الأدوية التي تستخدم لإيقاف الولادة المبكرة+المشكلات التي تواجه الطفل الخديج

زائر
الأدوية التي تستخدم لإيقاف الولادة المبكرة

هناك العديد من الأدوية التي تستخدم لإيقاف الولادة المبكرة عند حدوثها ويعتبر عقار الريتودرين (يوتوبار) أكثرها شيوعاً. يعتبر عقار الريتودرين فعالاً لإيقاف الطلق والولادة إذا كان عنق الرحم لم يتم توسعه لأكثر من 3سم ويعطى عن طريق الحقن المستمر بالوريد، كما انه قد يستخدم أحياناً في حالات توسع عنق الرحم لاكثر من 3سم وذلك لإعطاء فرصة لإبرة الكورتيزون لافراز السرفاكتانت بعد حقنها بأربع وعشرين ساعة. يعتبر الصداع والخفقان (سرعة نبضات الأم) من أهم الآثار الجانبية التي قد تعاني منها الحامل التي تعطى عقار الريتودرين لذلك يجب متابعة هؤلاء السيدات بقياس النبض والضغط بصورة مستمرة.
ويؤدي إعطاء عقار الريتودرين نادراً عند استخدامه لإيقاف الولادة المبكرة لدى الحوامل بالتوأم مع إبرة الكورتيزون إلى ضيق التنفس وأحياناً تجمع السوائل في رئة الحامل وفي النادر جداً الوفاة لذلك يجب التأكد من عدم وجود خلل في وظائف قلب الحامل قبل إعطاء هذين العقارين في نفس الوقت للحوامل بأكثر من جنين واحد.
قد يستخدم عقار الريتودرين أحياناً عن طريق الفم (الحبوب) ولكنه ليس فعالاً مثل الحقن بالوريد حيث ان الحقن هي الطريقة المثلى لاستخدامه. يجب أيضاً الحيطة عند استخدام هذا العقار لدى مريضات السكر.. لا توجد أي آثار جانبية على الجنين من استخدام الرديتودرين.
- عقار الاندوميثاسين وهو على شكل تحاميل شرجية أو حبوب تعطى للحامل عند الولادة المبكرة ويستخدم عادة بعد الاسبوع ال 30من الحمل ويعتبر ذا فائدة كبيرة لإيقاف الولادة المبكرة في حالة حمل التوأم والحمل بأكثر من جنين وذلك لانه يؤدي إلى خفض كمية السائل السلوي الذي قد تكون مصاحبة لحمل التوأم. ولكن من الآثار الجانبية لهذا الدواء عند استخدامه بجرعات عالية لدى الحوامل هو بقاء القناة الوريدية مفتوحة (دكتس ارتريوسس) لدى المولود مما قد يحتاج أحياناً إلى اجراء اغلاق لهذه القناة بواسطة الليزر إذا طال بقاؤها مفتوحة. كما ان من الآثار الجانبية الاخرى هو انخفاض جريان الدم لكلية الجنين والحامل وهذا يحدث نادراً عند استخدامه بجرعات عالية جداً، يعتبر الاندوميثاسين فعَّالاً جداً لإيقاف الولادة المبكرة مما يتيح الفرصة لإعطاء إبرة الكورتيزون وافراز مادة السرفاكتانت في رئة الجنين وبالتالي حمايته.
- عقار الاتوسيبان (التراكتوسيل) وهو احدث عقار فعال لإيقاف الولادة المبكرة ويستخدم عن طريق الحقن بالابر ولا توجد له آثار جانبية تذكر على الحامل أو الجنين ولكنه غالي الثمن وأصبح متوفراً بكميات قليلة في بعض مستشفيات المملكة نظراً لكونه حديثاً ولارتفاع سعره ولكنه الأكثر فاعلية في إيقاف الولادة المبكرة.

