د. ابو سهيل
طبيب
طلاب الطب
إن المفتاح السحري وبيت القصيد في إعداد الطبيب الداعية هو عزة طالب الطب بدينه، اعتزازه بالإسلام ، ومعرفة أن عليه واجبات محتمة المعرفة والأداء، يعرف واجبه بوجوب الإتقان و الإخلاص و التعبّد لله بطلب هذا العلم فإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، يعلم يقيناً أنه متى ما أخلص النية لله وقصد وجهه و طلب رضاه وسخر موقعه في الدعوة إليه ؛ تيسرت له الأمور من حيث لا يحتسب وبورك له في أوقاته وأعماله وعلمه ورفعت درجاته في عليين بل وطرح له القبول عند أهل الأرض والسماء!!.. ، فهو مأجور مادام يطلب العلم لله ولم ينسَ الله ساعة ..!!
يجب على طالب الطب أن يخلص في طلب علم الطب، وأن يُتقِن في التعلّم و التّطبيق ، و يواكب آخر المستجدّات العلمية مهما نال من الدّرجات العلميّة، فالله سبحانه وتعالى يقول : ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) (المجادلة:11) ، فالطبيب المتقن المتبحّر في علمه ، واسع الإطّلاع لا شكّ مقدّم على غيره، متميزٌ أيّما تميّز ، كلمته مسموعة، ورأيه محلّ قبول، و إبداعه وتفوقه أداة دعوة خيرٍ في المؤتمرات المحليّة والمحافل العالمية.
هاهما المفتاحان .. الإتقان و الإخلاص والنزاهة في طلب العلم .. و الاعتزاز بالإسلام و الحفاظ عليه والنهل من علومه قدر الاستطاعة للقيام بواجب الدعوة المحتم على كل من تسمّى باسم الإسلام ..!!
إن الذي يعيش لنفسه دون أن يفكر بمن حوله، دون أن يضع أمامه أهدافاً دعوية طامحة، دون أن يفرغ نفسه ساعة في الأسبوع لطلب علم شرعي وحفظ وجه من القرآن، و دون أن يفكّر في مشاريع تخدم الإسلام من خلال هذا العلم الذي أنعم الله عليه به ؛ قد يعيش مستريحا ، ولكنه يعيش صغيراً ويموت صغيراً ، فأما الكبير الذي يحمل هذا العبء الكبير ((همّ الدعوة )) فماله والنوم ؟ ، وماله والراحة ؟، ماله والفراش الدافئ؟ ، والعيش الهادئ والمتاع المريح ؟ .ولقد عرف رسولنا صلى الله عليه وسلم حقيقة الأمر وقدره ، فقال لأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها : ((مضى عهد النوم يا خديجة )).. ،و نحن نقول : (( مضى عهد النوم يا طلبة الطب )).
وحتى لا تكون كلماتنا وطموحنا مجرد فقاعات طائرة .. سرعان ما تنفجر مخلفة في الفراغ لا شيء ؛ كان لزاماً على الطلاب والطالبات أن يوطّنوا أنفسهم على عدة أمور وأن يرسموا الأهداف و يخطونّ الطريق للوصول للصورة المثالية للطبيب المسلم الداعية:
1- أحوج ما يحتاجه طالب الطب قدوة ناطقة ، صادقة مع الله و مع نفسها ، متقنة مخلصة في عملها ، تنطق بعطائها أفعالها، و تخطّ أخلاقها وهمّتها العالية درب طموحه ، فيستيقظ المارد العملاق ويرى هذا النموذج المبهر فيكون الاقتداء هو الأمل ومن أجله العمل.
2- الدعوة إلى الله على بصيرة واجب خاصة في حالته و في المجتمع الذي يخالط، يخالط الكبير والصغير، البرّ والفاجر، المسلم والكافر، ولكل هؤلاء طريقة في الدعوة و بوابة للإصلاح الذي يبدأ من نفسه أولاً فيكون قدوة في تعاملاته وأخلاقه ، وكما ذكر أحد الدعاة فهناك عوامل مهمة لبناء شخصية الداعية ومنها:
أولا: إصلاح النفس وتربيتها على الإيمان والتقوى؛ فإن الداعية يدعو بعمله قبل أن يدعو بقوله، وهو عرضة لآفات عدة، فما لم يكن متسلحاً بسلاح التقوى فلن يستطيع أن يقوم بالواجب على الوجه الذي ينبغي.
ثانيا: لابد من تنقية النفس من الصفات المذمومة، كالعجلة والسفه والطيش والجبن والبخل والكسل وغيرها من الصفات.
ثالثا: أن يتعلم العلوم الشرعية التي يحتاجها، والعلم الشرعي درجات ورتب متفاوتة، وكل يأخذ منه بحسب ما آتاه الله من حرص وقدرة، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.
