إن السلس البولي ظاهرة مرضية عالية الانتشار بالرغم من أن الكثيرين لا يعلنون عنها بسبب الخجل الشديد الذي تحدثه هذه الحالة.
وتصل نسبة السلس البولي إلى 18% عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 - 50 سنة وهي النسبة التي يندرج عمرك (18 سنة) تحتها.
وتزداد هذه النسبة فيمن تجاوز عمرهم الستين فتكون 30% وتزداد النسبة عند الشيوخ والعجزة الذين يحتاجون إلى عناية، والذين يكوّنون نسبة تصل إلى الـ 60% من المصابين بالسلس البولي.
أما عن أسباب السلس البولي فهي كثيرة ويمكننا حصرها في الآتي:
1 - الحوادث: إن الإصابات في الرأس والنخاع الشوكي تؤدي في كثير من الأحيان إلى سلس بولي، وذلك بسبب الشلل الذي يصيب المثانة البولية؛ كما يكون السلس على شكل زخّات بسبب تشنّجات في المثانة البولية يصاحبها العجز عن السيطرة الإرادية على هذه التشنجات أو التقلصات.
2 – هناك أمراض الشيخوخة في الجهاز العصبي، أو مرض الباركنسيون وغيره.
3 – تضخّم البروستاتة: إن الرجال الذين يتقدمون باتجاه الستين من العمر تبدأ غدة البروستاتة لديهم بالتضخم، فيحدث ذلك التضخّم اضطرابا يترافق في بعض الأحيان مع السلس البولي.
4 – وهن عضلات الحوض عند النساء: فعملية الحمل والولادة تتسبّب في وهن عضلات الحوض عند النساء؛ تلك العضلات التي تمسك بالمثانة البولية، والأعضاء التناسلية الداخلية للرحم، وتمنعها من الانزلاق من مكانها الطبيعي.
إنّ تراخي هذه العضلات يحدث هبوطاً في المثانة البولية مترافقاً مع سلس بولي جهدي، أي عند القيام بالجهد والسعال والعطاس، وكذلك عند الضحك يخرج البول بشكل مفاجئ وبغير إرادة مسبباً الإحراج الشديد للمرأة.
5 - تمزّق الولادة: في بعض الأحيان تصاب المرأة بتمزّق عند الولادة أو الجراحة، فينشأ ممر مباشر ما بين المثانة البولية والأعضاء التناسلية فيخرج البول من هذا الممر إلى الخارج.
لذا لا بد من معرفة السبب أولا قبل التفكير في التمارين الخاصة بسلس البول لوصف العلاج اللازم.
فالعلاج بالعقاقير، والعلاج الفيزيائي والعلاج بالجراحة كلها حلول متاحة وهناك بالفعل تمارين تساعد على تقوية عضلات حوض المرأة، كذلك يوجد بعض الأجهزة الإلكترونية التي تساعد على تقوية عضلات الحوض فتخفّف من عملية الهبوط في المثانة البولية.
ولا يمكننا أن نجزم بأن التمارين وحدها هي العلاج النهائي بالنسبة لك. فكما ذكرت لا بد أولا من تحديد السبب.
وهذه التمارين تعمل عن طريق تقوية التحكم الإرادي بالعضلة العانية العصعصية التي تحتوي على نهايات عصبية تتحكم في جريان البول، وتقويتها تساعد على تحسين أو منع سلس البول عند النساء والرجال.
وتعرف بتمارين كيجل Kegel وتتم هذه التمارين بالتحكم في تقلص العضلة ويتم عمل التمرين من 10 إلى 15 مرة تباعا، يكرر ذلك 3 مرات يوميا.
بعد شهرين إلى ثلاثة شهور تتحسن القوة العضلية المحيطة بالمهبل والإحساس بالتحكم بها.
وفي النهاية أذكرك بأهمية معرفة سبب السلس البولي لديك قبل اتباع أي نوع من هذه العلاجات.