زائر
الامتناع عن شرب السوائل أثناء النهار لا بد أن يعقبه تعويض في الليل أملاح الكالسيوم والأوكزلات مسؤولة عن تكون الحصوات
محمد لطفي مهروسة
05102006 كتبت نشوى الشيخ:
عادة ما ينصح اطباء الكلى والمسالك البولية مرضاهم بكثرة شرب الماء، ما يؤدي بدوره الى انتظام التبول بما يساعد على التخلص من الاملاح والسموم وتنظيف الكلى والحالبين بما يشبه عملية الغسيل، وهي نصيحة لا تخص مرضى التهابات المسالك البولية والحصوات فقط، وانما ايضا تهم الاصحاء للوقاية والحفاظ على سلامة جهازهم البولي والتناسلي.
ومع طول ساعات الصوم والامتناع عن تناول الماء لفترة طويلة، كيف يتعامل هؤلاء المرضى، وهل يؤثر ذلك على حالتهم الصحية، وكيف يمكنهم، ليسوا هم فقط، بل والاصحاء أيضا الوقاية لئلا يتعرضوا لتكون حصوات خاصة البعض ممن لديهم استعداد لذلك.
يقول الدكتور محمد لطفي مهروسة استشاري جراحة المسالك البولية والتناسلية في مستشفى السلام ان لهذا الشهر من الفوائد الصحية ما لا يحصى، فهو راحة للجسم كي يستعيد توازنه ويتخلص من فضلاته مثل شحوم الكولسترول والدهون الثلاثية ويستهلك من مخزونه الدهني الفائض والذي يشكل عبئا على الحركة والتنفس والدورة الدموية. عدا عن فوائده الروحية والاخلاقية، ويضيف:
الاسلوب الخاطئ في الغذاء الذي يتبعه اكثر الناس هذه الايام هو الذي يؤدي الى حدوث مضاعفات كان يمكن تجنبها، فمثلا ان نفطر على بعض من التمر والسوائل المفيدة مثل العصائر في الصيف والشوربات في الشتاء، وبعدها نتجه الى المسجد لأداء صلاة المغرب، فمن خلال ذلك يتحرك الجسم وتتجدد دورته الدموية بعد الاعياء اثناء الصيام، وتستغرق هذه العملية فترة 20 الى 30 دقيقة نعود بعدها الى المنزل، حيث تكون المواد السكرية التي تناولناها قد وصلت الى الدم، فرفعت نسبة السكر فيه بعد انخفاض، فعندما نعاود استكمال الطعام نأكل بعقلانية ، فنشبع بسرعة دون ان تفيض المعدة بالاطعمة المختلطة.
ان تناول كل انواع الطعام من سفرة رمضان الزاخرة منذ البداية وبسرعة كبيرة نظرا للجوع الذي نشعر به يؤدي الى عدم مضغ الاكل بشكل جيد وتناول كميات كبيرة اكثر مما نحتاجه في نصف الساعة الاولى حتى يبدأ وصول ما تناولناه الى الدم فيرتفع السكر فيه ويبدأ في كبح نهمنا لنتوقف بعدها عن الاكل، هذا النوع من السلوك يؤدي الى عدم هضم الاكل بشكل كامل نتيجة قلة العصارات نسبيا الى كمية الطعام المتواجدة، عدا عن ارهاق المعدة في هضمها الآلي لهذه الكمية الكبيرة، وسرعان ما تبدأ التخمرات وينتج عنها كميات كبيرة من الغازات في الامعاء تؤدي الى عسر هضم حاد يتمثل بالشعور بالامتلاء والانتفاخ مع الآلام المعوية وزيادة الحموض الراجعة الى المريء والحنجرة.