رابعا: أن يتعلم ويتقن المهارات الاجتماعية التي تعينه على بناء علاقة جيدة مع الناس، وتجعله شخصية محبوبة.
خامسا: أن يتعلم المهارات الدعوية، كمهارة الحوار، والإقناع، والتأثير و الاتصال... وغيرها.
سادسا: أن يتعلم ويتقن الوسائل الدعوية التي تعينه على إيصال رسالته الدعوية للناس.
سابعاً: أن يتعلم المهارات الشخصية التي تعينه على تنظيم حياته ووقته بما يخدم دعوته، كإدارة الوقت، وإدارة الاجتماعات...ونحو ذلك.
ومن المصادر التي تعينه على تعلم وإتقان هذه المعارف والمهارات: مصاحبة أهل العلم والدعاة إلى الله عز وجل، والمشاركة في الأعمال الدعوية والتدرب عليها، وزيارة المؤسسات الدعوية، والالتقاء بأصحاب التجارب الدعوية والإفادة من تجاربهم، والقراءة فيما سطره الدعاة إلى الله قديما وحديثا.
ومما ينبغي أن يعلم أن الدعوة مراتب ودرجات، وكل مسلم يستطيع أن يدعو بحسب ما آتاه الله تعالى، فاحرص على بلوغ المراتب العالية، لكن لايصدك عن الدعوة استصعاب الطريق واستطالته، فابذل جهدك وطاقتك، وفي الوقت نفسك احرص على الارتقاء بمهاراتك وقدراتك.
3- دعوة زملاء الدراسة .. فما أجملها والله من دعوة .. دعوة المشفق على صاحبه ورفيقه في الدراسة .. المحب له في الله ..، نعم.. ستكسب الأمة فرداً عاملاً وطبيباً مسلماً داعية ..ليتعلم طالب الطب فنون الحوار والدعوة .. وليقتدي بالمربين الفضلاء والدعاة البشوشين ومن سبقه من الأطباء الدعاة أصحاب الأخلاق الرفيعة والضمائر النزيهة .. فالدعوة إلى الله عز وجل ليست مقصورة على مجتمع بذاته بل هي في كل زمان ومكان ولا انقطاع عنها بحال من الأحوال وقد كان يوسف عليه السلام داعية حتى في سجنه..
نقل ذلك أبوسهيل الحلبي بتصرف من مقالة
إلى الطبيب وطالب الطب كيف تخدم الإسلام؟
ندى بنت عبد العزيز محمد اليوسفي
إن المفتاح السحري وبيت القصيد في إعداد الطبيب الداعية هو عزة طالب الطب بدينه، اعتزازه بالإسلام ، ومعرفة أن عليه واجبات محتمة المعرفة والأداء، يعرف واجبه بوجوب الإتقان و الإخلاص و التعبّد لله بطلب هذا العلم فإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، يعلم يقيناً أنه متى ما أخلص النية لله وقصد وجهه و طلب رضاه وسخر موقعه في الدعوة إليه ؛ تيسرت له الأمور من حيث لا يحتسب وبورك له في أوقاته وأعماله وعلمه ورفعت درجاته في عليين بل وطرح له القبول عند أهل الأرض والسماء!!.. ، فهو مأجور مادام يطلب العلم لله ولم ينسَ الله ساعة ..!!
يجب على طالب الطب أن يخلص في طلب علم الطب، وأن يُتقِن في التعلّم و التّطبيق ، و يواكب آخر المستجدّات العلمية مهما نال من الدّرجات العلميّة، فالله سبحانه وتعالى يقول : ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) (المجادلة:11) ، فالطبيب المتقن المتبحّر في علمه ، واسع الإطّلاع لا شكّ مقدّم على غيره، متميزٌ أيّما تميّز ، كلمته مسموعة، ورأيه محلّ قبول، و إبداعه وتفوقه أداة دعوة خيرٍ في المؤتمرات المحليّة والمحافل العالمية.
هاهما المفتاحان .. الإتقان و الإخلاص والنزاهة في طلب العلم .. و الاعتزاز بالإسلام و الحفاظ عليه والنهل من علومه قدر الاستطاعة للقيام بواجب الدعوة المحتم على كل من تسمّى باسم الإسلام ..!!
إن الذي يعيش لنفسه دون أن يفكر بمن حوله، دون أن يضع أمامه أهدافاً دعوية طامحة، دون أن يفرغ نفسه ساعة في الأسبوع لطلب علم شرعي وحفظ وجه من القرآن، و دون أن يفكّر في مشاريع تخدم الإسلام من خلال هذا العلم الذي أنعم الله عليه به ؛ قد يعيش مستريحا ، ولكنه يعيش صغيراً ويموت صغيراً ، فأما الكبير الذي يحمل هذا العبء الكبير ((همّ الدعوة )) فماله والنوم ؟ ، وماله والراحة ؟، ماله والفراش الدافئ؟ ، والعيش الهادئ والمتاع المريح ؟ .ولقد عرف رسولنا صلى الله عليه وسلم حقيقة الأمر وقدره ، فقال لأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها : ((مضى عهد النوم يا خديجة )).. ،و نحن نقول : (( مضى عهد النوم يا طلبة الطب )).
