زائر
العيون.. أول من يخاطب القلب عاطفياً وبحيرة جافة يغرق بها أمهر السباحين
واحدة من معجزات الله على ارضه العيون، حركات حافلة جداً بالمعاني الرائعات تدل على الحب اذا اتسعت وعلى الكرة اذا ضاقت، فيها الجاذبية وفيها القوة، فيها الحقد وفيها الحسد، وفيها المكر وفيها الدهاء.
حقيقة عندما اخترت موضوع العيون للكتابة عنها توقفت كثيراً، حيث فقدت القدرة على التركيز لما في العيون من فروع الكلام التي يعجز الكاتب والشاعر والمتتبع لها ايما اعجاز عندما يكتب خاصة اذا كان الموضوع عن «العيون» مواضيع كثيرة ومتشبعة في العيون يقف الكاتب عندها حائراً عندما يريد الكتابة عنها.. ويحتار هل يكتب عن سحر العيون بمعانيها الرومانسية ام بمحسوساته الشيطانية..؟
ويحتار هل يكتب عن لغة العيون.. التي تعد افصح لغة عرفها مخلوق ام عن اسرارها التي تختبئ في الرمزية وسراديب اللا معقول..؟
يحتار هل يكتب عن اجمل العيون ام أقبحها؟ ويحتار هل يكتب عن اصفى العيون ام اعمتها..؟ ويحتار هل يكتب عن انواع ام غرائب وعجائب العيون..؟ هل يكتب عن الامثال التي قيلت ام عن الشعر الذي سطره الشعراء في العيون..؟ هل يكتب عن عيون المرأة وسهامها.. ام عن عيون الرجل وحرارتها..؟ اسئلة كثيرة وكثيرة ليس لها جواب شاف وكاف.. جميعها اسئلة شيقة تبعث الحيوية في قلم الكاتب والشاعر وتبعث النشاط في نفس الباحث وتشيع البهجة في قلب القارئ
.أجمل العيون:
اذا اردنا ان نتحدث عن اجمل العيون فأجمل العيون لم نعثر لها على تعريف محدد.. وقد وصف العرب العيون بصفات عديدة هي:
- العين (الدعجاء) وهي العين شديد السواد مع اتساع في المقلة.
- العين (البرجاء) وهي شديد السواد شديد البياض.
- العين (النجلاء) وهي العين الواسعة.
- العين (الكحلاء) وهي العين التي اسودت جفونها من غير كحل.
- العين (الحوراء) وهي العين التي اتسع سوادها.
- العين (الوطفاء) وهي العين التي صالت اشفارها.
- العين (الشهلاء) و(الضمأ) وهي العين رقيقة الجفن.
بعض اجزاء العيون:
وقد اطلق العرب بعض الاسماء المتعددة على بعض اجزاء العيون منها:
٭ اللحظ: وهو مؤخرة العين الذي يلي الصدغ.
٭ الموق: وهو طرف العين الذي يلي الأنف وهو مخرج الدمع.
٭ المحجر: وهو فجوة العين وهو ما بدأ من البرقع والنقاب.
٭ الوصف: وهو كثرة شعر العينين مع استرخاء وطول.
وكل هذه العيون جميلة وعالمها غريب فيه المتناقضات وفيه اسرار عجيبة وغريبة تتطلب فراسة ومعرفة، وفيها زسرار وألغاز يصعب حلها.
ونقف حائرين حتى الآن امام العيون وأيهما الأجمل، الأدب العربي المعاصر زاخر بالتغزل في العيون وفي جمالها واكثر الغزل الذي قيل في العيون يدور حول الشكوى والتوجع من سهام العيون. يقول ابن ابي حجلة:
كل الحوادث مبداها من النظر
ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها
فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها
في اعين الغيد موقوف على الخطر
وعن مدى تأثير العيون لم يجد الشاعر جرير ما يصف به العيون سوى الاستشهاد بابياته المشهودة التي طالما رددها الكثيرون اعجاباً:
ان العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
وهن اضعف خلق الله انسانا
اتبعتهم مقلة انسانها عزق
هل ما ترى تارك للعين انسانا
ومن الشعراء من شبه العيون بغابة النخيل عند قدوم وقت السحر فالابيضاض الذي يكون في اعلى السماء وعند بلوغ الافق مداه ماهو الا بياض العيون، والاسوداد الذي يغطي الغابة ماهو الا سواد العين وعندما يهب الهواء ويحرك جذوع النخيل يتراءى للناظر وكأنها الرموش يقول الشاعر بدر السياب في ذلك في قصيدته انشودة المطر:
عيناك غابة نخيل ساعة السحر
او شرفتان راح ينأى عنهما القمر
ويقول الشاعر البارودي في صورة شعرية جميلة:
نصبت حبائل هدبها فتصيدت
قلبي.. فراح فريسة الاهداب
ما كنت اعلم قبل طارقة الهوى
ان العيون.. مصائد الألباب
ومهما قيل في العيون تظل العين (السوداء) عين العربي هي الأجمل بين العيون في نظر العربي وتظل العيون العربية السوداء هي سكنه العاطفي ومؤهلة الشعري وعالمه السحري الجميل.