تعويض السوائل
ان الامتناع عن شرب السوائل اثناء الصيام يجب ان يعقبه تعويض لها في فترة الافطار خصوصا في البداية، كي تمتص بسرعة من الامعاء وتدخل الدم، وتتمثلها اجهزة الجسم. اما شرب السوائل بعد الاكل مباشرة فهو ضار لأنه يخفف عصارات المعدة والامعاء التي من المفروض ان تعمل على هضم العطام، وبذلك يتأخر الهضم ويصبح ناقصا وينشأ عنه تكون التخمرات وما ذكرناه من توابع مضارها. كما انه لا يستحب شرب السوائل بكثرة اثناء تناول الطعام. كما يتعين التريث لمدة ساعتين على الاقل بعدها كي تكتمل المراحل الرئيسية للهضم، ثم يتم شرب السوائل على دفعات وبهدوء، كوب كل نصف ساعة الى ساعة، بحيث تكون كمية السوائل التي تناولها خلال 24 ساعة تعادل ليترين في فصل الشتاء وثلاثة ليترات في فصل الصيف، خصوصا للناس التي لها شكوى سابقة من حصوات كلوية.
الأملاح وتوازن الوجبات
واذا كان الحرص على تعويض السوائل بعد فترة الصوم يوميا يعد امرا اساسيا، فإإن تناول الوجبات المتوازنة يترادف معه من حيث الاهمية، فالمعروف مثلا ان املاح الكالسيوم المتواجدة في الحليب ومشتقاته واملاح الاوكزلات الغنية بها. بعض الخضروات الورقية كالسبانخ والملوخية واكثر البقوليات مثل العدس والحمص والفول وكذلك البنجر وبعض انواع الفاكهة كالمانغو والفراولة، بالاضافة الى القهوة والشوكولاتة والكاكاو والشاي.. فإن هذين الملحين يعدان من اكثر الاملاح مسؤولية عن تشكيل الحصوات، وقد تبين علميا ان هذين الملحين يتنافسان في الامتصاص من الامعاء، فإذا وجدا معا في الوقت نفسه، يحد احدهما من امتصاص الآخر، لذلك كان من المنطقي ان نعمل على تناولهما معا في الوجبة الواحدة ولكن بحيث لا يطغى امتصاص مادة منهما، فيؤدي ذلك الى تزايدها في الكلى وبالتالي إلى ترسبها وتشكيل حصية، وهذا اساسا طبيعي من حيث النظام الذي يعتمد عليه المطبخ شرق الاوسطي المستمد من المطبخ التركي، حيث يضاف النعناع الاخضر أو الخس او الخيار الى رايب اللبن، ويضاف الزبادي مع الثوم إلى السبانخ، كما يضاف في كثير من دول العالم الحليب الى القهوة والشاي، وهذا بحد ذاته أفضل مذاقا وتوازنا، حيث تعادل قلوية الحليب مرارة القهوة، وتعادل حموضة بعض الخضروات قلوية الزبادي.
التهابات المسالك البولية التناسلية
وتعد هذه مشكلة صحية جديرة بالاهتمام نظرا لتواجدها الشائع بين الناس، وامكان انتقالها من فرد إلى آخر بطرق مختلفة.
ويمكن تصنيف هذه الالتهابات الى:
1 - التهابات المسالك السفلية البسيطة وعلى الاغلب التهاب المثانة.
2 - التهابات الكلى وحوضيها والحالبين.
3 - التهابات المسالك المختلطة ذات المضاعفات سواء المترافقة بالتهابات كلى او بدونها.
4 - التهاب البول والدم ما يدعى بالتسمم او التجمع البولي والذي يؤدي الى انتشار الالتهاب من البول الى الدم ومنه إلى كل اعضاء الجسم.
5 - التهاب الاحليل، اي التهاب مجرى البول السفلي ما بين عنق المثانة وفتحة البول الخارجية.
6 - التهاب الملحقات التناسلية مثل التهاب الخصية، التهاب البربخ (القنوات المنوية الناقلة المجاورة للخصية) والتهاب البروستاتا.
الأعراض
يزداد عدد مرات التبول بشكل كبير جدا نظرا للشعور الملح بالرغبة في التبول نتيجة تهيج المثانة، وينتاب المريض ألم في المنطقة الملتهبة سواء المثانة او البروستاتا والخصية وقد تكون الالتهابات شديدة تؤدي إلى احتقان في الغشاء المخاطي للمسالك، ويترتب عليه ظهور دم في البول، كما قد يترافق الالتهاب بضعف وتقطع تيار البول، وزيادة عدد مرات التبول ليلا اثناء فترة النوم، مما يرهق المريض في نومه ويؤثر على نشاطه اليومي.
