زائر
الاكتئاب أخطر أمراض العصر
تؤكد احصائيات منظمة الصحة العالمية ان عدد المصابين بالاكتئاب في العالم يقدر بحوالي 500 مليون مكتئب! والاكتئاب يعتبر من أهم وأخطر مشكلات الإنسان في عصرنا الحالي ذلك أن التطور الحضاري ،
الهائل لم يتمكن من وضع حد لمعاناة الإنسان، الذي توقع أن يجد في هذا التطور الحل لكل مشكلاته ولكن العكس تقريبا هو الذي حدث، فقد شهد العصر الحديث إزديادا في معاناة الإنسان، حتى لم يعد بوسعه التوافق مع النفس من ناحية والإستمتاع بالحياة من ناحية أخرى وقد أدى ذلك إلى ظهور أمراض نفسية كثيرة، ومنها: مرض الاكتئاب الذي يتزايد إنتشاره بصورة خطيرة جدا مخيفة للغاية! حيث يوضح د. لطفي الشربيني عبر كتابه الجديد الاكتئاب اخطر امراض العصر أن أي إنسان منا قد يتملكه في وقت من الاوقات شعور بالحزن والضيق أو أننا نشعر أحيانا باضطراب يمنعنا من ممارسة أنشطة الحياة المعتادة كالعمل وتناول الطعام وزيارة الأصدقاء، كل هذه العلامات هي في الغالب دلالة على الاكتئاب النفسي، غير أن هناك خطأ شائعا نقع فيه جميعا حين نتوقع أن الشخص الذي يعاني من الاكتئاب لابد أن تبدو عليه علامات الحزن بصورة واضحة للجميع، والحقيقة أن الحزن وحده ليس دليلا على الاكتئاب أو مرادفا لوجود هذا المرض في كل الأحيان .. لكن الاكتئاب له مظاهر وعلامات أخرى، لعل من أهمها الميل إلى العزلة وقلة النشاط وعدم الاقبال على الحياة بصفة عامة. ويلاحظ على مرضى الاكتئاب أنهم يميلون إلى اليأس وعدم الاقبال على القيام بأي عمل وبطء الحركة، ويشمل ذلك هبوط وظائف الجسم الحيوية أيضا يتكلم المريض بصوت منخفض ونبرة حزينة ولا يتحدث بصورة تلقائيه، ويرد بصعوبة على الآخرين إذا طلب منه ذلك ويخلو التعبير المصاحب للكلام من الإيماءات والإشارات التي تصاحب عادة الحديث مع الآخرين. والمظهر العام للشخص في حالة الاكتئاب يتميز بفقدان الحيوية يبدو في تعبيرات الوجه الحزن واليأس . ويبدو ذلك على الجبهة في صورة المظهر المقطب، وتكون نظرات العين إلى أسفل وتسدل الجفون، وإذا نظرنا إلى الفم نجد أن جوانبه تتدلى إلى أسفل، وبصفه عامة فإن مريض الاكتئاب لا يستجيب بسهولة للابتسامة والضحك والمرح.
ولا يقتصر علاج الاكتئاب النفسي على الدواء الذي يوصف للمريض بواسطة الأطباء في العيادة النفسية، ولكن الخلفية الأسرية والاجتماعية للمريض لها دور هام في نجاح العلاج والأمراض النفسية في هذا تختلف عن الأمراض الأخرى، حيث أن ظروف المريض ومدى مساندته من المحيطين من أفراد أسرته وأقاربه، والرعاية التي يلقاها في المجتمع لها دور أساسي في مساندته للخروج من أزمته النفسية ونجاح العلاج وفي بعض الحالات لا يتوافر للمريض الدعم والمساندة من جانب الأسرة.. فيؤدي ذلك إلى تفاقم معاناته من الاكتئاب.. ويدفعه ذلك إلى الإنسحاب والعزلة، بينما تكون فرصة المرضى الذين يتمتعون بالمساندة الأسرية والاجتماعية أفضل في سرعة الاستجابة للعلاج والخروج من أزمة الاكتئاب