زائر
الحمل.. رحلة من العناء زادها الأمل في نهاية ممتعة
معظم آلامه تعود لأسباب طبيعية.. وبعضها مؤشر لعوامل الخطر
القاهرة: د. أحمد الغمراوي
تتنوع أوجاع المرأة أثناء رحلة الحمل بداية من لحظة حدوثه وصولا إلى محطة المخاض، ما يجعل منه رحلة شاقة ومؤلمة بحق، ولكنها رحلة لذيذة في معظم الأحوال بخاصة بالنسبة للمرأة التي تتوقع نيل أفضل مكافأة على الإطلاق عند الوصول إلى خط النهاية، ألا وهي الطفل المنتظر.
وتتعدد أسباب الألم ومظاهره تبعا لمصادر حدوثه، وتكون في أغلبها أعراضا طبيعية نتيجة للتغيرات الفسيولوجية (الوظيفية) التي تحدث لأعضاء الجسم المختلفة في أثناء الحمل. ولكن يجب على السيدة الحامل أن تقوم بنقل تفاصيل هذه الآلام بدقة شديدة لطبيبها المعالج الذي يتابع حملها، من أجل استبعاد الأسباب المرضية للألم من جهة، ولإعادة بث الطمأنينة في قلبها وشرح أسباب تلك الآلام من جهة أخرى.
ويعتمد التشخيص كثيرا على التوقيت الذي قد تظهر فيه تلك الآلام، فما قد يكون عرضا طبيعيا في لحظة معينة من الحمل، قد يتم تشخيصه في وقت آخر على أنه غير طبيعي.
* حدوث الحمل
* ويستمر الحمل لفترة تسعة أشهر وسبعة أيام (أو 280 يوما) منذ تاريخ آخر دورة شهرية معلومة للسيدة، وهو ما يوازي 40 أسبوعا في عرف الأطباء. وإدراك وجود الحمل يكون غالبا فيما بعد الأسبوع الرابع، عند غياب الدورة الشهرية التالية، أو قبل ذلك - عن طريق الصدفة أو في حالات استخدام طرق الإخصاب الصناعي - في حال إجراء اختبار الحمل الهرموني بالدم لسبب أو آخر.
ويكون التأكد من حدوث الحمل إما عن طريق التحليل الهرموني، والذي يكون إيجابيا عقب تلقيح البويضة بثمان وأربعين ساعة، أو عن طريق الموجات فوق الصوتية (السونار)، والتي تظهر «كيس» الجنين في الأسبوع الرابع أو الخامس (طبقا لطريقة استخدام السونار مهبليا أو عبر جدار البطن على الترتيب)، وتظهر مبادئ النبض في الجنين بدءا من الأسبوع الخامس.
* ظهور الآلام
* وينتاب معظم النساء ألم طبيعي تتراوح شدته ما بين المحتمل والشديد في فترة التبويض في منطقة أسفل البطن أو أسفل الظهر، ويكون هذا الألم ناشئا عن تمدد الكيس المحتوي على البويضة قبيل انفجاره وخروج البويضة.
ومع بداية الحمل، قد تعاني السيدة من ألم طفيف في منطقة الحوض نتيجة احتقان الأعضاء بهذه المنطقة، وزيادة كمية الدماء المتدفقة إلى الرحم استعدادا لاستقبال الجنين.
وفي هذه النوعية من الآلام، يجب أن تتجنب السيدة تناول أي أنواع من المسكنات إلا بإشراف طبي، حيث إن معظم أنواع الأدوية المسكنة للألم ممنوعة في بدايات الحمل إلا لأسباب قسرية نظرا لاحتمالية تسببها في التشوهات الجنينية.
* آلام متنوعة
* وفي الشهور الثلاثة الأولى، تعاني معظم السيدات من آلام بمنطقة المعدة مصاحبة بغثيان أو قئ متكرر، وبخاصة في الصباح.