اما اذا وصل الالتهاب الى الكلى او البروستاتا فيؤدي إلى ارتفاع في الحرارة وألم وقد ينتج عن التهاب الكلية غثيان وقيء.
الأسباب
غالبا ما يكون جرثومة او فطريات تأتي من الوسط الخارجي لتدخل الى المسالك البولية التناسلية السفلية، اما عن طريق العدوى مع شخص آخر استعمل نفس مقعد دورة المياه، أو كان هناك نقص في المحافظة على شروط الصحة العامة، او استعمال ادوات طبية ملوثة للعلاج او التشخيص، او كان هناك مرض يؤهب لنمو الجراثيم والفطريات مثل داء السكر الذي يضعف مناعة الجسم، ويغذي العوامل الممرضة على السكر المطروح في البول او المفرزات البولية والتناسلية، او ان هناك انسدادا او حصوة مما يمنع تدفق البول ويساعد على تكاثر الجراثيم في سوائل راكدة او بطيئة السريان.
كيف تشخص الالتهابات البولية؟
- بتحليل البول حيث تظهر فيه خلايا التهابية هي الكريات البيضاء بأعداد كبيرة، وقد تترافق بكريات حمراء، وتتواجد مادة النيترين وهي نتاج تحول النيترات بفعل الجراثيم إلى النيتريت.
ثم بعمل مزرعة لمعرفة نوع الجرثومة المسببة وعددها ونوع المضاد الحيوي المناسب لها.
أما إذا عاد الالتهاب بعد فترة وجيزة أو ظهر التهاب جديد بعد فترة قصيرة وبدأ يتكرر، فهنا وجب الاستقصاء عن الأسباب وتقييم الحالة بشكل جدي من قبل أخصائي المسالك البولية ومن العلامات التي تستدعي دراسة الالتهاب البولي هو تسمم الدم بجراثيم البول أو حدوث ارتفاع شديد ومستمر في درجة الحرارة أو أن الالتهاب استمر أكثر من 7 أيام رغم إعطاء الأدوية المناسبة، أو كان هناك ارتفاع كبير في درجة الحرارة أو ظهرت علامات انسداد في المسالك البولية، أو كانت هناك حالة مرضية للإصابة بحصيات في الكلى.
الوقاية والعلاج
أما المعالجة في هذه الحالات لالتهاب المسالك العلوية.. فتحتاج إلى راحة في السرير ومعالجة للآلام والاقياء والحرارة عن طريق الوريد بمساعدة المصل الملحي، بالإضافة طبعا إلى المضاد الحيوي النوعي، أي المؤثر في الجرثومة المكتشفة في المزرعة.
أما الوقاية من الالتهابات المتكررة فتكون بالمحافظة على نظافة المنطقة التناسلية الخارجية، فعند النساء نلجأ إلى الغسولات والشامبوهات المطهرة خصوصا قبل الجماع وبعده، وأثناء الدورة الشهرية وبعد التغوط 'خروج البراز'، والحرص على عدم الإصابة بالإمساك ونظافة دورات المياه بعد الاستعمال، ومعالجة الالتهابات الجلدية الخارجية في المنطقة التناسلية فور ظهورها.
وهناك بعض الناس خصوصا الفتيات أو النساء البالغات يصبن دائما بالتهابات متكررة نتيجة ضعف المناعة، خصوصا في منطقة العجان وما حولها 'المنطقة ما بين الشرج والمهبل وفتحة البول الخارجية'. ولذلك ينصحن من قبل طبيب المسالك أن يتناولن جرعة مخففة.. وقائية من المضاد الحيوي المناسب للجرثومة التي يصابون بها، وذلك لمدة طويلة قد تصل إلى سنة أو أكثر في بعض الأحيان، حتى يتم استئصال كل الجراثيم المختزنة في هذه المنطقة وحتى في منطقة المستقيم والشرج.
