المريض النفسى هو من يعانى والمجتمع من حوله لا يرحم

زائر
العديد من وسائل الإعلام ساهم في تشويه صورته رغم أنه يمكن أن يتحسن بتناول الأدوية

المريض النفسي يبقى هو من يعاني والمجتمع من حوله لايرحم











المرض النفسي أو الأمراض النفسية والتي أصبحت الآن أمراً واقعاً اعترفت به المجتمعات، ولاشك بأن هذا الاعتراف نسبي، يختلف من مجتمعٍ لآخر، وهذا الاختلاف نتاج طبيعي لاختلاف الثقافات والأعراف والتقاليد والديانات ومستوى التعليم في كل مجتمع. لقد كان المرض النفسي قبل عقود ليست بعيدة وصمة عار على المريض وعائلته، بل على المجتمع بأكمله، لذلك فقد كان مُخفى، ولا يتحدث أحدٌ عنه، سواءً كان أهل المريض أو المسؤولون عن الخدمات الصحية.



ظل المرض النفسي مُبعداً عن الطب العضوي، بل مُبعداً عن كل الأمراض مجملةً وعن الطب، وكان يتولى علاج المرضى النفسيين أشخاص ليس لهم أي علاقة بالطب أو العلم بوجهٍ عام. كان يتولى علاج المرضى النفسيين الكهنة والقساوسة ورجال الدين في الكنائس، وبعض المشعوذين في الدول الأوروبية. والذي يدرس تاريخ الطب النفسي سوف يُصدم من كيفية ممارسة علاج المرضى النفسيين في العالم أجمع على مرّ العصور.



لقد تحدّث أشهر الأطباء الاغريق مثل ارسطو وأبو قراط، لكن كان حديثهم بشكلٍ مُبسّط، ولكنهم ذكروا بعض الأمراض النفسية والعقلية ولكنهم أرجعوا أسبابها الى أمور عضوية، حتى أن بعض الأمراض لازالت تحتفظ بالاسم الذي أطلقه عليها اطباء الأغريق مثل الهستيريا، وهو اضطراب يكثُر عند النساء وتُصاب السيدة بما يُعرف حالياً الأعراض التحولية مثل الصرع الهستيري وبقية الأعراض التحولية الأخرى . وأطلق الأطباء الأغريق الهستيريا نسبة الى الرحم لأن اسم الرحم باللغة اليونانية هو هيستر، فأطلقوا على عدة أمراض خاصةً عند النساء اضطراب الهستيريا حيث قالوا بأن الاضطرابات العقلية أو النفسية التي تُعاني منها المرأة هي نتيجة انفكاك الرحم من مكانه ودورانه داخل جسد المرأة مما يُسّبب لها هذه الاضطرابات العقلية .











كل هذه المقدمة، لأننا حتى الآن لم نصل الى المستوى المطلوب في تقبل المرض النفسي والمريض، ليس في الدول العربية أو دول العالم الثالث، ولكن حتى في الدول المُتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية أو الدول الأوروبية. فبرغم كل الحملات التوعوية والبرامج المختلفة في وسائل الاعلام المتعددة، الا أنه لا يزال هناك تحرج من الذهاب الى الأطباء النفسيين أو العيادات النفسية.



ماهو تأثير هذا الأمر على عامة الناس؟



لقد أثار استغرابي العدد الكبير من المرضى النفسيين الذين يرفضون الذهاب الى العيادات النفسية أو مقابلة الطبيب النفسي. عندما يذهب مريض الى طبيب في أي تخصص ولم يجد أي مرض عضوي، ويرى أعراض مرض نفسي أو عقلي فيقوم الطبيب المُعالج بتحويل المريض الى العيادة النفسية فان نسبةً عالية من المرضى يرفضون فكرة الذهاب الى العيادة النفسية اطلاقاً، ويعتقدون بأن الطبيب أخطأ التشخيص ويذهب الى طبيب آخر وتبدأ دوّامة مراجعة الأطباء في تخصصات مختلفة.



لماذا لا يذهب هؤلاء المرضى الى العيادات النفسية؟




تلعب وسائل الاعلام دورا رئيسا ومهما جداً في التعريف بالأمراض النفسية والعقلية، فقد تم تشويه صورة المريض النفسي، وأساءوا الى المرض النفسي، وزاد الأمر سوءاً اظهار المشعوذين الذين يُعالجون المرضى النفسيين بطرق بدائية، فيظهر على شاشات التليفزيون أشخاص بملابس غريبة يسكنون الصنادق أو شققٍ كئيبة مما جعل البعض يربط بين المرض النفسي وهذه المناظر المُقززة.











