفضة الكثافة من الدم. أظهرت دراسات علمية أن تناول أدوية الستاتين يخفف من خطر الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية لدى الذين لا يعانون حتى من ارتفاع في معدل الكولسترول. كما تبين أن ادوية الستاتين تخفض معدلات الكولسترول بنسبة تتراوح بين 15 و60% وتخفف من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والمشاكل القلبية الأخرى بحوالى الثلث. إن أدوية الستاتين المباعة بشكل شائع هي أتورفستاتين (ليبيتور)، سيريفستاتين (بايكول)، فلوفستاتين (ليسكول)، لوفاستاتين (ميفاكور)، برافاستاتين (برافاكول) وسيمفاستاتين (زوكور).

على الرغم من أن الكولسترول يشكل عاملا مهما في التسبب بداء القلب، إلا أننا نعلم الآن أن الالتهاب أكثر أهمية ويرتبط مباشرة بالتصلب العصيدي، النوبات القلبية والسكتات الدماغية. من المعلوم حاليا أن ادوية الستاتين تعيق الالتهاب وتثبط خطوات عديدة تسهم في تشكيل اللويحة العصيدية. إن إحدى الخطوات الأولى في تشكيل اللويحة هي تنشيط الخلايا البطانية أي طبقة الخلايا عند بطانة الأوعية الدموية. مهما كان سبب التنشيط مثل تدخين السجائر، تلوث الهواء الهبائي أو أي مهيج آخر، بإمكان أدوية الستاتين أن تعيق هذا التنشيط.

كما أن أدوية الستاتين تخفض معدلات بروتين C التفاعلي في الدم. يعتبر بروتين C التفاعلي واسمة التهابية ومن المعروف أن معدله يرتفع لدى مرضى داء الشريان التاجي غير المستقر. إن المصابين بمعدلات مرتفعة من بروتين C التفاعلي معرضون بنسبة متزايدة لخطر الإصابة بداء القلب. ويشكل المعدل المرتفع لهذا البروتين لدى المصابين بداء القلب مسببا فعالا للوفاة. إلا أن تناول أدوية الستاتين يقلص معدل البروتين التفاعلي والالتهاب ويقلل نسبة الوفاة من جراء داء القلب.

كذلك، يدرس علماء الطب أدوية الستاتين لمعرفة ما إذا كانت تخفف من الالتهاب في الأمراض الأخرى. أظهر الدكتور سكوت زامفيل في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وزملاؤه أن علاج الستاتين يمكن أن يساعد نموذجا من الفئران المصابين بالتصلب المتعدد وهو الداء المنيع للذات الذي يصيب الجهاز العصبي المركزي حيث يدمر الالتهاب فيه غلاف الميالين للخلايا العصبية. إن علاج الستاتين ليبيتور في الفئران حال دون الشلل أو شفاه. تؤخذ بعين الاعتبار عملية إجراء الدراسات على الرغم من عدم معرفة ما إذا كان المرضى سيستجيبون بالطريقة ذاتها.

استخدم العلماء في جامعة ميلانو رابط الالتهاب ليناقشوا حول استعمال أدوية الستاتين لمعالجة الذأب والتهاب المفاصل الرثواني. إن المصابين بهذه الأمراض معرضون لخطر متزايد من الإصابة بداء الشريان التاجي الذي لا يمكن عزو حدوثه إلى التدخين، معدل الكولسترول المرتفع أو المعالجة بالأدوية الستيروئيدية القشرية. يعتقد بان الخطر المتزايد يعود إلى الطبيعة الالتهابية لهذه الأمراض التي تؤثر في الشرايين التاجية. بما أن أدوية الستاتين تعيق الالتهاب في الشرايين التاجية، ربما يمكن أن تفيد في حالة التهاب المفاصل وحالات التهابية أخرى من التهاب المفاصل الرثواني. مع الوقت، سترسخ البحوث السريرية قيمة أدوية الستاتين في معالجة مجموعة أشمل من الأمراض الالتهابية.

لا شيء في الحياة بلا مخاطر، فيمكن أن يسبب تناول أدوية الستاتين بعض الآثار الجانبية. وتتواجد نسبة السمية في العضلات بنسبة قليلة لدى المرضى الذين يتناولون أدوية الستاتين. يجب أن يحذر هؤلاء من ألم العضلات، الأوجاع، الضعف أو الوهن ويستشيروا الطبيب فورا في حال ظهور هذه الأعراض. كما أن البول الداكن يمكن أن يكون إشارة على تخرب العضل الذي يحدث عندما يفرز العضل المتضرر الميوغلوبين وهو جزيء يحمل الحديد ويتم تفريغه في البول. ويمكن أن ترفع أدوية الستاتين كمية الأنزيمات في الكبد ولكن نادرا ما يحدث تخرب الكبد. تشمل الآثار الجانبية الأقل شيوعا لأدوية الستاتين الصداع، الطفح الجلدي وتوعك المعدة.