الشعر في العيون
وعندما تطرقنا للحديث عن العيون ومدى تأثيرها يجب ان نقف عند شعر اكثر الشعراء الذين صوروا مدى تأثير العيون على العاشقين ومن الشعراء الذين قالوا قصيدة كاملة خاصة بالعين الأمير خالد الفيصل منها:
الله اكبر كيف يجرحن العيون
كيف ما يبرا صويب العين ابد
احسب ان الرمش لا سلهم حنون
اثر رمش العين ما ياوي لاحد
يوم روح لي نظر عينه يهون
فزله قلبي وصفق وارتعد
ويقول الشاعر المهجري ايليا ابو ماضي الذي عاش اكثر عمره بين العيون المختلفة الالوان يقول في نظرة العيون السود:
ليت الذي خلق العيون السودا
خلق القلوب الخافقات حديدا
هي نظرة عرضت فصارت في الحشا نارا
وصار لها الفؤاد وقودا
ويقول رجاء النقاش تستطيع العين ان تجمع كل طاقة القلب في نظرة واحدة ويمكن للعين ان تحمل المرارة في نظرة وتحمل اسى الايام في نظرة، ويمكن لها ان تتكلم بدون لفظ ينطق به اللسان، وان تقول في لمحة واحدة ما يرويه اللسان في ايام وساعات، ان الانسان يتركز كله ويمكن تلخيصه في العين، والفلاسفة والشعراء لم يهتموا بشيء في الانسان بقدر ما اهتموا بالعين، فالعيون تعوم في بحر خفي من الدموع والافراح بحر قد نراه احياناً وقد لا نراه ولكنه قاتم وراء العيون. كم احب العيون واخافها، كم احب الحديث الصامت الذي ينطلق بين الجفون فهو يملك من التأثير على القلب اقوى مما يملك ابدع الشعراء واكثرهم عبقرية في صناعة الالفاظ وقد قيل في النظرة الاولى «النظرة من المحب موت عاجل، ومن المحبوب سهم قاتل».
واخيراً..
موضوع العيون موضوع شائق وشائك، العين ذلك الجهاز الذي حبانا اياه الله عز وجل لنرى الاشياء الجميلة، والعيون هي النافذة التي يطل الانسان من خلالها، وهي المساعد الرئيسي لجميع الحواس بواسطة العين تتضح الصورة في العقل بشكل لا لبس فيه ولا غموض عندما يسمع اي شخص صوتاً فانه يبحث عن مصدر هذا الصوت بالعين وعند يلمس اي شخص شيئا فانه يراه بالعين، وعندما يتذوق طعماً فانه يراه بالعين ليتأكد من شكله ولونه، وعندما يشم رائحة فانه يبحث عن مصدرها بالعين، فالعيون من انعم الله عليه بها فإنها تشكل اساساً لا يستغنى عنه.
واختتم الحديث عن العيون ببعض الامثال التي قيلت في العيون وان كانت من خارج الوطن العربي وهي تقول:
٭أجمل العيون واكذبها عيون النساء - مثل برازيلي.
٭ اذا عدمت المرأة جمال الأسنان ضحكت بعينها - بلزاك.
٭ تستطيع قراءة قصة المرأة في عينيها - توماس مور.
٭ المرأة تميز الرجل بعينيها والرجل يميز المرأة بعقله - توماس.
٭ اين الكاتب الذي يرينا جمالاً كالذي نراه في عيني المرأة - شكسبير.
٭ عيون المرأة بحيرة جافة ولكنها تغرق أعظم السباحين.
٭ المرأة حريصة على ان ترى بعينيها ولكنها تغمض عينيها احياناً كي تشجع غيرها يراها.