المشكلة الأخرى وهي أن الناس يصفون الشخص الشرير بأنه مريض نفسي، وهذا مُناف للواقع، حيث أن المرضى النفسيين - عدا نسبة قليلة - مسالمون وضعفاء ومُستّغلون من بعض افراد المجتمع . والدراسات التي أجريت على المرضى النفسيين لم تثبت بأنهم أكثر ارتكاباً للجرائم مقاربةً بعامة الناس . لذلك فانه عندما يقول شخص أو يكتب واصفاً بأنه شخص شرير يقول عنه بأنه "مريض نفسي" وهذا فيه ظلم للمريض النفسي، لذلك يتردد كثير من المرضى النفسيين من الذهاب الى العيادات النفسية.



كذلك يعتبر البعض بأن المرض النفسي شر يتلبسّ الشخص، وهذه أيضاً من الأمور التي تمنع المريض النفسي من أن يذهب الى العيادة النفسية حيث يعتقد أن ما يُعاني منه هو شر ولعنة وليس مرضاً يحتاج الى مراجعة عيادة النفسية . المشكلة أن هذا الأمر يُعزّز بوسائل الاعلام فيُصبح الأمر أكثر خطورة. وفي ضوء الانتشار السرطاني للقنوات الفضائية أصبح كل شخص يتحدث في الطب النفسي والأمراض النفسي مما جعل بعض الجهلة وأنصاف المتعلمين يشوشون فكر عامة الناس. فالمرض النفسي ليس شراً، بمعنى الشر الذي يعرفه الناس، وان فكرة الناس عن المرض النفسي كشيء شرير، وليس مثل بقية الأمراض العضوية الأخرى، والتي تحظى برعاية المسؤولين في وزارات الصحة، جعل الجهات المسؤولة عن الرعاية الصحية يولون عنايةٍ أقل للمرض النفسي وللمرضى النفسيين، لذلك تجد أن المستشفيات المُخصصة للصحة النفسية كئيبة في معظم دول العالم، طبعاً عدا المستشفيات النفسية الخاصة في الدول الاوربية والولايات المتحدة الأمريكية.











هذه الفكرة أيضاً تجعل عامة الناس يعتقدون بأن المرض النفسي شر، وفقاً لما يُنشر ويُشاهد ويُسمع من وسائل الاعلام المختلفة. هذه الفكرة أيضاً جعلت التبرعات ضئيلة للجمعيات التي تعنى بالأمراض النفسية، ففي دراسة أجراها طبيب نفسي أيرلندي عن التبرعات للجمعيات الخيرية، حظيت الجمعيات التي تهتم بأمراض القلب بعدها الجمعيات التي تعنى بمرض الايدز، بينما كانت الجمعيات الخيرية التي تهتم بالأمراض النفسية هي في ذيل القائمة، حيث كانت في آخر قائمة الجمعيات التي تصلها تُبرعات من المواطنين، برغم أن الأمراض النفسية بجميع أنواعها تُصيب ما بين 20الى 30% من عامة الناس.



وصمة المرض النفسي



منظمة الصحة العالمية مع برامج أخرى من الأمم المتحدة شكّلت جمعيات لمحاربة وصمة المرض النفسي ولكن أمام الاعلام الطاغي في تشويه المرض النفسي، بل أيضاً تشويه الأطباء النفسيين واظهارهم في الافلام والمسلسلات كأشخاص مُختلين عقلياً يسلكون بطريقة غريبة .



ان للاعلام دورا مهما جداً في تشويه صورة المرض النفسي والمريض النفسي والطبيب النفسي ونحن بحاجةٍ ماسة لتوعية عامة الناس بأن المرض النفسي، مثله مثل أي مرض عضوي آخر له أعراضه وله علاج، وكثير من الأدوية النفسية تُساعد المريض على التحّسن والحياة بصورةٍ أفضل، وهذه الأدوية في مُجملها ليست أدوية مُخدرة وليست من الأدوية التي يُدمن عليها، هناك أدوية تُسبب الادمان لكنها لاتتجاوز 1% من الأدوية النفسية التي تُستخدم لعلاج الاضطرابات النفسية المختلفة.

اننا نطلب من وسائل الاعلام المختلفة القاء الضوء على الأمراض النفسية بصورةٍ علمية وبحثاً عن الحقيقة وليس للاثارة وتشويش العامة وخلق رُهاب عام لدى عامة الناس من الأطباء النفسيين والأدوية النفسية، وأن يختاروا من يتحدث بحيث يكون مُتمكناً من علمه وليس ممن يُقحمون أنفسهم دون درايةٍ كاملة بالمرض النفسي.



