الانهيار العصبي

زائر
الانهيار العصبي «ليس مرضا نفسيا او عقليا، بل حالة هستيرية تنتاب الشخص عندما تزداد الضغوط النفسية عليه». وهذه الضغوط اما اجتماعية او عائلية او ذاتية، تؤدي إلى فقدان التوازن مع النفس، وبالتالي ما إن يتعرض الشخص لموقف ضاغط حتى يتحول إلى القشة التي تقصم ظهر البعير، حتى وإن كان بسيطا، فينهار ويفقد السيطرة على انفعالاته التي قد تظهر في شكل بكاء او صراخ وقد يغمى عليه للحظات. عادة يعطى الشخص مهدئا حتى يتجاوز الحالة، لكن المشكل الاساسي ، يبقى موجودا، طالما لم يخضع الشخص للعلاج النفسي.
أن المرأة اكثر عرضة للانهيار العصبي بحكم وضعها في المجتمع. فهي تعاني من ضغوط من اطراف متعددة من الزوج ان كانت متزوجة، ومن المجتمع الذي ينظر اليها نظرة سلبية ان كانت مطلقة، ولا يعترف بكفاءتها ان كانت موظفة او عاملة، لذلك فهي لا تعيش حياتها بالشكل الذي ترضاه لنفسها. فضلا عن أنها بطبيعتها اكثر حساسية، وتغلب عليها العاطفة، عكس الرجل الذي له علاقات اجتماعية اوسع كما انه منفتح اكثر على العالم الخارجي، مما يخفف عنه الضغط والتوتر، وان كان الرجال بدورهم معرضين للانهيار العصبي.
من الاسباب التي قد تؤدي الى الانهيار العصبي القلق والخوف والاكتئاب والتشاؤم، والنظرة السلبية للذات وللاخرين، الأمر الذي يجعل الشخص سهل الاستثارة والاستفزاز، وسريع التأثر والغضب، لكنه ما إن يهدأ حتى تنتابه مشاعر الذنب والندم على تصرفاته. وهذا يؤدي بدوره إلى شعوره بالإرهاق النفسي.
ان الاشخاص المهددين بالانهيار العصبي يكونون في الغالب غير راضين عن انفسهم من جهة، وعن تصرفات الاخرين تجاههم من جهة اخرى، لانهم في حقيقة الامر لا يمتلكون المرونة للتعامل مع الاخرين ومع ذواتهم فتنتابهم من حين لآخر، نوبات من الحزن الشديد والبكاء والتشاؤم والنظرة الدونية للذات. و ان «مثل هذه الحالات لا تحتاج الى مهدئات ولا الى ادوية، بل كل ما تحتاجه أن يقوم المتخصص النفسي بالعمل على تغيير نظرة الشخص لذاته اولا، وتصحيح علاقته بالاخرين ثانيا، إضافة إلى توضيح نقاط الضعف لديه، لتحل المشكلة بالتدريج، ويكتسب الشخص الثقة بالنفس وبعض المرونة في التعامل مع الاخرين مما يفتح له مجالات اخرى في حياته كانت غائبة أو فقط لم يكن يراها من قبل». أما مفهوم «التوازن مع النفس» فلا يمكن أن يتحقق الا من خلال وجود توازن في اربع جوانب رئيسية في حياتنا،وهي الجانب الروحاني، والجانب النفسي ويتعلق بكل ما ينمي الشخصية بالتعبير عن النفس بقوة،وبالقراءة اوالهوايات اوالسفر.والجانب الجسدي ويتعلق بالتغذية السليمة وممارسة الرياضة لان «العقل السليم في الجسم السليم».