تقنيه مناسبه لتقييم حموضة المرئ والارتجاع الحمضي

زائر
كبسولة «برافو»: تقنية مناسبة لتقييم حموضة المريء والارتجاع الحمضي




د. مهيبة عبدالله محمد عبدالله ٭
الارتجاع الحمضي هو عبارة عن إحساس بالحرقان والحموضة في أعلى البطن، أحيانا يصل إلى الفم، وفي بعض الأحيان آلام في الصدر والتي قد تكون مشابهة لآلام القلب.

وقد تم استخدام طرق معينة لقياس درجة الحموضة بالمرىء ولتحديد عدد مرات وأوقات ارتداد الحمض من المعدة لأعلى وكذلك المدة الذي يحتوي فيها المرىء على هذا الحمض في حالات عدم الاستجابة لمضادات الحموضة وعند وجود أعراض ملتبسة كآلام الصدر أو الكحة المزمنة التي لا يوجد لها سبب واضح ومن ثم يشتبه أنها بسبب استرجاع الحمض في المرىء.
والجدير بالذكر أن الارتجاع الحمضي يسبب عدداً من المضاعفات على المرىء نفسه كالالتهاب الذي ربما يؤدي على المدى البعيد إلى تضيق المرئ وقد يحدث في بعض الحالات تغيير الخلايا الطبيعية إلى خلايا شبه سرطانية ومن ثم تزداد احتمالية الإصابة بأورام المرىء، وهناك مضاعفات أخرى كالتهابات الحنجرة والأحبال الصوتية وأمراض الرئتين كالكحة المزمنة وحساسية الشعب الهوائية.
وبعد معرفة كل هذه الحقائق العلمية المذكورة أعلاه، نستنتج أهمية قياس الحموضة بالمرىء لما له من أهمية في الخطة العلاجية المستقبلية للمرضى المصابين بالارتجاع الحمضي.
=هناك طريقتان لقياس حموضة المرىء
1- الطريقة الأولى وهي الطريقة القديمة والتقليدية, حيث يتم إدخال أنبوب صغير عبر الأنف باتجاه المرىء بعد وضع مخدر موضعي في الأنف. يوجد في نهاية الأنبوب جزء حساس للحمض حيث يتم وضعه مباشرة فوق عضلة المرىء السفلى بعدة سنتمترات، أما الجزء الآخر للأنبوب فيخرج من الأنف ويثبت حول الأذن ويربط بالمعصم حيث يرتبط مع مسجل للقياس. يتم التسجيل بهذه الطريقة على مدار ال24 ساعة ثم يسحب الأنبوب ويتم تحليل النتائج. هذا وينصح الطبيب المريض بممارسة حياته اليومية المعتادة بشكل طبيعي أثناء فترة القياس.
2- أما الطريقة الأخرى فهي الطريقة الأحدث والأكثر شيوعا في الوقت الحاضر وتسمى بكبسولة «برافو».




كبسولة «برافو» (Bav) عبارة عن كبسولة صغيرة لا تتعدى 2 سنتيمتر، يتم وضعها فوق عضلة المرىء السفلي بمسافة 6 سنتيمترات عند إجراء منظار للمرىء ومن ثم يتم تركها في مكانها. تعمل الكبسولة على إرسال بيانات لاسلكية مستمرة عن طريق ذبذبات راديو الى جهاز استقبال يوضع في جيب المريض ومن ثم يتم قياس شدة الحموضة لمدة تصل الى 48 ساعة. تسقط الكبسولة تلقائيا بعد عدة أيام وتخرج من الجسم مع الفضلات.
ولكي يتمكن الطبيب من تحليل النتائج بشكل سليم، فإنه يعطى المريض في كلتا الطريقتين مذكرة يدون فيها أوقات إحساسه بالحرقان وأوقات الأكل أو النوم، ثم تتم مطابقة أعراض المريض وأوقات الأكل والنوم مع قياسات الحموضة التي تم قياسها.
تعتبر طريقة الكبسولة «برافو» هي الطريقة المثلى والحديثة لقياس حموضة المرىء، كما أنها الأسهل والأفضل والأكثر عملية للمريض. وبواسطة هذه الطريقة يستطيع المريض أن يمارس حياته اليومية الاعتيادية بسهولة وبشكل أفضل دون أي انزعاج. أما الطريقة الأولى وهي طريقة الأنبوب الصغير، فإن المريض يحس بالانزعاج وعدم الارتياح من وجود أنبوب في أنفه لمدة 24 ساعة مما يعيقه عن الاختلاط بالناس وممارسة حياته بطريقة طبيعية وسهلة ويشعره بالإحراج أمام الناس، كما أنه يصعب تحملها لفترات أطول.
هذا وتتوافر إمكانات قياس درجة الحموضة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ويمكن عملها بالتزامن مع تنظير المرئ والمعدة، ومع قياس حركية المرئ.

٭ وحدة الجهاز الهضمي
دمتمـ بصحهـ وعافيهـ...