وتكون أسباب ذلك غالبا عائدة إلى تأثر جدار المعدة بهرمون الحمل HG، الذي يزيد من حساسية بطانة المعدة تجاه الأحماض الهاضمة. ويتم علاج هذه الحالات عبر تقسيم الوجبات الرئيسية إلى وجبات صغيرة متكررة تحتوي على نسبة معقولة من الألياف الغذائية على فترات متقاربة، حتى لا تظل المعدة خاوية لفترات طويلة، وفي ذات الوقت نمنح للمعدة الراحة الكافية في هضم كميات صغيرة من الأطعمة.
وقد نلجأ في العلاج أيضا إلى استخدام بعض العقاقير التي تثبط المركز الدماغي المسؤول عن الغثيان، كما قد نستخدم بعض معادلات الحموضة المأمونة في الحمل، مع زيادة الأطعمة التي تقلل من الشعور بالحرقة مثل منتجات الألبان المختمرة كالزبادي أو اللبن الرائب.
وقد تشكو بعض السيدات، وبخاصة من يحملن للمرة الأولى، من ألم بالثدي. وفي الحالات غير المرضية، يكون ذلك بسبب تمدد الأنسجة الخاصة بالثدي وبدء تكون الغدد اللبنية، وعلى الطبيب التأكد من أن الثدي متجانس ولا توجد به أي كتل غير طبيعية، سواء ورمية أو نتيجة عدوى ميكروبية (خراج). كما أنه ينبغي على الطبيب تعليم السيدة كيفية الفحص الذاتي الدوري للثديين، مع تبصيرها بالملاحظات الطبيعية أو المرضية التي قد تلاقيها أثناء الفحص.
كذلك قد تزيد أوجاع منطقة الحوض وأسفل البطن، وقد تصاحبها زيادة في إفرازات المهبل الطبيعية (وهي إفرازات شفافة لا رائحة لها)، وهي نتيجة لما ذكرناه سابقا من احتقان أعضاء الحوض الداخلية.
ويذكر أن الأدوية المسموح بتناولها في هذه الفترة تقتصر على حمض الفوليك، الذي يساعد خلايا الجنين على الانقسام، إضافة إلى الأدوية الأخرى التي قد تستخدم عند الحاجة - بعد الاستشارة الطبية - كمثبتات الحمل أو بعض المضادات الحيوية والمسكنات البسيطة.
معظم آلامه تعود لأسباب طبيعية.. وبعضها مؤشر لعوامل الخطر
القاهرة: د. أحمد الغمراوي
تتنوع أوجاع المرأة أثناء رحلة الحمل بداية من لحظة حدوثه وصولا إلى محطة المخاض، ما يجعل منه رحلة شاقة ومؤلمة بحق، ولكنها رحلة لذيذة في معظم الأحوال بخاصة بالنسبة للمرأة التي تتوقع نيل أفضل مكافأة على الإطلاق عند الوصول إلى خط النهاية، ألا وهي الطفل المنتظر.
وتتعدد أسباب الألم ومظاهره تبعا لمصادر حدوثه، وتكون في أغلبها أعراضا طبيعية نتيجة للتغيرات الفسيولوجية (الوظيفية) التي تحدث لأعضاء الجسم المختلفة في أثناء الحمل. ولكن يجب على السيدة الحامل أن تقوم بنقل تفاصيل هذه الآلام بدقة شديدة لطبيبها المعالج الذي يتابع حملها، من أجل استبعاد الأسباب المرضية للألم من جهة، ولإعادة بث الطمأنينة في قلبها وشرح أسباب تلك الآلام من جهة أخرى.
ويعتمد التشخيص كثيرا على التوقيت الذي قد تظهر فيه تلك الآلام، فما قد يكون عرضا طبيعيا في لحظة معينة من الحمل، قد يتم تشخيصه في وقت آخر على أنه غير طبيعي.
* حدوث الحمل
* ويستمر الحمل لفترة تسعة أشهر وسبعة أيام (أو 280 يوما) منذ تاريخ آخر دورة شهرية معلومة للسيدة، وهو ما يوازي 40 أسبوعا في عرف الأطباء. وإدراك وجود الحمل يكون غالبا فيما بعد الأسبوع الرابع، عند غياب الدورة الشهرية التالية، أو قبل ذلك - عن طريق الصدفة أو في حالات استخدام طرق الإخصاب الصناعي - في حال إجراء اختبار الحمل الهرموني بالدم لسبب أو آخر.
