زائر
أعظم 5 تلسكوبات على مدى التاريخ
د.ليلى صالح العلي
لربما ولدت دراسة الفلك عندما نظر أسلافنا للسماء في الليل، وحاولوا فهم ما كانوا يرون، وقد ابتدعوا قصصًا وخرافات لأنماط التقطتها أعينهم من بين عدد لا نهائي من النقاط، والحزم الزئافة التي كانوا يرونها في السماء المعتمة. حاول آخرون منذ ذلك الحين توسيع فهم الإنسان للكون المحيط بهم ابتداءً من الجو المحيط بالأرض، وصولاً إلى بعد ما لا يحصى من السنين الضوئية، ولكن يظهر أنه كلما ازداد فهم الإنسان ظهرت تساؤلات وزاد تعطشه لتطوير، وتحسين أفضل أداة بيد الفلكيين، ألا وهي التلسكوب، وعند الوصول إلى غاية أي تلسكوب جديد، سواء كان مجرد مقرب بسيط أو مرصدًا فضائيًا، فإن العلماء والباحثين يبدأون العمل على تطوير وضع ما هو أكثر مقدرة، وأكثر فرادة ولم يسبق له مثيل، وهناك تلسلوكبات كانت فعلاً مبتكرة في تصميمها وروعة في عملها، مما جعلها متميزة بين زحام من الإنجازات.
وقد قامت spae.m بمساعدة ولاس تاكر المتحدث باسم مرصد الأشعة السينية تشاندرا في كامبرج في ولاية ماساتشوسيتس الأمريكية باختيار أعظم خمسة تلسكوبات في التاريخ، بالطبع هناك عدة معايير يمكن استعمالها عند وضع هكذا قائمة، لكننا اخترنا قائمتنا بالاعتماد على مستوى تقدمها التقني.
وقد تخالفنا الرأي في اختيارنا، وبكل صراحة لم يكن ذلك سهلاً فقد كان علينا أن نستبعد بعض التلسكوبات التي ساعدت في حدوث ثورة فلكية، وفي التقنيات التي استعملتها، رغم ذلك إليكم قائمتنا:
أولاً: عدسة غاليليو المقربة بيتية الصنع Gaie's hmemade spygass:
لم يخترع غاليليو التلسكوب، ولكن بالتأكيد شخّص أنه تم ابتكار شيء عظيم، فالتلسكوب الذي تعرف غاليليو عليه ظهر عام 1608 في هولندا وانتشر خبره في كل أوروبا وسمع به غاليليو في إيطاليا في العام الذي تلاه؛ ولأنه كان غير قادر على شرائه فقد عمل على فيزياء بصرياته وصمم وصقل بنفسه عدسته المقبة، والتي لم تتجاوز قوة تكبيرها ثلاث مرات، وتمكن من خلال شهرين من تحسينها إلى عشرين مرة، فتمكن من تفحص القمر، وشاهد أن مجرة درب التبانة تتألف من نجوم كثيرة، واكتشف أربعة أقمار حول كوكب المشترى.
نشر غاليليو مشاهداته ومكتشفاته في مطبوع سماه "رسول نجمي (Sidees Nnis Massege)". تلا ذلك اكتشافه لأطوار كوكب الزهرة، وحلقات كوكب زحل وكان أول من رصد البقع الشمسية.
واستنادًا إلى بعض مشاهداته، برهن غاليليو أن كووبرنيكوس كان على صواب عندما قال: إن الشمس هي المركز الذي تدور حوله الأجرام السماوية، وليست الأرض، سمحت الكنيسة الكاثوليكية له في البداية أن يذكر نتائجه باعتبارها فرضيات رياضية، لكنها بحلول عام 1633 أجبرته على الإقامة الجبرية في البيت إلى أن توفي بعد ذلك بتسع سنوات.
نتيجة لفضوله ولشجاعته وتحديه فقد عبّد تلسكوب غاليليو المتواضع الطريق إلى الفلكيين، المهنيين منهم والهواة، وهو سبب وجود هذه القائمة.
ثانيًا: تلسكوب هيل ذو قطر 200 إنج في مرصد بالمور:
حصل غاليليو على اكتشافاته باستعمال تلسكوبه الذي لم يكن قطر عدسته الشيئية يتجاوز السنتيمترات الخمسة (إنجين)، رغم ذلك فقد كان الفلكيون مدركين أنهم محتاجون إلى عينية أكبر للنظر إلى التركيب الأساسي للكون خارج مجرة درب التبانة بناءً على ذلك، فإن جورج إيليري هيل Gege Eey Hae، صمم وضع تلسكوبًا ذا قطرة 200 إنج (5 أمتار) في مرصد بالمور في مقاطعة سان دييغو في ولاية كاليفورنيا، وفي حينها كانت أكبر عينية تلسكوب هي 100 إنج لتلسكوب هوكر في مرصد ولسن وكان في كاليفورنيا أيضًا ومن تصميم هيل أيضًا.