د.ابراهيم بن حسن الخضير





منقــــــــــول
 

زائر
فعلاااااااااا روفان مازال الناس لايتقبلون فكرة الطب النفسي بشكل عاااااااااااااام

والاعلام يلعب دور كبير في هذا كما ذكرتي

لانهم لم يتقلوا الصوره الحقيقيه لطبيب والمريض

ان شاء الله الوضع يتحسن

يسلمووووووووووا روفان الغاليه ع الموضووع

ودي وخالص احترامي

دمتي بالف خيررررررررر
 

زائر


وبيكون فى الاخر مشكله للمريض لأنه لم يعالج او الوصمه التى يتصف بها طيله حياته وعدم تقبله

شكراً لكِ د هدى
 

زائر
مشكور أْخوي ورفان فعلا انا خالطت بعض من ا لمرضىالنفسيين وهم ضعفاء ومساكين وفعلا لازال الذهاب الي الطبيب النفسي يعتبر مشكله عند الكثير من الناس وللاْسف لم يتم علاج هذه المشكله من اْهل الاْختصاص
 

زائر
تسلمي اختي ع الموضوع الجميل فعلا لازال المريض النفسي يتردد في الذهاب الى الطبيب النفسي خوفا من نظرة المجتمع
يعطيك ااالف عافيه اختي
 

زائر


مشكله فعلا

شكراً بالاسلام نرتقى
 

زائر


شكراً لكِ قلبى المشتاق
 

زائر
جـزاكـ الله خيرر....}
 

زائر
شكرا للموضوع
 

زائر
فعلا المرض النفسي هو مرض تكون اعراضه مبهمة و عن تجربة خاصة لنا في اسرتي عانت هدا المرض النفسي الدي يسمى مرض المزاج و قد طالتنا نحن كدلك هده المعاناة لكن عنا نحنا نحن حينما اكتشفنا مرضناها عرضناها على اطباء نفسيين كثر لكن بدون نتيجة لمدة اربع سنوات و بعد دلك فقدنا الامل في الطب النفسي لانه لم يصل الى المستوى المطلوب خصوصا في الدول العربية وهدا ما علنا نغير مسار العلاج حيت اتجهنا الى التداوي بالرقية الشرعية و قطعنا العلاج بالادوية لكن بعد ان تعرضنا لاستغلال العديد من الجهالوحاولنا ان نوهم انفسنا بان هدا هو العلاج لكن مرة اخرىدون نتيجة و قررنا ان نعرضها مرة اخرى على اخصائي نفسي هده الايام و قام بخبارنا ان مرضها يسمى المزاج و ان الادوية السابقة كانت خاطئة حقا عانينا الويلات جراء هدا المرض و ارجوا ان تدعوا لها بالشفاء العاجل جزاكم الله خيرا
 

زائر
شكرا على الموضوع
لا ازيد على ماقالت الدكتورة هدى وبقية الاعضاء
تحياتي
 

زائر


شكراً اريام

وجزانا الله وإياكِ
 

زائر


شكراً لكِ عبير
 

زائر


ام مروى

للأسف المرض النفسى بيطول كثيراً وخصوصاً لو لم نتفهم المريض واسباب المرض

كثيراً العلاج لا يجدى باى شيئ وخصوصاً الدوائ الا عندما نعرف سبب المرض وبكل تأكيد بيكون له سبب ولو قدرنا اننا نتغلب على هذا السبب سوف يكون المريض على ما يرام

الادويه النفسيه جميعها لا تنفع بدون علاج سلوكى ايضاً وعلاج المسبب بكل تأكيد

ربنا الشافى وقادر يشفيها لكم ويشفى مرضى المسلمين اجمعين

شكراً لك مرورك
 

زائر


يكفى تشريفك هنا

شكراً لك
 

زائر
حقا هذا صحيح تماما
مع ان المرضى النفسيين هم اكثر الناس حاجة لرأفة المجتمع اكثر من المصابين بالامراض العضوية
لان علاج المريض النفسي يجب ان يكون بجوار اشخاص ومجتمع متفهم
و ايضا من احد الامور التي استغربها حول اعتقاد الناس بان المصاب بالفصام هو انسان له شخصيتين كما تم نشره في المسلسلات و الافلام
بينما هو لا علاقة له بما وصف
 

زائر
للأسف فعلا الاففلام والمسلسلات شوهت المريض النفسى ان كان فصام او غيره ولذلك المجتمع مازال لا يتقبل المرض النفسى برغم ان 90% من الامراض العضوية ناتج عن امراض نفسيه كثيرة

شكراً لك
 

زائر
احب اطمن كل المرضى النفسيين


انه لا يوجد علاج للمرض النفسي عن تجربة

الادوية بتدخل في دوامة تطلع من مرض تدخل في مرض العن


مع تحياتي : المعقدة
 

زائر
مشكوره على ماقدمتي يا روقااان