كما ينصح المرضى بزيادة شرب السوائل وذلك لمنع أي ظرف للجراثيم كي تتراكم على جدران المسالك البولية وان تتكاثر ويقوى تأثيرها وتتحول إلى ممرضة وهجومية، وكذلك تناول الخضروات والأطعمة الغنية بالألياف لتجنب الامساك الذي قد يعطي فرصة لتكاثر مجموعات الجراثيم فيه ثم انتقالها إلى المسالك البولية، إما عن طريق المسح بورقة التواليت فتنتقل الجراثيم من الوراء إلى الأمام خصوصا في الإناث، أو عن طريق الاوعية اللمفاوية بين القولون والمثانة.
كيف نتجنب تكون حصوات؟
-1 تناول الوجبات المتوازنة في مبدأ الحمية يعد أمرا جوهريا في النظام الغذائي الحديث، وذلك بدلا من النظرة القديمة التي كانت تعتمد على الامتناع عن المسببات والتي تؤدي الى حرمان الإنسان من كثير من الأطعمة حيث لا يقوى عمليا على الالتزام بها على المدى الطويل.
-2 على الناس الذين يشكون من داء الحصيات المتكررة ان يقصدوا طبيب المسالك ليس فقط عند اصابتهم بمغص كلوي، بل بغرض اجراء اختبارات الكشف عن تشكل حصيات كلوية مازالت صامتة ولم تعبر عن نفسها بعد للتخلص منها اولا بأول.
-3 تعلم اساليب الوقاية من تشكل حصوات جديدة، وذلك بزيادة السوائل والحركة والرياضة، وكذلك اتباع التعليمات الخاصة بنوع كل حصوة من حيث الحمية ومن حيث تناول المواد التي تساعد في اذابة هذه الحصية والتي عادة ما تكون متواجدة لإذابة هذا النوع من الاملاح في كلى الشخص السليم، بينما تكون ناقصة او معدومة في كلى الشخص المصاب.
-4 كذلك التعرف على درجة الحموضة والقلوية للبول التي تعتبر عاملا مهما في سبب بعض الأملاح، حيث يعرف عن املاح حمض البول 'يوريك أسيد' والسيستين انها تترسب في الوسط الحامضي، وتذوب في الوسط القلوي، بينما تترسب املاح الكالسيوم في الوسط القلوي وتكون اكثر ذوبانا في الوسط الحامضي.
5 ـ هناك دراسات تجرى وذلك بتجميع البول لمدة 24 ساعة لدراسة كل الأملاح التي تطرح فيه من الكلية لمعرفة اي الاملاح التي تفرط الكلية في طرحها، مؤديا ذلك الى ترسبها لتشكل النواة او اساس العش الذي تترسب عليه الأملاح الاخرى الثانوية لتكوين الحصوة.
عوامل الخطورة
ما العوامل التي تعرض الإنسان إلى مخاطر الاصابة بالتهابات المسالك البولية؟
- توجد عوامل كثيرة منها الحمل، الداء السكري، وكل الامراض المسببة لنقص المناعة.
اما اذا امتد الالتهاب الى المسالك البولية العلوية ووصل الكلى وارتفعت الحرارة وآلام في الجانبين والبطن مع الشعور بالغثيان والاقياء.. فهنا يستلزم تشخيص الحالة ليس فقط تحليل البول وزراعته، بل ايضا اجراء سونار على الكلى الذي قد يكشف عن:
وجود توسع في حوض الكلية، مما يعطي دلالة على السبب المؤهب للالتهاب مثل ارتداد البول من المثانة الى الكلي.
- تضيق في الحالب.
- انسداد من جراء حصوة، او قد توجد الحصوة في الكلية نفسها، وقد يكشف عن خراج في انسجة الكلية.
السونار يساعد في التشخيص التفريقي، اذ قد يكون سبب هذه الاعراض التهاب حاد في المرارة او التهاب حاد في البنكرياس، او التهاب في الملحقات التناسلية مثل البروستاتا في الرجل او المبيض في المرأة.