ميزات تلسكوب هيل الرئيسية هي طبعًا مرآته الشيئية بقطر 200 إنج، وقد عرف هيل أن هكذا مرآة ستزن 20 طنًا، وأنها كي تكون مفيدة يجب أن تصنع من مادة لا تتمدد أو تتقلص بشكل ملموس بتغير درجات الحرارة، وحيث سينصب التلسكوب على قمم الجبال في بالمور، فإن درجات الحرارة تتغير بشكل كبير خلال اليوم، فقرر هيل استعمال مادة البايركس، وهي زجاج مقاوم للحرارة، كان حديث الاكتشاف حينها، وعند تصنيعها عام 1934، تطلب تبريدها ثماية اشهر، وتم نقلها بالقطار من مكان مصنع الزجاج في ولاية نيويورك إلى مصنع في باسيدينا في كاليفورنيا، حيث صقلت ولمعت، وبسبب الحرب العالمية الثانية لم تكتم المرآة وترسل إلى بالمور إلا بعد 12 عامًا، وكانت تزن 14.5 طن، ولم يعش المصمم ليرى تلسكوبه مكتملاً، ومات قبل عشر سنوات من تسمية التلسكوب باسمه عام 1948م تشريفًا له.
ويقول ولاس تاكر المتحدث العلمي في مرصد الأشعة السينية تشاندرا في ولاية ماساتشوسيتس إن هيل فاتته كذلك اكتشافات عظيمة حصل عليها فلكيون بواسطة هذا التلسكوب والتي فتحت المجال لفهم النجوم الزائفة، ومجرات الكون المختلفة.
وبكلام أدق تحقق العلماء أن النجوم الزائفة هي نجوم قوية جدًّا، لكنها أجسام بعيدة جدًّا، وإن الكون فعلاً يتمدد كما قال إدوين هابل، بقى هذا التلسكوب لمدة 40 سنة، يحمل شرف أنه أكبر تلسكوب عاكس في العالم، وحتى يومنا هذا فإن بصرياته تجعله أحد أفضل التلسكوبات في العالم وتقنيته مدهشة.
يتبع..
د.ليلى صالح العلي
لربما ولدت دراسة الفلك عندما نظر أسلافنا للسماء في الليل، وحاولوا فهم ما كانوا يرون، وقد ابتدعوا قصصًا وخرافات لأنماط التقطتها أعينهم من بين عدد لا نهائي من النقاط، والحزم الزئافة التي كانوا يرونها في السماء المعتمة. حاول آخرون منذ ذلك الحين توسيع فهم الإنسان للكون المحيط بهم ابتداءً من الجو المحيط بالأرض، وصولاً إلى بعد ما لا يحصى من السنين الضوئية، ولكن يظهر أنه كلما ازداد فهم الإنسان ظهرت تساؤلات وزاد تعطشه لتطوير، وتحسين أفضل أداة بيد الفلكيين، ألا وهي التلسكوب، وعند الوصول إلى غاية أي تلسكوب جديد، سواء كان مجرد مقرب بسيط أو مرصدًا فضائيًا، فإن العلماء والباحثين يبدأون العمل على تطوير وضع ما هو أكثر مقدرة، وأكثر فرادة ولم يسبق له مثيل، وهناك تلسلوكبات كانت فعلاً مبتكرة في تصميمها وروعة في عملها، مما جعلها متميزة بين زحام من الإنجازات.
وقد قامت spae.m بمساعدة ولاس تاكر المتحدث باسم مرصد الأشعة السينية تشاندرا في كامبرج في ولاية ماساتشوسيتس الأمريكية باختيار أعظم خمسة تلسكوبات في التاريخ، بالطبع هناك عدة معايير يمكن استعمالها عند وضع هكذا قائمة، لكننا اخترنا قائمتنا بالاعتماد على مستوى تقدمها التقني.
