زائر
يرى العلماء إن الإنسان في عصر التكنولوجيا والتقدم العلمي والحضاري قد عانى أكثر من قبل التوترات العصبية والنفسية, وكثرة همومه وتشعب أهواؤه ومصالحة, وأضحي الفرد مجبرا للعمل أكثر من طاقته ليواكب الحضارة المعاصرة ومتطلباتها, وهذا الجهد والعناء المتزايد أفقد العديد من الناس توازنهم الانفعالي والنفسي والفكري؛ ونتيجة لذلك بدأ العلماء في مجال الطب والعلاج النفسي يبحثون عن أساليب وتقنيات تساعد الناس على التخفيف من ألامهم وضغوطهم النفسية التي تظهر على شكل من القلق والخوف والضغط النفسي والأرق وقد وجد أن من بين الأساليب الاسترخاء العضلي بفنياته المتعددة, لما له من قوة في التأثير في وظائف الجسد والنفس, أي التأثير السيكوفيزيولوجي.
يعد الاسترخاء eaxatinمن العمليات المهمة التي يعتمد عليها أسلوب تعديل السلوك وخاصة الأستجابات الإنفعالية غير المرغوب فيها كالقلق والإكتئاب والضغط النفسي والإرهاق وصعوبات النوم ومشكلات السلوك الجنسي واللياقة الصحية العامة.
لقد أصبح الإسترخاء ضرورة من ضروريات الحياة لابد من تعلمه لمواجه ضغوط الحياة والتغلب على مشاكلها, فعادةً عندما يسيطر التوتر النفسي على شخص ما؛ عندئذ لا يستطيع الإنسان أن يفكر بشكل سليم وحينئذٍ تصبح ردود أفعاله مبالغ فيها أو غير طبيعية؛ ولهذا يمكن أن تنعكس بشكل سلبي على الصحة الجسمية والنفسية معًا. وينبغي إختيار مكاناً هادئاً ثم الجلوس على كرسي مريح وتغميض العينين ووضع اليدين إلى الجانبين والقدمين متباعدين وتنفس بعمق .. شهيق عميق .. وزفير.. شهيق.. وزفير..وترك الجسم كله على الكرسي مسترخياً وطرياً, وإسترخاء العضلات في كل الجسم .. وفي حالة الشهيق يتم شد العضلات, وفي حالة الزفير ترك العضلات تسترخي وحدها وإعاده ذلك عدة مرات. علينا أن نعلم بأن الإسترخاء هو إنسجام وتفاهم ما بين العقل والجسم والنفس لمحاولة إستراحة العقل من عناء التفكير المتواصل وإسترخاء الجسم وعضلاته من الشد والإجهاد الدائم؛ وبالتالي تأتي راحة النفس.
وهو تدريبات للجسم والعقل في مرحلة الوعي, يتمكن من خلالها الإنسان تنشيط عمليات الشفاء الذاتي للجسم, داعيًا إلى أن يستلقى الإنسان على ظهره في مكان مريح ويسند رأسه إلى وسادة منخفضة مع إبقاء العينين مغلقتين بدون الضغط عليهما، ثم يترك لإحساسها العنان
والإسترخاء في حد ذاته يُريح الأعصاب, ومن ثم فهو وسيلة التخلص من التوتر والقلق وشغل وقت الفراغ بدلاً من الإطراق والسرحان وشرود الذّهن حيث يرتبط وقت الفراغ بالإسترخاء والأستجمام والراحة؛ وعند ذلك يحدث الإسترخاء الإيجابي بعمل أي شيء يأتي بطبيعته خلال وقت الفراغ مثل تنسيق حديقة المنزل أو التنزه, أو يكون الإسترخاء سلبياً حيث يمضي الوقت فيما لا يُفيد الجسم أو العقل.
حيث يساعد الإسترخاء على خفض نسبة التوتر وحدته، ووجد الباحثون أن تمرينات الإسترخاء تؤدي إلى: تحسين النوم, تخفيف الوزن , تحسين الذاكرة, تنظيم ذبذبات المخ, التقليل من كمية العرق, التقليل من حدة الإكتئاب, خفض نسبة التوتر وحدته, تقليل الشعور بآلام الجسم, المساعدة على خفض ضغط الدم, تخفيض مستوى الصداع النصفي, تخفيض من حدة الصداع التوتري, خفض إحتمال الإصابة بأمراض القلب, تقليل تأثير الأصوات العالية على الإنسان, التحسين من أداء العمل والتحصيل الدراسي, التأثير بشكل إيجابي بتقليل جميع الإضطرابات النفسية, التقليل من إضطرابات الأمعاء وبخاصة القولون.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
د.ماطر بن عواد