تحاليل الدم الموسعة تساعد ايضا في التأكد من منشأ الالتهاب، حيث قد يشاهد اضطراب في وظائف الكبد او الكلى او البنكرياس.
محمد لطفي مهروسة
05102006 كتبت نشوى الشيخ:
عادة ما ينصح اطباء الكلى والمسالك البولية مرضاهم بكثرة شرب الماء، ما يؤدي بدوره الى انتظام التبول بما يساعد على التخلص من الاملاح والسموم وتنظيف الكلى والحالبين بما يشبه عملية الغسيل، وهي نصيحة لا تخص مرضى التهابات المسالك البولية والحصوات فقط، وانما ايضا تهم الاصحاء للوقاية والحفاظ على سلامة جهازهم البولي والتناسلي.
ومع طول ساعات الصوم والامتناع عن تناول الماء لفترة طويلة، كيف يتعامل هؤلاء المرضى، وهل يؤثر ذلك على حالتهم الصحية، وكيف يمكنهم، ليسوا هم فقط، بل والاصحاء أيضا الوقاية لئلا يتعرضوا لتكون حصوات خاصة البعض ممن لديهم استعداد لذلك.
يقول الدكتور محمد لطفي مهروسة استشاري جراحة المسالك البولية والتناسلية في مستشفى السلام ان لهذا الشهر من الفوائد الصحية ما لا يحصى، فهو راحة للجسم كي يستعيد توازنه ويتخلص من فضلاته مثل شحوم الكولسترول والدهون الثلاثية ويستهلك من مخزونه الدهني الفائض والذي يشكل عبئا على الحركة والتنفس والدورة الدموية. عدا عن فوائده الروحية والاخلاقية، ويضيف:
الاسلوب الخاطئ في الغذاء الذي يتبعه اكثر الناس هذه الايام هو الذي يؤدي الى حدوث مضاعفات كان يمكن تجنبها، فمثلا ان نفطر على بعض من التمر والسوائل المفيدة مثل العصائر في الصيف والشوربات في الشتاء، وبعدها نتجه الى المسجد لأداء صلاة المغرب، فمن خلال ذلك يتحرك الجسم وتتجدد دورته الدموية بعد الاعياء اثناء الصيام، وتستغرق هذه العملية فترة 20 الى 30 دقيقة نعود بعدها الى المنزل، حيث تكون المواد السكرية التي تناولناها قد وصلت الى الدم، فرفعت نسبة السكر فيه بعد انخفاض، فعندما نعاود استكمال الطعام نأكل بعقلانية ، فنشبع بسرعة دون ان تفيض المعدة بالاطعمة المختلطة.
ان تناول كل انواع الطعام من سفرة رمضان الزاخرة منذ البداية وبسرعة كبيرة نظرا للجوع الذي نشعر به يؤدي الى عدم مضغ الاكل بشكل جيد وتناول كميات كبيرة اكثر مما نحتاجه في نصف الساعة الاولى حتى يبدأ وصول ما تناولناه الى الدم فيرتفع السكر فيه ويبدأ في كبح نهمنا لنتوقف بعدها عن الاكل، هذا النوع من السلوك يؤدي الى عدم هضم الاكل بشكل كامل نتيجة قلة العصارات نسبيا الى كمية الطعام المتواجدة، عدا عن ارهاق المعدة في هضمها الآلي لهذه الكمية الكبيرة، وسرعان ما تبدأ التخمرات وينتج عنها كميات كبيرة من الغازات في الامعاء تؤدي الى عسر هضم حاد يتمثل بالشعور بالامتلاء والانتفاخ مع الآلام المعوية وزيادة الحموض الراجعة الى المريء والحنجرة.
