الاستشفاء البيئى في مصر

زائر
اليوم نكمل بقية رحلة العلاج من مرض الصدفية
ويقوم الاستاذ الدكتور هاني الناظر بشرح اهمية العلاج البيئي

العلاج البيئى:
وهو ما يعرف بالاستشفاء البيئى أى العلاج باستخدام العوامل الطبيعية وبدون أدوية وهو أحدث ما توصل غليه خبراء المركز القومى للبحوث خلال عامي 1992 – 1993م.
ويعتبر هذا الأسلوب العلاجي هو أفضل الطرق المستخدمة لعلاج الصدفية حيث أنه يعطى نتائج عالية للغاية وفى مدة تتراوح فى حدود الأربعة أسابيع ، ومن أهم مميزات هذه الطريقة العلاجية أنه لا توجد له أى آثار جانبية على الإطلاق.
وبالتالى فإنه لا خوف من إتباع هذا العلاج الآمن ، كذلك فإنه تلاحظ أن نسبة ظهور المرض مرة أخرى بعد الشفاء منخفضة كما إنه حتى فى حالة ارتداد المرض فإنه يظهر بصورة أقل كثير مما كان عليه من قبل العلاج. ويتم العلاج بنظام الاستشفاء البيئي عن طريق قيام المريض بالاستحمام فى مياه البحر بمنطقة سفاجا ثم التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية مرتين يومياً الأولى بعد شروق الشمس والثانية قبل الغروب حيث تتوافر الأشعة فوق البنفسجية طويلة الموجة والمعروفة بتأثيرها الفعال فى علاج الصدفية. ويتم هذا النظام من خلا برنامج علاجي يومي يتم تحديده بمعرفة الطبيب المعالج. ويختلف هذا البرنامج حسب لون الجلد وطبيعة البشره كذلك شدة المرض وسن المريض.
**أهمية العلاج بنظام الاستشفاء البيئي:
1- خالي من استخدام الأدوية والعقاقير والكيماويات.
2- ليس له أى آثار جانبية ضارة.
3- يعطى نتائج عالية للغاية فى فترة قصيرة بالمقارنة بنتائج استعمال الأدوية سواء موضعية أو داخلية.
4- إتقان وسهولة اتباع العلاج بدون أى تجهيزات خاصة.
5- انخفاض نسبة ارتداد المرض مرة أخرى بالمقارنة بالأدوية.

سفاجا مركزاً عالمياً لعلاج الصدفية

فى أواخر الثمانينات رصد المسؤولين بمنطقة البحر الأحمر ظاهرة ملفتة للنظر ، حيث لاحظوا أن العديد من الأجانب القادمين للسياحة فى خليج سفاجا لممارسة هوايات الغطس ويعانون من مرض الصدفية الجلدية اختفى المرض من أجسامهم بعد قضائهم فترات تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بالمنطقة . وقام هؤلاء المسئولين ينقل هذه الملاحظة إلى وزارة البحث العلمي لدراستها. فأصدر وزير البحث العلمى آنذاك فى أوائل التسعينات قراره بتشكيل فريق طبي متخصص من أساتذة المركز القومى للبحوث لكشف أسرار هذه الظاهرة الفريدة.

المؤتمرات العالمية تشيد بالعلاج بسفاجا

فى سبتمبر من عام 1996 عقد بالقاهرة المؤتمر الدولى لجراحات الجلد تحت رعاية الأستاذ الدكتور ، وزير الصحة ، حيث ناقش العديد من الأبحاث الطبية الحديثة فى مجال الأمراض الجلدية وكان من بينها علاج الصدفية بنظام الإستشفاء البيئى ، وأشاد العلماء المشاركون بهذا الأسلوب العلاجى الفعال، وفى عام 1997 عقدت الجمعية الطبية الكويتية مؤتمراً عالميا بالكويت لمناقشة الجديد فى الطب حيث تم عرض النتائج الباهرة لعلاج الصدفية بسفاجا ، وفى سنة 1998 عقدت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع هيئة اليونسكو مؤتمراً عالمياً بمدينة فينسيا بإيطاليا وبناءً على دعوة إدارة المؤتمر تم تقديم عرضاً متكاملاً لتلك الأبحاث ونتائجها ، وكان من نتيجة ذلك أن صدر كتاباً من المنظمة وضع منطقة سفاجا على الخريطة العلاجية العالمية للصدفية.

وفى ألمانيا تأسست جميعة أطلق عليها الجمعية الألمانية المصرية لعلاج الصدفية بسفاجا ويشرف على هذه الجمعية مجموعة من أطباء الجلد الألمان والذين يقومون بانتقاء حالات الصدفيه الشديدة وارسالها إلى مصر للعلاج بسفاجا بنظام الإستشفاء البيئى بصورة منتظمة تحت رعاية الأطباء والممرضين المصريين . كما أن كبرى مراكز علاج الصدفية بإيطاليا وروسيا والدول الأوروبية ترسل أيضاً مرضاها للعلاج بسفاجا.