المشكلات التي تواجه الطفل الخديج
(المولود قبل دخول الشهر التاسع من الحمل)
هناك العديد من المشكلات التي تواجه الطفل الخديج التي قد تؤثر على حياته أحياناً خصوصاً عند حدوث الولادة بشكل باكر جداً أي قبل الاسبوع 30من الحمل - أي منتصف الشهر السابع. من أهم هذه المشكلات هي ضائقة الوليد أو ضيق التنفس وصعوبته لدى الجنين الناتج عن عدم وجود كمية كافية من مادة السرفاكتانت في رئة الجنين.
تعتبر مادة السرفاكتانت مهمة جداً في الساعات والايام الاولى من الولادة حيث ان حويصلات رئة الجنين تبقى مفتوحة عند وجود هذه المادة وفي حالة عدم وجودها أو نقصها فإن رئة الجنين تتقلص وتنكمش مما يؤدي إلى صعوبة التنفس أو الاختناق، وتعطى إبرة الكوريتزون للحامل عند حدوث الولادة المبكرة كما ذكرنا سابقاً، كما ان هذه المادة متوفرة أيضاً وتعطى للمولود أحياناً عن طريق القصبة الهوائية في بعض الحالات ولكنها غالية الثمن.
من الجدير ذكره ان الحوامل المصابات بمرض السكر يكونون أكثر عرضة لحدوث ضائقة الوليد أو الاختناق لمواليدهن وذلك لأن النقص في مادة السرفاكتانت لديهن أكبر من غيرهن.
- النزيف داخل الدماغ يعتبر من أهم المشكلات خطورة على حياة المولود الخديج ويكون احتمال حدوث النزيف داخل الدماغ للمولود الخديج أكبر كلما كانت فترة الحمل أقصر أي كلما كان وزن المولود أصغر. كما ان احتمال حدوث النزيف داخل الدماغ أكبر عند حدوث ضائقة الوليد والاختناق لدى المولود قد يؤدي إعطاء إبرة الكورتيزون للحامل عند اشتباه الولادة المبكرة إلى خفض نسبة حدوث النزيف داخل الدماغ. توجد عدة درجات من النزيف داخل الدماغ وتزداد نسبة تأثير هذا النزيف على حياة المولود الخديج وسلامة نموه الدماغي على كمية هذا النزيف حيث ان النزيف الكبير داخل الدماغ قد يؤدي إلى الوفاة أو التخلف العقلي أو الاعاقات لدى المولود، ويمكن اكتشاف النزيف بواسطة الأشعة الصوتية لدماغ الجنين ومتابعة تطوره ولكن للاسف لا يوجد علاج للحد منه أو من آثاره على دماغ الجنين.
- التهاب أمعاء المولود النافر ويسمى (نك) (NE) نادراً ما يؤدي هذا الالتهاب الناخر لامعاء المولود إلى الوفاة وتتم عادة معالجته بالطرق الاحتياطية وقد يستدعي الأمر أحياناً إلى اجراء عملية لاستئصال الجزء المتنخر من أمعاء المولود لانقاذ حياته.
- هناك بعض المشكلات التي تواجه المولود الخديج في العناية المركزة مثل تعرضه للالتهابات والتسمم الدموي أو الالتهاب الرئوي أو الصفار (اليرقان) نتيجة عدم اكتمال وظائف الكبد لديه أو بقاء القناة الوريدية مفتوحة كما ذكرنا سابقاً وتعتبر هذه المشكلات عادة ثانوية ومن الممكن علاجها، كما انها لا تؤثر على حياة المولود المستقبلية حيث ان حياة الخديج تكون مهددة كما ذكرنا بثلاث مشكلات سبق ذكرها بصورة رئيسية (ضائقة الوليد - الاختناق، النزيف الدماغي، الالتهاب المعوي النافر).
- تحدث أحياناً بعض المشكلات للمولود نتيجة بقائه في العناية المركزة لفترة طويلة أهمها هو العمى الناتج عن تليف الأغشية خلف عدسة العين، وهذا يحدث نتيجة استخدام نسبة عالية من الاكسجين لفترة طويلة لعلاج ضيق التنفس لدى المولود، ومن المشكلات الاخرى المزمنة التي قد تؤثر على المولود الخديج هو استمرار ضيق التنفس والحاجة إلى استخدام الأكسجين لفترة طويلة بعد خروج الطفل من العناية المركزة.
- من أهم الأشياء التي يجب على الأم مراعاتها بعد خروج المولود من العناية المركزة هو المحافظة عليه من البرد حيث من المعروف أن المواليد الخدج يكونون أكثر عرضة لانخفاض درجة حرارة الجسم وبالتالي الالتهابات الرئوية المتكررة. كما يجب متابعة نمو المولود ووزنه ونوعية غذائه حتى يتم التحاقه بأقرانه. كما يعتبر حليب الأم أفضل غذاء للمواليد الخدج لذلك ننصح المرأة التي حدثت لديها ولادة مبكرة باستمرار المحافظة على ادرار الحليب لديها حتى يتم خروج المولود من العناية المركزة، كما يمكنها استخدام مضخة الحليب وتجميع الحليب لاعطائه للمولود في العناية المركزة في حالة امكانه حتى لو عن طريق الأنبوب داخل الفم حتى تنضج قدرة الجنين على الرضاعة المباشرة من الثدي.
- قد يستمر وجود المولود الخديج داخل العناية المركزة لحديثي الولادة لعدة أشهر وذلك يعتمد على مدة الحمل ووقت الولادة ووزنه ووجود أي مضاعفات مثل السابق ذكرها، وقد تصل تكلفة بقاء المولود داخل العناية المركزة من 3- 6آلاف ريال يومياً ولا يتم خروج المولود من العناية المركزة حتى تكتمل قدرته على التنفس بصورة طبيعية من الهواء العادي وتكتمل قدرته على الرضاعة، اما من الثدي أو الرضاعة ويصل وزنه إلى 2كيلو جرام على الأقل.
- يكون ذكاء المولود الخديج مساوياً لاقرانه غالباً إذا لم يحدث لديه أي نزيف دماغي، اما في حالة حدوث النزيف الدماغي فإن نسبة الذكاء تعتمد على درجة النزيف الدماغي وموقعه. ولا يمكن الحكم على ذلك في بعض الأحيان حتى يصل الطفل إلى عمر 6سنوات ويتم التحاقه بالمدرسة.
- من أجل هذه الاسباب يجب متابعة الحمل منذ البداية لمعرفة عوامل الخطورة لحدوث ولادة مبكرة وأخذ الاحتياطات اللازمة للتقليل منها.