تعويض السوائل
ان الامتناع عن شرب السوائل اثناء الصيام يجب ان يعقبه تعويض لها في فترة الافطار خصوصا في البداية، كي تمتص بسرعة من الامعاء وتدخل الدم، وتتمثلها اجهزة الجسم. اما شرب السوائل بعد الاكل مباشرة فهو ضار لأنه يخفف عصارات المعدة والامعاء التي من المفروض ان تعمل على هضم العطام، وبذلك يتأخر الهضم ويصبح ناقصا وينشأ عنه تكون التخمرات وما ذكرناه من توابع مضارها. كما انه لا يستحب شرب السوائل بكثرة اثناء تناول الطعام. كما يتعين التريث لمدة ساعتين على الاقل بعدها كي تكتمل المراحل الرئيسية للهضم، ثم يتم شرب السوائل على دفعات وبهدوء، كوب كل نصف ساعة الى ساعة، بحيث تكون كمية السوائل التي تناولها خلال 24 ساعة تعادل ليترين في فصل الشتاء وثلاثة ليترات في فصل الصيف، خصوصا للناس التي لها شكوى سابقة من حصوات كلوية.
الأملاح وتوازن الوجبات
واذا كان الحرص على تعويض السوائل بعد فترة الصوم يوميا يعد امرا اساسيا، فإإن تناول الوجبات المتوازنة يترادف معه من حيث الاهمية، فالمعروف مثلا ان املاح الكالسيوم المتواجدة في الحليب ومشتقاته واملاح الاوكزلات الغنية بها. بعض الخضروات الورقية كالسبانخ والملوخية واكثر البقوليات مثل العدس والحمص والفول وكذلك البنجر وبعض انواع الفاكهة كالمانغو والفراولة، بالاضافة الى القهوة والشوكولاتة والكاكاو والشاي.. فإن هذين الملحين يعدان من اكثر الاملاح مسؤولية عن تشكيل الحصوات، وقد تبين علميا ان هذين الملحين يتنافسان في الامتصاص من الامعاء، فإذا وجدا معا في الوقت نفسه، يحد احدهما من امتصاص الآخر، لذلك كان من المنطقي ان نعمل على تناولهما معا في الوجبة الواحدة ولكن بحيث لا يطغى امتصاص مادة منهما، فيؤدي ذلك الى تزايدها في الكلى وبالتالي إلى ترسبها وتشكيل حصية، وهذا اساسا طبيعي من حيث النظام الذي يعتمد عليه المطبخ شرق الاوسطي المستمد من المطبخ التركي، حيث يضاف النعناع الاخضر أو الخس او الخيار الى رايب اللبن، ويضاف الزبادي مع الثوم إلى السبانخ، كما يضاف في كثير من دول العالم الحليب الى القهوة والشاي، وهذا بحد ذاته أفضل مذاقا وتوازنا، حيث تعادل قلوية الحليب مرارة القهوة، وتعادل حموضة بعض الخضروات قلوية الزبادي.
التهابات المسالك البولية التناسلية
وتعد هذه مشكلة صحية جديرة بالاهتمام نظرا لتواجدها الشائع بين الناس، وامكان انتقالها من فرد إلى آخر بطرق مختلفة.
ويمكن تصنيف هذه الالتهابات الى:
1 - التهابات المسالك السفلية البسيطة وعلى الاغلب التهاب المثانة.
2 - التهابات الكلى وحوضيها والحالبين.
3 - التهابات المسالك المختلطة ذات المضاعفات سواء المترافقة بالتهابات كلى او بدونها.
4 - التهاب البول والدم ما يدعى بالتسمم او التجمع البولي والذي يؤدي الى انتشار الالتهاب من البول الى الدم ومنه إلى كل اعضاء الجسم.
5 - التهاب الاحليل، اي التهاب مجرى البول السفلي ما بين عنق المثانة وفتحة البول الخارجية.
6 - التهاب الملحقات التناسلية مثل التهاب الخصية، التهاب البربخ (القنوات المنوية الناقلة المجاورة للخصية) والتهاب البروستاتا.
الأعراض
يزداد عدد مرات التبول بشكل كبير جدا نظرا للشعور الملح بالرغبة في التبول نتيجة تهيج المثانة، وينتاب المريض ألم في المنطقة الملتهبة سواء المثانة او البروستاتا والخصية وقد تكون الالتهابات شديدة تؤدي إلى احتقان في الغشاء المخاطي للمسالك، ويترتب عليه ظهور دم في البول، كما قد يترافق الالتهاب بضعف وتقطع تيار البول، وزيادة عدد مرات التبول ليلا اثناء فترة النوم، مما يرهق المريض في نومه ويؤثر على نشاطه اليومي.