واحدة من معجزات الله على ارضه العيون، حركات حافلة جداً بالمعاني الرائعات تدل على الحب اذا اتسعت وعلى الكرة اذا ضاقت، فيها الجاذبية وفيها القوة، فيها الحقد وفيها الحسد، وفيها المكر وفيها الدهاء.
حقيقة عندما اخترت موضوع العيون للكتابة عنها توقفت كثيراً، حيث فقدت القدرة على التركيز لما في العيون من فروع الكلام التي يعجز الكاتب والشاعر والمتتبع لها ايما اعجاز عندما يكتب خاصة اذا كان الموضوع عن «العيون» مواضيع كثيرة ومتشبعة في العيون يقف الكاتب عندها حائراً عندما يريد الكتابة عنها.. ويحتار هل يكتب عن سحر العيون بمعانيها الرومانسية ام بمحسوساته الشيطانية..؟
ويحتار هل يكتب عن لغة العيون.. التي تعد افصح لغة عرفها مخلوق ام عن اسرارها التي تختبئ في الرمزية وسراديب اللا معقول..؟
يحتار هل يكتب عن اجمل العيون ام أقبحها؟ ويحتار هل يكتب عن اصفى العيون ام اعمتها..؟ ويحتار هل يكتب عن انواع ام غرائب وعجائب العيون..؟ هل يكتب عن الامثال التي قيلت ام عن الشعر الذي سطره الشعراء في العيون..؟ هل يكتب عن عيون المرأة وسهامها.. ام عن عيون الرجل وحرارتها..؟ اسئلة كثيرة وكثيرة ليس لها جواب شاف وكاف.. جميعها اسئلة شيقة تبعث الحيوية في قلم الكاتب والشاعر وتبعث النشاط في نفس الباحث وتشيع البهجة في قلب القارئ
.أجمل العيون:
اذا اردنا ان نتحدث عن اجمل العيون فأجمل العيون لم نعثر لها على تعريف محدد.. وقد وصف العرب العيون بصفات عديدة هي:
- العين (الدعجاء) وهي العين شديد السواد مع اتساع في المقلة.
- العين (البرجاء) وهي شديد السواد شديد البياض.
- العين (النجلاء) وهي العين الواسعة.
- العين (الكحلاء) وهي العين التي اسودت جفونها من غير كحل.
- العين (الحوراء) وهي العين التي اتسع سوادها.
- العين (الوطفاء) وهي العين التي صالت اشفارها.
- العين (الشهلاء) و(الضمأ) وهي العين رقيقة الجفن.
بعض اجزاء العيون:
وقد اطلق العرب بعض الاسماء المتعددة على بعض اجزاء العيون منها:
٭ اللحظ: وهو مؤخرة العين الذي يلي الصدغ.
٭ الموق: وهو طرف العين الذي يلي الأنف وهو مخرج الدمع.
٭ المحجر: وهو فجوة العين وهو ما بدأ من البرقع والنقاب.
٭ الوصف: وهو كثرة شعر العينين مع استرخاء وطول.
وكل هذه العيون جميلة وعالمها غريب فيه المتناقضات وفيه اسرار عجيبة وغريبة تتطلب فراسة ومعرفة، وفيها زسرار وألغاز يصعب حلها.
ونقف حائرين حتى الآن امام العيون وأيهما الأجمل، الأدب العربي المعاصر زاخر بالتغزل في العيون وفي جمالها واكثر الغزل الذي قيل في العيون يدور حول الشكوى والتوجع من سهام العيون. يقول ابن ابي حجلة:
كل الحوادث مبداها من النظر
ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها
فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها
في اعين الغيد موقوف على الخطر
وعن مدى تأثير العيون لم يجد الشاعر جرير ما يصف به العيون سوى الاستشهاد بابياته المشهودة التي طالما رددها الكثيرون اعجاباً:
ان العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
وهن اضعف خلق الله انسانا
اتبعتهم مقلة انسانها عزق
هل ما ترى تارك للعين انسانا
ومن الشعراء من شبه العيون بغابة النخيل عند قدوم وقت السحر فالابيضاض الذي يكون في اعلى السماء وعند بلوغ الافق مداه ماهو الا بياض العيون، والاسوداد الذي يغطي الغابة ماهو الا سواد العين وعندما يهب الهواء ويحرك جذوع النخيل يتراءى للناظر وكأنها الرموش يقول الشاعر بدر السياب في ذلك في قصيدته انشودة المطر:
عيناك غابة نخيل ساعة السحر
او شرفتان راح ينأى عنهما القمر
ويقول الشاعر البارودي في صورة شعرية جميلة:
نصبت حبائل هدبها فتصيدت
قلبي.. فراح فريسة الاهداب
ما كنت اعلم قبل طارقة الهوى
ان العيون.. مصائد الألباب
ومهما قيل في العيون تظل العين (السوداء) عين العربي هي الأجمل بين العيون في نظر العربي وتظل العيون العربية السوداء هي سكنه العاطفي ومؤهلة الشعري وعالمه السحري الجميل.