وقد تخالفنا الرأي في اختيارنا، وبكل صراحة لم يكن ذلك سهلاً فقد كان علينا أن نستبعد بعض التلسكوبات التي ساعدت في حدوث ثورة فلكية، وفي التقنيات التي استعملتها، رغم ذلك إليكم قائمتنا:
أولاً: عدسة غاليليو المقربة بيتية الصنع Gaie's hmemade spygass:
لم يخترع غاليليو التلسكوب، ولكن بالتأكيد شخّص أنه تم ابتكار شيء عظيم، فالتلسكوب الذي تعرف غاليليو عليه ظهر عام 1608 في هولندا وانتشر خبره في كل أوروبا وسمع به غاليليو في إيطاليا في العام الذي تلاه؛ ولأنه كان غير قادر على شرائه فقد عمل على فيزياء بصرياته وصمم وصقل بنفسه عدسته المقبة، والتي لم تتجاوز قوة تكبيرها ثلاث مرات، وتمكن من خلال شهرين من تحسينها إلى عشرين مرة، فتمكن من تفحص القمر، وشاهد أن مجرة درب التبانة تتألف من نجوم كثيرة، واكتشف أربعة أقمار حول كوكب المشترى.
نشر غاليليو مشاهداته ومكتشفاته في مطبوع سماه "رسول نجمي (Sidees Nnis Massege)". تلا ذلك اكتشافه لأطوار كوكب الزهرة، وحلقات كوكب زحل وكان أول من رصد البقع الشمسية.
واستنادًا إلى بعض مشاهداته، برهن غاليليو أن كووبرنيكوس كان على صواب عندما قال: إن الشمس هي المركز الذي تدور حوله الأجرام السماوية، وليست الأرض، سمحت الكنيسة الكاثوليكية له في البداية أن يذكر نتائجه باعتبارها فرضيات رياضية، لكنها بحلول عام 1633 أجبرته على الإقامة الجبرية في البيت إلى أن توفي بعد ذلك بتسع سنوات.
نتيجة لفضوله ولشجاعته وتحديه فقد عبّد تلسكوب غاليليو المتواضع الطريق إلى الفلكيين، المهنيين منهم والهواة، وهو سبب وجود هذه القائمة.
ثانيًا: تلسكوب هيل ذو قطر 200 إنج في مرصد بالمور:
حصل غاليليو على اكتشافاته باستعمال تلسكوبه الذي لم يكن قطر عدسته الشيئية يتجاوز السنتيمترات الخمسة (إنجين)، رغم ذلك فقد كان الفلكيون مدركين أنهم محتاجون إلى عينية أكبر للنظر إلى التركيب الأساسي للكون خارج مجرة درب التبانة بناءً على ذلك، فإن جورج إيليري هيل Gege Eey Hae، صمم وضع تلسكوبًا ذا قطرة 200 إنج (5 أمتار) في مرصد بالمور في مقاطعة سان دييغو في ولاية كاليفورنيا، وفي حينها كانت أكبر عينية تلسكوب هي 100 إنج لتلسكوب هوكر في مرصد ولسن وكان في كاليفورنيا أيضًا ومن تصميم هيل أيضًا.
ميزات تلسكوب هيل الرئيسية هي طبعًا مرآته الشيئية بقطر 200 إنج، وقد عرف هيل أن هكذا مرآة ستزن 20 طنًا، وأنها كي تكون مفيدة يجب أن تصنع من مادة لا تتمدد أو تتقلص بشكل ملموس بتغير درجات الحرارة، وحيث سينصب التلسكوب على قمم الجبال في بالمور، فإن درجات الحرارة تتغير بشكل كبير خلال اليوم، فقرر هيل استعمال مادة البايركس، وهي زجاج مقاوم للحرارة، كان حديث الاكتشاف حينها، وعند تصنيعها عام 1934، تطلب تبريدها ثماية اشهر، وتم نقلها بالقطار من مكان مصنع الزجاج في ولاية نيويورك إلى مصنع في باسيدينا في كاليفورنيا، حيث صقلت ولمعت، وبسبب الحرب العالمية الثانية لم تكتم المرآة وترسل إلى بالمور إلا بعد 12 عامًا، وكانت تزن 14.5 طن، ولم يعش المصمم ليرى تلسكوبه مكتملاً، ومات قبل عشر سنوات من تسمية التلسكوب باسمه عام 1948م تشريفًا له.
ويقول ولاس تاكر المتحدث العلمي في مرصد الأشعة السينية تشاندرا في ولاية ماساتشوسيتس إن هيل فاتته كذلك اكتشافات عظيمة حصل عليها فلكيون بواسطة هذا التلسكوب والتي فتحت المجال لفهم النجوم الزائفة، ومجرات الكون المختلفة.
وبكلام أدق تحقق العلماء أن النجوم الزائفة هي نجوم قوية جدًّا، لكنها أجسام بعيدة جدًّا، وإن الكون فعلاً يتمدد كما قال إدوين هابل، بقى هذا التلسكوب لمدة 40 سنة، يحمل شرف أنه أكبر تلسكوب عاكس في العالم، وحتى يومنا هذا فإن بصرياته تجعله أحد أفضل التلسكوبات في العالم وتقنيته مدهشة.
يتبع..
التعديل الأخير بواسطة المشرف: