تطبيقات جوهرية للأشعة الطبية في أمراض الأذن

زائر
تمثل الأشعة التشخيصية حجر الزاوية الرئيسي في تشخيص أمراض الأنف والأذن والحنجرة بمختلف أنواعها ودرجاتها سواء ما كان منها خلقيا مثل التشوهات الخلقية الناتجة عن أمراض وراثية وجينية، أو ما كان مكتسبا سواء كان على شكل التهابات حادة أو مزمنة وكذلك الأمراض السرطانية المعقدة والمتقدمة.
وتكمن أهمية الأشعة التشخيصية في قدرتها على تشخيص هذه الأمراض والتي يصعب على الطبيب المعالج تحديد ماهيتها ودرجتها وذلك بسبب التشريح الطبي المتناهي الدقة لهذه الأعضاء البالغة الحساسية وصعوبة فحصها وتقييم عملها عن طريق الفحص الإكلينيكي المباشر.

يقول رئيس الجمعية العلمية السعودية للأشعة بالمملكة العربية السعودية الدكتور سطام سعود لنجاوي إن مما ساهم في زيادة الاعتماد على الأشعة التشخيصية في الوصول إلى العلاج الشافي لهذه الأمراض، هو التطور السريع والمطرد في علوم الأشعة بمختلف تخصصاتها وفروعها، حيث أن الثورة التقنية التي يمر بها الطب البشري أصبحت مبنية أساسا على قدرة الأجهزة التشخيصية على تحديد مكان وماهية المرض ودرجة انتشاره حتى يتسنى للطبيب المعالج اختيار العلاج المناسب.

* تشخيص متطور

* ولعل هذه التقنية وتطبيقاتها خصوصا فيما يختص بالأشعة المقطعية T San أو الرنين المغناطيسي MI تظهر جلية في حالات أمراض الأذن والأنف والحنجرة. ويضف الدكتور سطام لنجاوي أنه معلوم بأن الأمراض الوراثية والخلقية تكون ناتجةً عن تشوه في تركيب الأذن الداخلية أو الخارجية مما يؤدي إلى إعاقة في السمع لدى الطفل منذ ولادته ومن تأخر النطق والنمو الذهني لدى الطفل لضعف وصول المؤشرات والمنشطات السمعية الخارجية. وفي هذه الحالات فإن دقة التشخيص تكون هي الأساس في علاج هذه الأمراض والتي تتفاوت من حالات سمعية لا تحتاج إلى عمليات معقدة فقد تصل بعض هذه الحالات المرضية إلى استدعاء الحاجة لزراعة أذن داخلية صناعية تقوم بمقام الموصل للصوت إلى العصب السمعي. ولكي يتمكن الطبيب المعالج من معرفة الوضع التشريحي للأذن بالأشعة الخارجية والداخلية وماهية المرض، ومن ثم تحديد طريقة العلاج فإنه لا بد من إجراء فحص للأذن بالأشعة المقطعية المتناهية الدقة High estin T San وذلك لدراسة وضع عمليات الأذن والتجويف الداخلي للأذن الوسطى وتركيب القوقعة والقنوات الهلالية للأذن الداخلية.

أما إذا كانت أمراض الأذن ناتجة عن أمراض مكتسبة مثل الالتهابات والأورام فإن الأشعة المقطعية تكون أساس التشخيص والتفرقة بين الحالتين ومن ثم تحديد مدى انتشار المرض ومدى حاجة المريض للعمليات الجراحية وكذلك طريقة عمل الجراحة للحصول على أفضل النتائج خصوصا في ما يختص بانتشار المرض إلى قاع الجمجمة أو إلى داخل الدماغ والذي بلا شك يغير من طريقة العلاج كليا. ومن البدهي القول بأن أمراض الحنجرة والتي غالبا ما تكون سرطانية هي أمراض تحتاج إلى عناية خاصة لأن طبيعة المرض تستلزم الدقة في التشخيص وتحديد مكانه ومدى انتشاره للأعضاء المجاورة والغدد اللمفاوية وذلك حتى يتسنى للطبيب المعالج تحديد الجرعة المناسبة من العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي للتخلص من الورم أو تحجيمه، وغالبا ما يكون ذلك عن طريق التصوير الإشعاعي الطبقي أو عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي والذي يوضح التشريح لهذه الأعضاء ويميز أدق دقائقها حتى يتمكن الجراح من إزالة الورم دون أي بقايا سرطانية. كذلك فان هذين النوعين من الأشعة لهما الأهمية الكبرى في متابعة مثل هذه الحالات والتأكد من استجابة المريض للعلاج وعدم عودة المرض مرة أخرى. ختاما نخلص إلى أن التطور المذهل الذي حدث في مجال الأشعة الطبية جعل من هذا العلم أساسا ثابتا وركيزة هامة يتم على أساسها تشخيص الأمراض وعلاجها ومتابعتها والتي بدونها يكون الطبيب أشبه بمن يصطاد في ظلام حالك على غير هدى.

* عوامل نجاح زراعة قوقعة الأذن الداخلية > يجتهد الطب الحديث في التخفيف من معاناة الإنسان مع المرض وخاصة الأمراض التي لا رجاء في الشفاء منها، ويكون ذلك بزراعة أجهزة تعويضية لمساعدة الفرد على استعادة قدر من وظيفة العضو أو الحاسة التي فقدها... ومن بين هذه العمليات زراعة قوقعة الأذن الداخلية لمساعدة المرضى المصابين بالصمم على استعادة حاسة السمع. يقول الدكتور عبد المنعم حسن الشيخ مدير عام مستشفى الملك فهد بجدة واستشاري ومدير مركز الأنف والأذن والحنجرة، إن عملية زراعة القوقعة هي عملية جراحية معقدة تتم فيها زراعة جهاز إلكتروني مكون من أقطاب كهربائية داخل قوقعة الأذن الداخلية وجهاز آخر يوضع في العظم خلف الأذن الداخلية، وتجرى هذه العملية لمن يعانون من صمم تام في الأذنين ولا يستفيدون من استعمال السماعة الطبية المكبرة للكلام. ويؤكد الدكتور عبد المنعم الشيخ على أهمية عمل مجموعة من الفحوص الطبية قبل إجراء هذه العملية الجراحية، ويأتي في مقدمتها عمل الأشعات على الأذن مثل الأشعة المقطعيةT San وأشعة الرنين المغناطيسيMI ، وبعد ذلك يتم استقبال المريض من قبل الفريق الطبي المكون من الجراح وأخصائي السمعيات لمعرفة التاريخ المرضي ودراسة نتائج فحوصات الأشعة والمختبر، وبعدها تتم مقابلة اختصاصي التخاطب لتحديد القدرة الكلامية واللغوية وكذلك تحديد القدرات الذهنية للمريض على تعلم برامج التأهيل بعد العملية. ثم تتم بعد ذلك مقابلة الاختصاصي النفسي والاختصاصي الاجتماعي لدراسة الحالة النفسية والاجتماعية للمريض والأسرة، وعلى ضوء ذلك يتم تقرير مدى استفادة هذا المريض من إجراء هذه العملية. وتستغرق العملية الجراحية عادة من ثلاث إلى خمس ساعات تحت التخدير العام، ويبقى المريض بالمستشفى لمدة عشرة أيام بعد العملية، ثم يبدأ البرنامج التأهيلي بعد أربعة إلى ستة أسابيع من إجراء العملية حيث تتم برمجة مبرمج الكلام ويوصل للمريض ويتدرب على استعماله مع برنامج مكثف لتعلم الكلام والتخاطب الذي قد يستغرق من ستة أشهر إلى عامين للذين فقدوا السمع بعد تعلم الكلام، وقد يستغرق خمس سنوات للذين فقدوا السمع منذ الولادة أو في السنين الأولى من الولادة، ويعتمد ذلك على تعاون المريض مع الفريق الطبي المختص. وتعتبر العوامل النفسية والاجتماعية من العوامل الهامة لنجاح عملية زراعة القوقعة. فكثير من المرضى يرفضون إجراء العملية، والذين يتمتعون بحالة نفسية جيدة يحتاجون إلى عملية إعادة تأهيل بسيطة وكثيراً ما يستبعد الأشخاص الذين يعانون من بعض المشاكل النفسية أو الذين تكون نتائج اختبارات الذكاء لهم غير مناسبة لإجراء التأهيل بعد العملية. ويرى البعض عكس ذلك حيث ان الحالات النفسية يمكن علاجها مثل الاكتئاب والانطواء الاجتماعي، بل إن نجاح العملية قد يساعد في شفاء هذه الحالات النفسية

نبــــــــــــــيل

 

زائر
مشكور...
 

زائر
موضوع جيد شكرا ننتظر المزيد فلاح