الشعر في العيون
وعندما تطرقنا للحديث عن العيون ومدى تأثيرها يجب ان نقف عند شعر اكثر الشعراء الذين صوروا مدى تأثير العيون على العاشقين ومن الشعراء الذين قالوا قصيدة كاملة خاصة بالعين الأمير خالد الفيصل منها:
الله اكبر كيف يجرحن العيون
كيف ما يبرا صويب العين ابد
احسب ان الرمش لا سلهم حنون
اثر رمش العين ما ياوي لاحد
يوم روح لي نظر عينه يهون
فزله قلبي وصفق وارتعد
ويقول الشاعر المهجري ايليا ابو ماضي الذي عاش اكثر عمره بين العيون المختلفة الالوان يقول في نظرة العيون السود:
ليت الذي خلق العيون السودا
خلق القلوب الخافقات حديدا
هي نظرة عرضت فصارت في الحشا نارا
وصار لها الفؤاد وقودا
ويقول رجاء النقاش تستطيع العين ان تجمع كل طاقة القلب في نظرة واحدة ويمكن للعين ان تحمل المرارة في نظرة وتحمل اسى الايام في نظرة، ويمكن لها ان تتكلم بدون لفظ ينطق به اللسان، وان تقول في لمحة واحدة ما يرويه اللسان في ايام وساعات، ان الانسان يتركز كله ويمكن تلخيصه في العين، والفلاسفة والشعراء لم يهتموا بشيء في الانسان بقدر ما اهتموا بالعين، فالعيون تعوم في بحر خفي من الدموع والافراح بحر قد نراه احياناً وقد لا نراه ولكنه قاتم وراء العيون. كم احب العيون واخافها، كم احب الحديث الصامت الذي ينطلق بين الجفون فهو يملك من التأثير على القلب اقوى مما يملك ابدع الشعراء واكثرهم عبقرية في صناعة الالفاظ وقد قيل في النظرة الاولى «النظرة من المحب موت عاجل، ومن المحبوب سهم قاتل».
واخيراً..
موضوع العيون موضوع شائق وشائك، العين ذلك الجهاز الذي حبانا اياه الله عز وجل لنرى الاشياء الجميلة، والعيون هي النافذة التي يطل الانسان من خلالها، وهي المساعد الرئيسي لجميع الحواس بواسطة العين تتضح الصورة في العقل بشكل لا لبس فيه ولا غموض عندما يسمع اي شخص صوتاً فانه يبحث عن مصدر هذا الصوت بالعين وعند يلمس اي شخص شيئا فانه يراه بالعين، وعندما يتذوق طعماً فانه يراه بالعين ليتأكد من شكله ولونه، وعندما يشم رائحة فانه يبحث عن مصدرها بالعين، فالعيون من انعم الله عليه بها فإنها تشكل اساساً لا يستغنى عنه.
واختتم الحديث عن العيون ببعض الامثال التي قيلت في العيون وان كانت من خارج الوطن العربي وهي تقول:
٭أجمل العيون واكذبها عيون النساء - مثل برازيلي.
٭ اذا عدمت المرأة جمال الأسنان ضحكت بعينها - بلزاك.
٭ تستطيع قراءة قصة المرأة في عينيها - توماس مور.
٭ المرأة تميز الرجل بعينيها والرجل يميز المرأة بعقله - توماس.
٭ اين الكاتب الذي يرينا جمالاً كالذي نراه في عيني المرأة - شكسبير.
٭ عيون المرأة بحيرة جافة ولكنها تغرق أعظم السباحين.
٭ المرأة حريصة على ان ترى بعينيها ولكنها تغمض عينيها احياناً كي تشجع غيرها يراها.