وحتى لا تكون كلماتنا وطموحنا مجرد فقاعات طائرة .. سرعان ما تنفجر مخلفة في الفراغ لا شيء ؛ كان لزاماً على الطلاب والطالبات أن يوطّنوا أنفسهم على عدة أمور وأن يرسموا الأهداف و يخطونّ الطريق للوصول للصورة المثالية للطبيب المسلم الداعية:
1- أحوج ما يحتاجه طالب الطب قدوة ناطقة ، صادقة مع الله و مع نفسها ، متقنة مخلصة في عملها ، تنطق بعطائها أفعالها، و تخطّ أخلاقها وهمّتها العالية درب طموحه ، فيستيقظ المارد العملاق ويرى هذا النموذج المبهر فيكون الاقتداء هو الأمل ومن أجله العمل.
2- الدعوة إلى الله على بصيرة واجب خاصة في حالته و في المجتمع الذي يخالط، يخالط الكبير والصغير، البرّ والفاجر، المسلم والكافر، ولكل هؤلاء طريقة في الدعوة و بوابة للإصلاح الذي يبدأ من نفسه أولاً فيكون قدوة في تعاملاته وأخلاقه ، وكما ذكر أحد الدعاة فهناك عوامل مهمة لبناء شخصية الداعية ومنها:
أولا: إصلاح النفس وتربيتها على الإيمان والتقوى؛ فإن الداعية يدعو بعمله قبل أن يدعو بقوله، وهو عرضة لآفات عدة، فما لم يكن متسلحاً بسلاح التقوى فلن يستطيع أن يقوم بالواجب على الوجه الذي ينبغي.
ثانيا: لابد من تنقية النفس من الصفات المذمومة، كالعجلة والسفه والطيش والجبن والبخل والكسل وغيرها من الصفات.
ثالثا: أن يتعلم العلوم الشرعية التي يحتاجها، والعلم الشرعي درجات ورتب متفاوتة، وكل يأخذ منه بحسب ما آتاه الله من حرص وقدرة، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.
رابعا: أن يتعلم ويتقن المهارات الاجتماعية التي تعينه على بناء علاقة جيدة مع الناس، وتجعله شخصية محبوبة.
خامسا: أن يتعلم المهارات الدعوية، كمهارة الحوار، والإقناع، والتأثير و الاتصال... وغيرها.
سادسا: أن يتعلم ويتقن الوسائل الدعوية التي تعينه على إيصال رسالته الدعوية للناس.
سابعاً: أن يتعلم المهارات الشخصية التي تعينه على تنظيم حياته ووقته بما يخدم دعوته، كإدارة الوقت، وإدارة الاجتماعات...ونحو ذلك.
ومن المصادر التي تعينه على تعلم وإتقان هذه المعارف والمهارات: مصاحبة أهل العلم والدعاة إلى الله عز وجل، والمشاركة في الأعمال الدعوية والتدرب عليها، وزيارة المؤسسات الدعوية، والالتقاء بأصحاب التجارب الدعوية والإفادة من تجاربهم، والقراءة فيما سطره الدعاة إلى الله قديما وحديثا.
ومما ينبغي أن يعلم أن الدعوة مراتب ودرجات، وكل مسلم يستطيع أن يدعو بحسب ما آتاه الله تعالى، فاحرص على بلوغ المراتب العالية، لكن لايصدك عن الدعوة استصعاب الطريق واستطالته، فابذل جهدك وطاقتك، وفي الوقت نفسك احرص على الارتقاء بمهاراتك وقدراتك.
3- دعوة زملاء الدراسة .. فما أجملها والله من دعوة .. دعوة المشفق على صاحبه ورفيقه في الدراسة .. المحب له في الله ..، نعم.. ستكسب الأمة فرداً عاملاً وطبيباً مسلماً داعية ..ليتعلم طالب الطب فنون الحوار والدعوة .. وليقتدي بالمربين الفضلاء والدعاة البشوشين ومن سبقه من الأطباء الدعاة أصحاب الأخلاق الرفيعة والضمائر النزيهة .. فالدعوة إلى الله عز وجل ليست مقصورة على مجتمع بذاته بل هي في كل زمان ومكان ولا انقطاع عنها بحال من الأحوال وقد كان يوسف عليه السلام داعية حتى في سجنه..
نقل ذلك أبوسهيل الحلبي بتصرف من مقالة
إلى الطبيب وطالب الطب كيف تخدم الإسلام؟
ندى بنت عبد العزيز محمد اليوسفي