ويكون التأكد من حدوث الحمل إما عن طريق التحليل الهرموني، والذي يكون إيجابيا عقب تلقيح البويضة بثمان وأربعين ساعة، أو عن طريق الموجات فوق الصوتية (السونار)، والتي تظهر «كيس» الجنين في الأسبوع الرابع أو الخامس (طبقا لطريقة استخدام السونار مهبليا أو عبر جدار البطن على الترتيب)، وتظهر مبادئ النبض في الجنين بدءا من الأسبوع الخامس.
* ظهور الآلام
* وينتاب معظم النساء ألم طبيعي تتراوح شدته ما بين المحتمل والشديد في فترة التبويض في منطقة أسفل البطن أو أسفل الظهر، ويكون هذا الألم ناشئا عن تمدد الكيس المحتوي على البويضة قبيل انفجاره وخروج البويضة.
ومع بداية الحمل، قد تعاني السيدة من ألم طفيف في منطقة الحوض نتيجة احتقان الأعضاء بهذه المنطقة، وزيادة كمية الدماء المتدفقة إلى الرحم استعدادا لاستقبال الجنين.
وفي هذه النوعية من الآلام، يجب أن تتجنب السيدة تناول أي أنواع من المسكنات إلا بإشراف طبي، حيث إن معظم أنواع الأدوية المسكنة للألم ممنوعة في بدايات الحمل إلا لأسباب قسرية نظرا لاحتمالية تسببها في التشوهات الجنينية.
* آلام متنوعة
* وفي الشهور الثلاثة الأولى، تعاني معظم السيدات من آلام بمنطقة المعدة مصاحبة بغثيان أو قئ متكرر، وبخاصة في الصباح.
وتكون أسباب ذلك غالبا عائدة إلى تأثر جدار المعدة بهرمون الحمل HG، الذي يزيد من حساسية بطانة المعدة تجاه الأحماض الهاضمة. ويتم علاج هذه الحالات عبر تقسيم الوجبات الرئيسية إلى وجبات صغيرة متكررة تحتوي على نسبة معقولة من الألياف الغذائية على فترات متقاربة، حتى لا تظل المعدة خاوية لفترات طويلة، وفي ذات الوقت نمنح للمعدة الراحة الكافية في هضم كميات صغيرة من الأطعمة.
وقد نلجأ في العلاج أيضا إلى استخدام بعض العقاقير التي تثبط المركز الدماغي المسؤول عن الغثيان، كما قد نستخدم بعض معادلات الحموضة المأمونة في الحمل، مع زيادة الأطعمة التي تقلل من الشعور بالحرقة مثل منتجات الألبان المختمرة كالزبادي أو اللبن الرائب.
وقد تشكو بعض السيدات، وبخاصة من يحملن للمرة الأولى، من ألم بالثدي. وفي الحالات غير المرضية، يكون ذلك بسبب تمدد الأنسجة الخاصة بالثدي وبدء تكون الغدد اللبنية، وعلى الطبيب التأكد من أن الثدي متجانس ولا توجد به أي كتل غير طبيعية، سواء ورمية أو نتيجة عدوى ميكروبية (خراج). كما أنه ينبغي على الطبيب تعليم السيدة كيفية الفحص الذاتي الدوري للثديين، مع تبصيرها بالملاحظات الطبيعية أو المرضية التي قد تلاقيها أثناء الفحص.
كذلك قد تزيد أوجاع منطقة الحوض وأسفل البطن، وقد تصاحبها زيادة في إفرازات المهبل الطبيعية (وهي إفرازات شفافة لا رائحة لها)، وهي نتيجة لما ذكرناه سابقا من احتقان أعضاء الحوض الداخلية.
ويذكر أن الأدوية المسموح بتناولها في هذه الفترة تقتصر على حمض الفوليك، الذي يساعد خلايا الجنين على الانقسام، إضافة إلى الأدوية الأخرى التي قد تستخدم عند الحاجة - بعد الاستشارة الطبية - كمثبتات الحمل أو بعض المضادات الحيوية والمسكنات البسيطة.