اليود هو عنصر من املاح المعادن، ويحتاجه الجسم بكميات معتدلة ويحتوي جسم الانسان على مقدار يتراوح ما بين 10 إلى30 ملجرام من اليود (8 – 10 ملجم في الغدة الدرقية (اي حوالي 65%)، و 0.5 ملجم في العضلات والهيكل)، وهو يوجد بكميات صغيرة في الكبد، والمبايض والغدة الكظرية.
اليود عنصر كيميائي لا فلزي من عائلة الهالوجينات halogen group (الاستاتين والبروم والكلور والفلور) وهو أثقلها.
يظهر اليود على شكل مادة صلبة ذات لمعة سوداء مائلة الى الزرقة ورائحة مثيرة نافذة عند درجة الحرارة العادية، أما عندما يتعرض للحرارة فإنه يتسامى sublimation (يتحول) من حالة الصلابة الى الحالة الغازية.
قصة اكتشاف اليود
ترجع قصة اكتشاف عنصر اليود على يد كورتوا إلى سنة 1811، الذي اكتشف وجوده في الطحالب وهي قريبة من عائلة الفوكس (نبات دجري) وكان عند اكتشافه بنفسجياً، ولذلك أطلق عليه «فيوليه أي أن يود» أي بنفسجي غامق، حيث أن لون غبار اليود ارجواني، ومن هنا أتت كلمة اليود من كلمة يونانية تعني “ارجواني”
وظائف اليود
- لابد منه لانتاج هرمون الثيروكسين الذي تفرزه الغدة الدرقية (إن اليود ضروري لسلامة الغدة الدرقية، فنقصه يؤدي إلى تضخمها)
- ينظم عملية النمو ووظيفة الاعصاب (له دور مهم في نمو الجهاز العصبي) والعضلات وعملية تحويل الطاقة وتسريع عملية الاستقلاب (يساعد اليود على أيض (حرق) الدهون الزائدة)
- يلعب دوراً اساسياً في نمو الجنين، لذلك هو ضروري للنمو و التطور الجسدي والعقلي
- يساهم في ميكانيزم أكسدة الخلايا على مستوى الكبد في إنتاج الكرات الحمراء
- ضروري للمحافظة على النسيج الضام في الجسم الذي يكون الاوتار والاربطة ويضم الانسجة بعضها لبعض
مصادر اليود
- من الاسماك نذكر: التونة، الرنجة أو الرنكة، السردين، السلمون، الغيدس، الحذوق، الاسقمري المدخن، بلح البحر، الكركند، الربيان و التروتة بالإضافة إلى المحارات و الاخطبوط والطحالب و الاعشاب البحرية مثل الاعشاب السمراء و منها طحلب دلسي وطحلب توري والفقوس
- من الفواكه نذكر: الاناناس و المشمش
- من الخضراوات نذكر: الخس، اللوبيا، الفجل، اللفت و الجرجير
- كما يوجد اليود في حليب الام، الجبنة، اللبن، الزبادي، الحليب، البيض
نقص اليود يؤدي إلى:
- تضخم الدرقية (من اعراض التضخم: التعب، الاحباط، فقدان الذاكرة، الضعف، زيادة الوزن، امساك، عصبية، سقوط الشعر، جفاف الجلد)
- التخلف العقلي نتيجة النمو العصبي غير الكافي (عند الاطفال)، وموت الجنين أو تشوهات خلقية فيه عند الولادة
- هناك ارتباط وثيق بين نقص اليود و سرطان الثدي
الافراط في تناول اليود يؤدي إلى:
- إرهاق الغدة الدرقية
- طفح جلدي
- تقرحات بالفم
- تورم الغدد اللعابية
- الاسهال
- القيء
نقص اليود و قصور الغدة الدرقية
إحذر من الإكثار من التناول النيء لـ نباتات العائلة البراسيكية فالكرنب أو القرنبيط أو الخردل أو اللفت أو السبانخ أو الخوخ أو الكمثرى تعيق دخول اليود إلى الغدة الدرقية، كما تقلل من النشاط الحيوي لليود داخل الجسم، وفي النهاية ستقل الإستفادة منه.