لماذا سفاجا؟

ويتبادر للذهن دائماً سؤال ، لماذا منطقة سفاجا بالذات دون غيرها تصلح لعلاج الصدفية، ويجييب الدكتور هانى الناظر على هذا موضحاً أن منطقة سفاجاً تقع علىخليج مائى محاط بمجموعة من الجزر والشعب المرجانية ، مما ينتج عنه انخفاض فى سرعة تيار المياه بالمنطقة مما يؤدى إلى زيادة نسبة الملوحة بالمياه كما أن كميات الشعب المرجانية الهائلة بالمنطقة تمثل مصدراً طبيعياً لتلك الأملاح والمعادن ، مما ينتج عنه فى النهاية نسبة ملوحة عالية تصل إلى أكثر من 55 جزء فى المليون ، وهذه الملوحة تمثل العامل الأول فى العلاج ، أما العامل الثانى فيتمثل فى أشعة الشمس فوق البنفسجية التى تسقط بكميات هائلة على سطح الارض فى تلك المنطقة والذى يرجع لكون المنطقة محاطة تماماً بمجموعة من الجبال الشاهقة الارتفاع والتى تكون حائط صد طبيعى ضد الرياح المحملة بالأتربة وذرات الرمال ، مما ينتج عنه خلو المنطقة من تلك الشوائب العالقة بالجو ، وكما هو معروف علمياً فإن وجود تلك الشوائب يعمل على امتصاص وانكسار الأشعة فوق البنفسجية وبالتالى فإن عدم وجودها ينتج عنه نقاء الجو تماماً فتكون المحصلة كميات كبيرة من الآشعة فوق البنفسجية تسقط على المنطقة ، يضاف إلى ذلك فان مياه سفاجا الهادئة والخالية من الأمواج تعمل كسطح عاكس مثل المرآة لأشعة الشمس وبالتالى نجد كميات مضاعفة من تلك الآشعة تصل إلى الشاطئ ، كل تلك العوامل البيئية من ملوحة المياه وآشعة الشمس تكون العلاج الفعال لمرض الصدفية بالمنطقة.


سفاجا والبحر الميت

وعلى مستوى العالم نجد أن علاج الصدفية بنظام الاستشفاء البيئى يتم فى منطقتين فقط هما سفاجا والبحر الميت ، لكن هناك فروق كبيرة بين المنطقتين تجعل سفاجا هى المكان الأفضل بلا نزاع ، فالبحر الميت نخفض عن سطح البحر بحوالى 400متر ، مما ينتج عنه تغيير فى الضغط الجوى مما يؤثر بالسلب على مرضى الصدفية الذين يعانون من اضطرابات فى القلب أو ضغط الدم أو تصلب الشرايين ، فى حين أن سفاجا فى مستوى سطح البحر وبالتالى لا خوف عليهم، كذلك نجد أن الشمس تسطع طوال العام فى منطقة سفاجا فى حين أنها تغيب عن البحر الميت فى الفترة من أكتوبر وحتى مايو من كل عام وبالتالى تضيع هنا فرص العلاج فى تلك الفترة بإعتبار أن الشمس عامل أساسى فى العلاج ، يضاف على تلك العوامل عام هام وهو خلو البحر الميت من الحياة البحرية وارتفاع ملوحته بشكل غير عادى مما يؤثر على الحالة النفسية للمرضى عكس ما نجده تماماً فى البحر الأحمر من تنوع مظاهر الحياة ، البحرية والبيئية مما يؤثر بالايجاب على الحالة النفسية لمريض الصدفية والتى هى عامل هام وأساسى فى الإصابة والشفاء يتبقى بعد ذلك أن مصاريف الإقامة والعلاج بسفاجا أقل بكثير جداً بالمقارنة بتلك فى منطقة البحر الميت والتى تبلغ أرقاماً فلكية تزيد على امكانيات العديد من المرضى.


سفاجا تستقبل المرضى من كل أنحاء العالم

ومنذ عام 1995 بدأت مدينة سفاجا فى إستقبال مئات المرضى من داخل مصر وخارجها ويأتى كل عام إلى المنطقة حوالى 2000 مريض فى المتوسط ، وقد حدث تطوراً هائلاً فى مدينة سفاجا فى الآونة الأخيرة بعد الأهتمام الكبير الذى أولاه اللواء سعد أبو ريدة محافظ البحر الأحمر لموضوع الاستشفاء لمرضى الصدفية والسياحة العلاجية حيث تم تزويد المدينة بكل الخدمات وتحديث مرافقها المختلفة بما يتناسب مع حركة السياحة العلاجية المتزايدة عام بعد عام وأصبح هناك مراكز للأستشفاء تستقبل هؤلاء المرضى ، كما أنه من المتوقع أن تتزايد اعداد تلك المراكز فى الاعوام القادمة لمواكبة هذه الحركة الوافدة ، حيث يبلغ عدد مرضى الصدفية فى أوروبا وحدها حوالى 27 مليون مريض منهم 4 مليون فقط فى ألمانيا أما على مستوى العالم العربى فيوجد حوالى 55 ألف مريض فى السعودية وحوالى 16 ألف مريض بالكويت وتزداد الأعداد بشكل أكبر كثير فى سوريا ولبنا. وفى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا يصل العدد إلى حوالى 6 مليون مريض.