اما اذا وصل الالتهاب الى الكلى او البروستاتا فيؤدي إلى ارتفاع في الحرارة وألم وقد ينتج عن التهاب الكلية غثيان وقيء.
الأسباب
غالبا ما يكون جرثومة او فطريات تأتي من الوسط الخارجي لتدخل الى المسالك البولية التناسلية السفلية، اما عن طريق العدوى مع شخص آخر استعمل نفس مقعد دورة المياه، أو كان هناك نقص في المحافظة على شروط الصحة العامة، او استعمال ادوات طبية ملوثة للعلاج او التشخيص، او كان هناك مرض يؤهب لنمو الجراثيم والفطريات مثل داء السكر الذي يضعف مناعة الجسم، ويغذي العوامل الممرضة على السكر المطروح في البول او المفرزات البولية والتناسلية، او ان هناك انسدادا او حصوة مما يمنع تدفق البول ويساعد على تكاثر الجراثيم في سوائل راكدة او بطيئة السريان.
كيف تشخص الالتهابات البولية؟
- بتحليل البول حيث تظهر فيه خلايا التهابية هي الكريات البيضاء بأعداد كبيرة، وقد تترافق بكريات حمراء، وتتواجد مادة النيترين وهي نتاج تحول النيترات بفعل الجراثيم إلى النيتريت.
ثم بعمل مزرعة لمعرفة نوع الجرثومة المسببة وعددها ونوع المضاد الحيوي المناسب لها.
أما إذا عاد الالتهاب بعد فترة وجيزة أو ظهر التهاب جديد بعد فترة قصيرة وبدأ يتكرر، فهنا وجب الاستقصاء عن الأسباب وتقييم الحالة بشكل جدي من قبل أخصائي المسالك البولية ومن العلامات التي تستدعي دراسة الالتهاب البولي هو تسمم الدم بجراثيم البول أو حدوث ارتفاع شديد ومستمر في درجة الحرارة أو أن الالتهاب استمر أكثر من 7 أيام رغم إعطاء الأدوية المناسبة، أو كان هناك ارتفاع كبير في درجة الحرارة أو ظهرت علامات انسداد في المسالك البولية، أو كانت هناك حالة مرضية للإصابة بحصيات في الكلى.
الوقاية والعلاج
أما المعالجة في هذه الحالات لالتهاب المسالك العلوية.. فتحتاج إلى راحة في السرير ومعالجة للآلام والاقياء والحرارة عن طريق الوريد بمساعدة المصل الملحي، بالإضافة طبعا إلى المضاد الحيوي النوعي، أي المؤثر في الجرثومة المكتشفة في المزرعة.
أما الوقاية من الالتهابات المتكررة فتكون بالمحافظة على نظافة المنطقة التناسلية الخارجية، فعند النساء نلجأ إلى الغسولات والشامبوهات المطهرة خصوصا قبل الجماع وبعده، وأثناء الدورة الشهرية وبعد التغوط 'خروج البراز'، والحرص على عدم الإصابة بالإمساك ونظافة دورات المياه بعد الاستعمال، ومعالجة الالتهابات الجلدية الخارجية في المنطقة التناسلية فور ظهورها.
وهناك بعض الناس خصوصا الفتيات أو النساء البالغات يصبن دائما بالتهابات متكررة نتيجة ضعف المناعة، خصوصا في منطقة العجان وما حولها 'المنطقة ما بين الشرج والمهبل وفتحة البول الخارجية'. ولذلك ينصحن من قبل طبيب المسالك أن يتناولن جرعة مخففة.. وقائية من المضاد الحيوي المناسب للجرثومة التي يصابون بها، وذلك لمدة طويلة قد تصل إلى سنة أو أكثر في بعض الأحيان، حتى يتم استئصال كل الجراثيم المختزنة في هذه المنطقة وحتى في منطقة المستقيم والشرج.