مكافحو الالتهاب

•  يتوجب على المصابين بمعدلات مرتفعة من البروتينات الشحمية المنخفضة الكثافة (LDL) و/أو نسبة عالية من بروتين C التفاعلي أن يفعلوا ما بوسعهم لتخفيض معدل هذه الواسمات عبر النظام الغذائي والرياضة.

•  خذ بعين الاعتبار تناول أدوية الستاتين إن لم يكن النظام الغذائي والرياضة كافيين لإعادة معدلات الكولسترول وبروتين C التفاعلي إلى المستوى الطبيعي. على الرغم من أن البعض يتجنبون تناول الأدوية، إلا أن أدوية الستاتين تنقذ الأرواح يوميا. تناولها إن قررت وطبيبك أنك بحاجة إليها.

•  على الرغم من أن بعض الأطباء المزاولين ينصحون الجميع بتناول ادوية الستاتين كدواء للوقاية العامة خاصة ما إن يبلغون الخامسة والأربعين من العمر، إلا أنه ما من معلومات تبرر استعمالها العادي. لا تتناول الأدوية “تحسبا” إن كان معدل الكولسترول وبروتين C التفاعلي ضمن المستوى الطبيعي.

•  يختبر البعض آثارا جانبية مزعجة عند تناول أدوية الستاتين. استشر طبيبك فورا في حال تناولت هذه الأدوية وشعرت بالم عضلي، ضعف أو وهن. غالبا ما يحدث ذلك في عضلات الفخذ ولكن يمكن حدوثه أيضا في أي جزء آخر من الجسم. استشر كذلك طبيبك إن أصبح لون البول أحمر أو زهريا مع تناول أدوية الستاتين.

مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين

الأنجيوتنسين عبارة عن جزيئات تفرزها الكليتان ويمكن أن ترفع ضغط الدم عبر تضييق الأوعية الدموية. من أحد العناصر الأساسية هو الأنزيم المحول للأنجيوتنسين الذي يحول النوع اللطيف من الأنجيوتنسين إلى نوع مضر. تعيق المثبطات هذا الأنزيم مما يعيق إنتاج هذا النوع المضر من الأنجيوتنسين حتى لا يرتفع ضغط الدم. أظهر مثبط الأنزيم راميبريل (ألتاس) أنه يخفض بشكل ملموس نسبة الوفاة والإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية لدى المرضى بدون حصول فشل في القلب. وبالإضافة إلى أثرها على ضغط الدم، يمكن أن تحسن هذه المثبطات وظيفة القلب لدى مرضى فشل القلب وتخفف من الإصابة بداء الكلية لدى المصابين بداء السكر.

إن الأنجيوتنسين نفسه الذي يسبب ارتفاع ضغط الدم يؤثر أيضا في العديد من وظائف الجسم الأخرى بما في ذلك الالتهاب، نمو الخلايا وتلفها والتجلط. لهذا السبب تتمتع هذه المثبطات بأثر وقائي ضد التصلب العصيدي. تعمل مجموعة أخرى من الأدوية تعرف بمحصر مستقبل الأنجيوتنسين، عبر إعاقة وظيفة الأنجيوتنسين بدلا من إعاقة إنتاجه. كما تخفض هذه الأدوية معدل ضغط الدم وقد يكون لها فائدة أشمل من مجرد تخفيض معدل ضغط الدم مع آثار جانبية أقل مما تسببها مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين.

مكافحو الالتهاب

•  توصف مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين بشكل عام للتحكم بضغط الدم. تشكل اختيارا جيدا لمراقبة ضغط الدم لدى المصابين بفشل القلب، داء السكر، داء الشريان التاجي، نوبة قلبية حديثة أو عوامل خطر مؤدية إلى الداء القلبي الوعائي.

•  قد تؤدي هذه المثبطات إلى سعال حاد يجعل من الصعب التكلم. ويمكن أن يحدث تورما في الشفتين، اللسان وأنسجة أخرى. وتشمل الآثار الجانبية الأخرى الاسهال، فقدان حاسة الذوق، الضعف أو التعب، الدوار أو العجز الجنسي (لدى الرجال). استشر طبيبك إن شعرت باي من هذه الآثار الجانبية مع تناول الدواء.

تأليف: د. ويليام جويل ميغز