الكمية التي يحتاجها الجسم من اليود يومياً (للذكور والاناث) حسب منظمة الصحة العالمية WHO
- منذ الولادة إلى تمام السنة 50 ميكروغرام
- من 1- 6 سنوات 90 ميكروغرام
- من 7 – 10 سنوات 120 ميكروغرام
- من 11 – 18 سنة 150 ميكروغرام
- المرأة الحامل 175 ميكروغرام
- المرأة المرضعة 200 ميكروغرام
تناول الأطعمة الغنية باليود
اليود هو أحد المعادن الضرورية لعمل الغدة الدرقية، يوجد بشكل أساسي في المحيطات وبكميات متفاوتة في تربات العالم. وللتأكد من حصول الجميع على القدر الكافي من هذا المعدن المهم، زود ملح الطعام به منذ عشرينيات القرن الماضي. إذن حين تضيف الملح لطعامك، أنت تستخدم الملح المزود باليود (وليس الملح الطبيعي أو ملح البحر، والذي يقل في نسبة اليود بحوالي ستين مرة)، وإذا علمنا أن البوتاسيوم هو ثاني أخطر أسباب القتل الغذائية في العالم، إلا أن الملح اليودي يجب اعتباره من الأطعمة المعالجة.
وهناك مصدران لليود من الأطعمة النصف معالجة: المأكولات البحرية والألبان. (يرشح اليود إلى الحليب من الكيماويات المطهرة التي تحتوي على اللبن والتي تستخدم لتطهير حلمات البقر لمنع التهابات الضرع). وأكثر الأطعمة الغير معالجة التي يتركز فيها اليود أعشاب البحر، والتي تحوي يود المأكولات البحرية دون الملوثات الذائبة في الدهون والتي تتراكم عبر السلسلة الغذائية البحرية.
إن الخضراوات البحرية هي تلك النباتات الخضراء الداكنة النامية أسفل الماء. وأنا أشجعك على اكتشاف طرق لدمج هذه النباتات في طعامك. النسبة المناسبة من اليود يوميًّا هي ١٥٠ ميكروجرامًا، وهي الكمية التي يمكنك الحصول عليها من ورقتي نوري Nori، وهو عشب بحري يستخدم في صنع السوشي. يمكنك الآن أن تجد في المتاجر كل أشكال المسليات من الأعشاب البحرية، لكن معظمها، إن لم تكن كلها، مضاف إليه إضافات محسوبة على طائفة الأطعمة المعالجة. ولذلك أشتري النوري الخالي من أية إضافات وأتبلها بنفسي بدهانها بعصير الزنجبيل المخلل ورشها بقليل من مسحوق الوسابي Wasabi قبل تحميصها في درجة حرارة 148 درجة مئوية لمدة خمس دقائق.
إن رش نصف ملعقة صغيرة من مسحوق الأرامي أو الدولسي (أعشاب بحرية) على الأطباق التي تعدها يزودك بحاجتك اليومية من اليود. ويباع الدولسي في رقائق بنفسجية ليس عليك سوى هزها فوق طعامك. لكني أحذر من الهيجيكي (يُسمى كذلك هيزيكي)، وذلك لاكتشاف تلوثه بالزرنيخ. كذلك أحذر من الكيلب، والذي يحتوي على نسبة يود أكبر من اللازم؛ مجرد نصف ملعقة من الكيلب تتجاوز بك الحد الأقصى اليومي من اليود. وللسبب ذاته، لا يجب أن تعتاد تناول أكثر من خمسين ورقة من النوري أو أكثر من ملعقة من الأرامي أو الدولسي يوميًّا. فالإفراط في تناول اليود قد يؤدي إلى فرط نشاط في الغدة الدرقية.
كلمة أخيرة بشأن اليود: على الرغم من أن الناس الذين يتحاشون تناول المأكولات البحرية ومنتجات الألبان لا يعانون اختلالات في وظيفة الغدة الدرقية، فأنا لا أريد ترك ذلك للمصادفة خلال فترة الحمل، حيث اليود شديد الأهمية لنمو سليم لمخ الجنين. وأنا أتفق مع توصية الجمعية الأمريكية للغدة الدرقية بأن على كل الحوامل والمرضعات في أمريكا الشمالية تناول فيتامينات ما قبل الحمل والتي تحوي ١٥٠ ميكروجرامًا يوميًّا من اليود.