كما ينصح المرضى بزيادة شرب السوائل وذلك لمنع أي ظرف للجراثيم كي تتراكم على جدران المسالك البولية وان تتكاثر ويقوى تأثيرها وتتحول إلى ممرضة وهجومية، وكذلك تناول الخضروات والأطعمة الغنية بالألياف لتجنب الامساك الذي قد يعطي فرصة لتكاثر مجموعات الجراثيم فيه ثم انتقالها إلى المسالك البولية، إما عن طريق المسح بورقة التواليت فتنتقل الجراثيم من الوراء إلى الأمام خصوصا في الإناث، أو عن طريق الاوعية اللمفاوية بين القولون والمثانة.
كيف نتجنب تكون حصوات؟
-1 تناول الوجبات المتوازنة في مبدأ الحمية يعد أمرا جوهريا في النظام الغذائي الحديث، وذلك بدلا من النظرة القديمة التي كانت تعتمد على الامتناع عن المسببات والتي تؤدي الى حرمان الإنسان من كثير من الأطعمة حيث لا يقوى عمليا على الالتزام بها على المدى الطويل.
-2 على الناس الذين يشكون من داء الحصيات المتكررة ان يقصدوا طبيب المسالك ليس فقط عند اصابتهم بمغص كلوي، بل بغرض اجراء اختبارات الكشف عن تشكل حصيات كلوية مازالت صامتة ولم تعبر عن نفسها بعد للتخلص منها اولا بأول.
-3 تعلم اساليب الوقاية من تشكل حصوات جديدة، وذلك بزيادة السوائل والحركة والرياضة، وكذلك اتباع التعليمات الخاصة بنوع كل حصوة من حيث الحمية ومن حيث تناول المواد التي تساعد في اذابة هذه الحصية والتي عادة ما تكون متواجدة لإذابة هذا النوع من الاملاح في كلى الشخص السليم، بينما تكون ناقصة او معدومة في كلى الشخص المصاب.
-4 كذلك التعرف على درجة الحموضة والقلوية للبول التي تعتبر عاملا مهما في سبب بعض الأملاح، حيث يعرف عن املاح حمض البول 'يوريك أسيد' والسيستين انها تترسب في الوسط الحامضي، وتذوب في الوسط القلوي، بينما تترسب املاح الكالسيوم في الوسط القلوي وتكون اكثر ذوبانا في الوسط الحامضي.
5 ـ هناك دراسات تجرى وذلك بتجميع البول لمدة 24 ساعة لدراسة كل الأملاح التي تطرح فيه من الكلية لمعرفة اي الاملاح التي تفرط الكلية في طرحها، مؤديا ذلك الى ترسبها لتشكل النواة او اساس العش الذي تترسب عليه الأملاح الاخرى الثانوية لتكوين الحصوة.
عوامل الخطورة
ما العوامل التي تعرض الإنسان إلى مخاطر الاصابة بالتهابات المسالك البولية؟
- توجد عوامل كثيرة منها الحمل، الداء السكري، وكل الامراض المسببة لنقص المناعة.
اما اذا امتد الالتهاب الى المسالك البولية العلوية ووصل الكلى وارتفعت الحرارة وآلام في الجانبين والبطن مع الشعور بالغثيان والاقياء.. فهنا يستلزم تشخيص الحالة ليس فقط تحليل البول وزراعته، بل ايضا اجراء سونار على الكلى الذي قد يكشف عن:
وجود توسع في حوض الكلية، مما يعطي دلالة على السبب المؤهب للالتهاب مثل ارتداد البول من المثانة الى الكلي.
- تضيق في الحالب.
- انسداد من جراء حصوة، او قد توجد الحصوة في الكلية نفسها، وقد يكشف عن خراج في انسجة الكلية.
السونار يساعد في التشخيص التفريقي، اذ قد يكون سبب هذه الاعراض التهاب حاد في المرارة او التهاب حاد في البنكرياس، او التهاب في الملحقات التناسلية مثل البروستاتا في الرجل او المبيض في المرأة.
تحاليل الدم الموسعة تساعد ايضا في التأكد من منشأ الالتهاب، حيث قد يشاهد اضطراب في وظائف الكبد او الكلى او البنكرياس.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: