زائر
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
شركات لا تبالي بصحتك والأطفال أسرع الضحايا
صدر حديثا عن دار هافتون ميفلين للنشر كتاب بعنوان " تأمل هذا : كل ما لا تريد معرفته عن الوجبات السريعة " من تأليف الصحفي الامريكي " إريك سكلوسر "، وفيه يعرض الكاتب تاريخ الوجبات والتطور السريع لشركات ماكدونالدز في الولايات المتحدة الامريكية وهي أول من اخترع الهامبرجر بشكله الحالي ونشر فكرة المطاعم السريعة حول العالم مع توضيع لآثار تلك الوجبات علي الصحة العامة بسبب التهافت علي تناولها خاصة من الاطفال والشباب . ويمثل الأطفال القاعدة الأساسية لهذه الصناعة والتي لولاهم ما استمرت .
ويقول الكاتب هل تعلم ان اكبر شركة للعب الاطفال في العالم هي شركة ماكدونالدز , حيث أن واحدة من بين كل ثلاث ألعاب يحصل عليها الطفل في الولايات المتحدة هي احدي الهدايا التي تقدم مع الوجبات السريعة . و لم تصل الوجبات السريعة الي صناعة لعب الاطفال فقط , حيث امتدت للمدارس أيضا، وتقوم مدرسة من بين خمس مدارس في الولايات المتحدة بالترويج لأحد محلات الوجبات السريعة ، ويتساءل الكاتب عن مدي دراية الأطفال بنوعية الأطعمة التي يتناولوها , و من أين تأتي وجبات الهامبورجر و سبب الطعم اللذيذ الذي يميز تلك الوجبات .
كان سكلوسر قد اصدر كتاب عام 2001 بعنوان " أمة الوجبات السريعة " الذي حقق المركز الأول في قائمة النيويورك تايمز لأفضل الكتب مبيعاً وصدم خبراء التغذية هناك , كشف فيه عن حقائق مفجعة لكثير من مدمني " فاست فود " ، وفي ذلك الكتاب كان دقيقـًا وموضوعيـًا في استقائه للمعلومات ، ومن ثم فقد أمضى حوالي سنتين تحدث خلالهما إلى عدد كبير من المزارعين ورجال المجازر باعتبارهم الموردين للدجاج واللحوم ، وتحدث أيضـًا إلى العلماء الذين يقومون بإعداد المواد المضافة إلى تلك اللحوم حتى تضفي على الأطعمة تلك النكهة التي تعد وسيلة الجذب الأولى ، وقد كشف هذا الصحفي النقاب عن سلسلة من التجاوزات التي تثير الاشمئزاز ولا يتوقعها أحد ، و من بين تلك الحقائق :
الطعام الرئيسى الذى تتغذى عليه الماشيه التى تورد لحومها لمحلات الفاست فودز عباره عن لحم القطط وكلاب ميتة يتم شراؤها من ملاجئ الحيوانات ولحوم عالقه بها آثار من المخلفات الحيوانية .
صناعة الفاست فودز تقوم على إضفاء المذاق الصناعى للأطعمه بوضع مكسبات الطعم لو علمنا بحقيقتها لقمنا بلفظها بدل بلعها .
تضاف أيضاً مواد ملونه تستخدم عادة فى صناعة أدوات التجميل مثل ثانى أكسيد التيتانيوم.
تغذى الماشية بلحوم وعظام مفرومة ليزيد النمو ولغلو العلف النباتى .. ومعروف أنها مجال جيد لنمو السالمونيلا .
معدل السمنة ارتفع بين الأمريكيين إلى 42% منذ عام 1980 لأن الإقبال على هذه السندوتشات انتشر بين الشباب سين 7-16 عام .
اشار سكلوسر إلى أن حاسة التذوق لدينا تعد مصفاة ومقياساً ندرك من خلاله مدى صلاحية الأطعمة من حيث جودتها ورداءتها ، وبحاسة التذوق يتم انتقاء الطعام المفضل ، أما مع " فاست فود " فالأمر ليس كذلك ، فصناعة " الفاست فود " تقوم على إضفاء المذاق الصناعي للأطعمة بوضع بعض مكسبات الطعم التي تعد خليطـًا من مواد ومركبات كيميائية لو علمنا حقيقتها لقمنا بلفظها بدلاً من ابتلاعها بتلذذ واستمتاع .
وبذلك فإن ما يحدث أشبه بخدعة لحاسة التذوق عندنا ؛ فرائحة الطعام وطعمه ينمان عن جودته ، ولكن هذا يكون صحيحـًا إذا كان ذلك الطعم وتلك الرائحة ينبعثان من الطعام ذاته ، فالحقيقة أنهما يأتيان من المواد الاصطناعية المضافة.
أما عن الطعام وحقيقته فتعف النفس عن تناوله لو بقي على حاله دون إضافات ، ولا يقتصر الأمر على الرائحة والطعم بل هناك مكسبات لون تضاف إلى الأطعمة المصنعة كي تبدو طازجة وجذابة ، و " ماكدونالدز " و " وينديز " و"بورجركينج" تستخدم تلك المواد الملونة وتضعها على الصلصات المختلفة والمشروبات الباردة والبهارات وأطباق الدجاج … إلخ .
وما لا يعلمه أحد أن الكثير من المواد الكيميائية المستخدمة في تلوين الطعام هي نفسها التي تستخدم في صناعة مواد التجميل .
ويذكر " سكلوسر " أن بعض الحلويات غالبـًا ما تغطى بطبقة خارجية بيضاء تعطيها شكلاً جذابـًا ، وقد ثبت أن " ثاني أكسيد التيتانيوم " هو الذي يضفي ذلك اللون الأبيض على تلك الحلويات ، علمـًا بأن " ثاني أكسيد التيتاتيوم" هو أحد المركبات التي تدخل في صناعة مواد التجميل ، والأغرب من ذلك أنه مادة صبغية توضع في الأصباغ البيضاء . أما عن مكسبات الطعم والنكهة ، فإن عصير الفراولة الممزوج باللبن خير دليل على ذلك ، فهذا المشروب الذي تقدمه محلات " بورجر كينج " يحتوي على 49 مركبـًا كيميائيـًا بدءًا من زيت الليمون ، وزيت الكونياك ، وانتهاءًا باسيتات النشا التي تعد خليطـًا من الخل ونشا الكحول وحمض الكبريتيك ، والمشروب له نفس مذاق الفراولة ، لكنه وبكل تأكيد ليس مستخلصـًا من الفراولة كما يعتقد الجميع .
يقول " سكلوسر " إن الكثير من أطباق " الفاست فود " ذائعة الصيت ليست كما تبدو في شكلها وطعمها ، بل تخفى عنا حقيقتها ، فلعقود مضت كانت " ماكدونالدز" تطهي المقليات الفرنسية في خليط يحتوي على " 7% " من زيت بذرة القطن ، و" 93% " من الشحم البقري ، وهذا الخليط يمنح المقليات طعمها الفريد ، لكن الشحم البقري يوجد بتشبع وعلى نحو يفوق " بورجر الماكدونالدز " في كل أوقية , وعلى غرار مقولة " ليس كل ما يلمع ذهبـًا " , فإن النجاح الساحق للمأكولات السريعة لا يعني أبداً تفوقها في الجانب الصحي.
وبعد اصداره لهذا الكتاب , نادي الكثيرين الي زيادة وعي الشباب بحقيقه هذه الاطعمة . و في الكتاب الذي نعرض له اليوم حقائق اكثر اثارة قام بالكشف عنها بالمشاركة مع تشارلز ويلسون . حيث يوضحوا للأطفال الحقائق المثيرة و المرعبة في نفس الوقت عن مكونات الاطعنة مثل الكعك و الناجتس .
ويذكر " سكلوسر " أن ثلث الشعب الأمريكي يأكل " هامبورجر " يوميـًا ، الأمر الذي يجعل ثلث الشعب يعاني من زيادة الوزن ، وهذه النسبة تزايدت بصورة كبيرة خلال الربع الأخير من القرن العشرين ، ويرجع ذلك إلى زيادة الإقبال على الـ " فاست فود " ، على أن هذا لا يعني أن خطورة " فاست فود " قاصرة على الأمريكيين فقط ، بل تتعداهم إلى غيرهم ممن يتناولون نفس الأطعمة ، ولأن الولايات المتحدة هي البلد الناشط في إجراء الاستطلاعات والدراسات ، لذا يمكننا الاعتماد على تلك الإحصاءات في التدليل على خطورة تلك الأطعمة .
وليست المحتويات الدهنية وحدها هي التي تسبب أضرارًا للمستهلك ، فوفقـًا لما ذكره " سكلوسر " فإن التكلفة العالية للعلف الطبيعي الذي يحتوي على أعشاب وحبوب دفعت مربي الماشية للبحث عن علف آخر يكون أقل تكلفة ، وأصبح العلف الجديد الرخيص الذي تطعمه الماشية عبارة عن لحوم وعظام مفرومة ومواد أخرى لاحتواؤها على نسبة عالية من البروتين ، وبذلك تزيد سرعة النمو ويزيد الربح .
وقد عبر " سكلوسر " عن انزعاجه عند زيارته لبعض المجازر حيث تذبح الماشية و التي تفتقد للرقابة القانونية و الصحية ، فهناك ترى الضغط الهائل على العاملين ، فمنذ عشرين عامـًا كان مصنع " موفورت " في " جريلي " بولاية " كولورادو " يقوم بذبح حوالي " 175 " رأسـًا في الساعة ، أما في التسعينيات فأصبح العدد الذي يذبح حوالي " 400 " رأس في الساعة الواحدة ، أي ما يعادل " 6 " رؤوس في الدقيقة ، ومما لا شك فيه أن العجلة في هذا الأمر تزيد من مخاطر التلوث .
ولاحظ " سكلوسر " أيضـًا أن أمعاء الحيوانات مازالت تسحب باليد ، وإذا لم يتم ذلك الأمر بعناية بالغة فإن محتويات الجهاز الهضمي عند الحيوان تتناثر في كل مكان . ولأن العاملين في ضغط دائم ، فإن السرعة هي السمة الغالبة على طريقتهم في العمل ، وهذا يجعل نسبة الأخطاء أكثر حدوثـًا وربمـًا تتضاعف الأضرار المترتبة على خطأ واحد . فعلى سبيل المثال يجب أن يتم تنظيف وتطهير السكاكين كل بضع دقائق ، وهذا الأمر غالبـًا ما ينساه العاملون وهم منهمكون في العمل .
وقبل أن يكتب " سكلوسر " كتابه كان من المقبلين بشغف على تناول "الهامبورجر" ، حيث يقول : " لقد قضيت فترة طويلة من حياتي وأنا أتناول هذه الأنواع من الأطعمة ، وأشجع أطفالي على تناولها ، ولم يكن عندي أدنى فكرة عن مصدر هذا الطعام وكيف يصنع ، بالرغم من أنني أعتبر نفسي شخصـًا مثقفًا ومتعلمـًا " ، ولكنه الآن لم يعد يأكل الـ " فاست فود " ، أو يسمح لأفراد عائلته بتناوله.
طبعا هذا ناهيك عن أن الاعتماد على الأطعمة المقلية في الأساس يؤدى لتعاظم احتمالات الإصابة بمرض السرطان لاحتوائها على كميات كبيرة من مادة أمريلاميد، وهي مادة كيميائية مصنفة كمادة مسرطنة للبشر.
حقائـق
يتناول الفرد الأمريكي ما متوسطه ثلاثة سندوتشات بورجر وأربعة من المقليات الفرنسية أسبوعيـًا .
في إحصاء أخير اتضح أن " ماكدونالدز " تملك ثلاثة وعشرين ألف مطعم في مائة وعشرين دولة حول العالم .
ينفق الأميركيون سنويـًا حوالي مائة وعشرين مليارًا في تناول " البورجر " والـ "هوت دوجز " و " البيتزا " ، وتلك النسبة أكثر مما ينفق على الكليات وأجهزة الكمبيوتر .
تشتري بريطانيا " فاست فود " أكثر من أي بلد أوروبي آخر ؛ حيث تنفق على الـ " فاست فود " سبعة ملايين جنيه استرليني أسبوعيـًا ، وتحتل المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في ارتفاع نسبة السمنة .
واحد من كل ثمانية أمريكيين يعمل لدى محلات " ماكدونالدز " في إحدى فترات حياته .
قام فرنسي بتحطيم زجاج أحد محلات " كنتاكي " فاعتبروه بطلاً قوميـًا .
ثبت علميـًا أن مكسبات اللون والطعم الاصطناعيين من الأسباب الرئيسية للإصابة بالسرطان .
وختاماً ...
إذا كانت هذه الأطعمة تشكل خطراً فادحا على المستويين القصير والطويل الأمد على صحة الإنسان، فإن مخاطرها لا تتوقف عند هذا الحد ؛ فقد أثبتت الأبحاث الاجتماعية أنها أيضا خلقت نوعاً من انفراط عقد الأسرة التي كانت حريصة على الإلتفاف حول المائدة وتناول الطعام ، كما أثرت هذه الظاهرة على ميزانية البيت المحملة أساسا بأعباء طائلة لأنك تنفق في هذه الوجبات أنت وأبنائك الكثير دون أن تشعروا بذلك وبصورة شبه يومية ، لذا انتبه قبل أن تدخل محلك المفضل للوجبات السريعة في صباح الغد.
شركات لا تبالي بصحتك والأطفال أسرع الضحايا
صدر حديثا عن دار هافتون ميفلين للنشر كتاب بعنوان " تأمل هذا : كل ما لا تريد معرفته عن الوجبات السريعة " من تأليف الصحفي الامريكي " إريك سكلوسر "، وفيه يعرض الكاتب تاريخ الوجبات والتطور السريع لشركات ماكدونالدز في الولايات المتحدة الامريكية وهي أول من اخترع الهامبرجر بشكله الحالي ونشر فكرة المطاعم السريعة حول العالم مع توضيع لآثار تلك الوجبات علي الصحة العامة بسبب التهافت علي تناولها خاصة من الاطفال والشباب . ويمثل الأطفال القاعدة الأساسية لهذه الصناعة والتي لولاهم ما استمرت .
ويقول الكاتب هل تعلم ان اكبر شركة للعب الاطفال في العالم هي شركة ماكدونالدز , حيث أن واحدة من بين كل ثلاث ألعاب يحصل عليها الطفل في الولايات المتحدة هي احدي الهدايا التي تقدم مع الوجبات السريعة . و لم تصل الوجبات السريعة الي صناعة لعب الاطفال فقط , حيث امتدت للمدارس أيضا، وتقوم مدرسة من بين خمس مدارس في الولايات المتحدة بالترويج لأحد محلات الوجبات السريعة ، ويتساءل الكاتب عن مدي دراية الأطفال بنوعية الأطعمة التي يتناولوها , و من أين تأتي وجبات الهامبورجر و سبب الطعم اللذيذ الذي يميز تلك الوجبات .
كان سكلوسر قد اصدر كتاب عام 2001 بعنوان " أمة الوجبات السريعة " الذي حقق المركز الأول في قائمة النيويورك تايمز لأفضل الكتب مبيعاً وصدم خبراء التغذية هناك , كشف فيه عن حقائق مفجعة لكثير من مدمني " فاست فود " ، وفي ذلك الكتاب كان دقيقـًا وموضوعيـًا في استقائه للمعلومات ، ومن ثم فقد أمضى حوالي سنتين تحدث خلالهما إلى عدد كبير من المزارعين ورجال المجازر باعتبارهم الموردين للدجاج واللحوم ، وتحدث أيضـًا إلى العلماء الذين يقومون بإعداد المواد المضافة إلى تلك اللحوم حتى تضفي على الأطعمة تلك النكهة التي تعد وسيلة الجذب الأولى ، وقد كشف هذا الصحفي النقاب عن سلسلة من التجاوزات التي تثير الاشمئزاز ولا يتوقعها أحد ، و من بين تلك الحقائق :
الطعام الرئيسى الذى تتغذى عليه الماشيه التى تورد لحومها لمحلات الفاست فودز عباره عن لحم القطط وكلاب ميتة يتم شراؤها من ملاجئ الحيوانات ولحوم عالقه بها آثار من المخلفات الحيوانية .
صناعة الفاست فودز تقوم على إضفاء المذاق الصناعى للأطعمه بوضع مكسبات الطعم لو علمنا بحقيقتها لقمنا بلفظها بدل بلعها .
تضاف أيضاً مواد ملونه تستخدم عادة فى صناعة أدوات التجميل مثل ثانى أكسيد التيتانيوم.
تغذى الماشية بلحوم وعظام مفرومة ليزيد النمو ولغلو العلف النباتى .. ومعروف أنها مجال جيد لنمو السالمونيلا .
معدل السمنة ارتفع بين الأمريكيين إلى 42% منذ عام 1980 لأن الإقبال على هذه السندوتشات انتشر بين الشباب سين 7-16 عام .
اشار سكلوسر إلى أن حاسة التذوق لدينا تعد مصفاة ومقياساً ندرك من خلاله مدى صلاحية الأطعمة من حيث جودتها ورداءتها ، وبحاسة التذوق يتم انتقاء الطعام المفضل ، أما مع " فاست فود " فالأمر ليس كذلك ، فصناعة " الفاست فود " تقوم على إضفاء المذاق الصناعي للأطعمة بوضع بعض مكسبات الطعم التي تعد خليطـًا من مواد ومركبات كيميائية لو علمنا حقيقتها لقمنا بلفظها بدلاً من ابتلاعها بتلذذ واستمتاع .
وبذلك فإن ما يحدث أشبه بخدعة لحاسة التذوق عندنا ؛ فرائحة الطعام وطعمه ينمان عن جودته ، ولكن هذا يكون صحيحـًا إذا كان ذلك الطعم وتلك الرائحة ينبعثان من الطعام ذاته ، فالحقيقة أنهما يأتيان من المواد الاصطناعية المضافة.
أما عن الطعام وحقيقته فتعف النفس عن تناوله لو بقي على حاله دون إضافات ، ولا يقتصر الأمر على الرائحة والطعم بل هناك مكسبات لون تضاف إلى الأطعمة المصنعة كي تبدو طازجة وجذابة ، و " ماكدونالدز " و " وينديز " و"بورجركينج" تستخدم تلك المواد الملونة وتضعها على الصلصات المختلفة والمشروبات الباردة والبهارات وأطباق الدجاج … إلخ .
وما لا يعلمه أحد أن الكثير من المواد الكيميائية المستخدمة في تلوين الطعام هي نفسها التي تستخدم في صناعة مواد التجميل .
ويذكر " سكلوسر " أن بعض الحلويات غالبـًا ما تغطى بطبقة خارجية بيضاء تعطيها شكلاً جذابـًا ، وقد ثبت أن " ثاني أكسيد التيتانيوم " هو الذي يضفي ذلك اللون الأبيض على تلك الحلويات ، علمـًا بأن " ثاني أكسيد التيتاتيوم" هو أحد المركبات التي تدخل في صناعة مواد التجميل ، والأغرب من ذلك أنه مادة صبغية توضع في الأصباغ البيضاء . أما عن مكسبات الطعم والنكهة ، فإن عصير الفراولة الممزوج باللبن خير دليل على ذلك ، فهذا المشروب الذي تقدمه محلات " بورجر كينج " يحتوي على 49 مركبـًا كيميائيـًا بدءًا من زيت الليمون ، وزيت الكونياك ، وانتهاءًا باسيتات النشا التي تعد خليطـًا من الخل ونشا الكحول وحمض الكبريتيك ، والمشروب له نفس مذاق الفراولة ، لكنه وبكل تأكيد ليس مستخلصـًا من الفراولة كما يعتقد الجميع .
يقول " سكلوسر " إن الكثير من أطباق " الفاست فود " ذائعة الصيت ليست كما تبدو في شكلها وطعمها ، بل تخفى عنا حقيقتها ، فلعقود مضت كانت " ماكدونالدز" تطهي المقليات الفرنسية في خليط يحتوي على " 7% " من زيت بذرة القطن ، و" 93% " من الشحم البقري ، وهذا الخليط يمنح المقليات طعمها الفريد ، لكن الشحم البقري يوجد بتشبع وعلى نحو يفوق " بورجر الماكدونالدز " في كل أوقية , وعلى غرار مقولة " ليس كل ما يلمع ذهبـًا " , فإن النجاح الساحق للمأكولات السريعة لا يعني أبداً تفوقها في الجانب الصحي.
وبعد اصداره لهذا الكتاب , نادي الكثيرين الي زيادة وعي الشباب بحقيقه هذه الاطعمة . و في الكتاب الذي نعرض له اليوم حقائق اكثر اثارة قام بالكشف عنها بالمشاركة مع تشارلز ويلسون . حيث يوضحوا للأطفال الحقائق المثيرة و المرعبة في نفس الوقت عن مكونات الاطعنة مثل الكعك و الناجتس .
ويذكر " سكلوسر " أن ثلث الشعب الأمريكي يأكل " هامبورجر " يوميـًا ، الأمر الذي يجعل ثلث الشعب يعاني من زيادة الوزن ، وهذه النسبة تزايدت بصورة كبيرة خلال الربع الأخير من القرن العشرين ، ويرجع ذلك إلى زيادة الإقبال على الـ " فاست فود " ، على أن هذا لا يعني أن خطورة " فاست فود " قاصرة على الأمريكيين فقط ، بل تتعداهم إلى غيرهم ممن يتناولون نفس الأطعمة ، ولأن الولايات المتحدة هي البلد الناشط في إجراء الاستطلاعات والدراسات ، لذا يمكننا الاعتماد على تلك الإحصاءات في التدليل على خطورة تلك الأطعمة .
وليست المحتويات الدهنية وحدها هي التي تسبب أضرارًا للمستهلك ، فوفقـًا لما ذكره " سكلوسر " فإن التكلفة العالية للعلف الطبيعي الذي يحتوي على أعشاب وحبوب دفعت مربي الماشية للبحث عن علف آخر يكون أقل تكلفة ، وأصبح العلف الجديد الرخيص الذي تطعمه الماشية عبارة عن لحوم وعظام مفرومة ومواد أخرى لاحتواؤها على نسبة عالية من البروتين ، وبذلك تزيد سرعة النمو ويزيد الربح .
وقد عبر " سكلوسر " عن انزعاجه عند زيارته لبعض المجازر حيث تذبح الماشية و التي تفتقد للرقابة القانونية و الصحية ، فهناك ترى الضغط الهائل على العاملين ، فمنذ عشرين عامـًا كان مصنع " موفورت " في " جريلي " بولاية " كولورادو " يقوم بذبح حوالي " 175 " رأسـًا في الساعة ، أما في التسعينيات فأصبح العدد الذي يذبح حوالي " 400 " رأس في الساعة الواحدة ، أي ما يعادل " 6 " رؤوس في الدقيقة ، ومما لا شك فيه أن العجلة في هذا الأمر تزيد من مخاطر التلوث .
ولاحظ " سكلوسر " أيضـًا أن أمعاء الحيوانات مازالت تسحب باليد ، وإذا لم يتم ذلك الأمر بعناية بالغة فإن محتويات الجهاز الهضمي عند الحيوان تتناثر في كل مكان . ولأن العاملين في ضغط دائم ، فإن السرعة هي السمة الغالبة على طريقتهم في العمل ، وهذا يجعل نسبة الأخطاء أكثر حدوثـًا وربمـًا تتضاعف الأضرار المترتبة على خطأ واحد . فعلى سبيل المثال يجب أن يتم تنظيف وتطهير السكاكين كل بضع دقائق ، وهذا الأمر غالبـًا ما ينساه العاملون وهم منهمكون في العمل .
وقبل أن يكتب " سكلوسر " كتابه كان من المقبلين بشغف على تناول "الهامبورجر" ، حيث يقول : " لقد قضيت فترة طويلة من حياتي وأنا أتناول هذه الأنواع من الأطعمة ، وأشجع أطفالي على تناولها ، ولم يكن عندي أدنى فكرة عن مصدر هذا الطعام وكيف يصنع ، بالرغم من أنني أعتبر نفسي شخصـًا مثقفًا ومتعلمـًا " ، ولكنه الآن لم يعد يأكل الـ " فاست فود " ، أو يسمح لأفراد عائلته بتناوله.
طبعا هذا ناهيك عن أن الاعتماد على الأطعمة المقلية في الأساس يؤدى لتعاظم احتمالات الإصابة بمرض السرطان لاحتوائها على كميات كبيرة من مادة أمريلاميد، وهي مادة كيميائية مصنفة كمادة مسرطنة للبشر.
حقائـق
يتناول الفرد الأمريكي ما متوسطه ثلاثة سندوتشات بورجر وأربعة من المقليات الفرنسية أسبوعيـًا .
في إحصاء أخير اتضح أن " ماكدونالدز " تملك ثلاثة وعشرين ألف مطعم في مائة وعشرين دولة حول العالم .
ينفق الأميركيون سنويـًا حوالي مائة وعشرين مليارًا في تناول " البورجر " والـ "هوت دوجز " و " البيتزا " ، وتلك النسبة أكثر مما ينفق على الكليات وأجهزة الكمبيوتر .
تشتري بريطانيا " فاست فود " أكثر من أي بلد أوروبي آخر ؛ حيث تنفق على الـ " فاست فود " سبعة ملايين جنيه استرليني أسبوعيـًا ، وتحتل المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في ارتفاع نسبة السمنة .
واحد من كل ثمانية أمريكيين يعمل لدى محلات " ماكدونالدز " في إحدى فترات حياته .
قام فرنسي بتحطيم زجاج أحد محلات " كنتاكي " فاعتبروه بطلاً قوميـًا .
ثبت علميـًا أن مكسبات اللون والطعم الاصطناعيين من الأسباب الرئيسية للإصابة بالسرطان .
وختاماً ...
إذا كانت هذه الأطعمة تشكل خطراً فادحا على المستويين القصير والطويل الأمد على صحة الإنسان، فإن مخاطرها لا تتوقف عند هذا الحد ؛ فقد أثبتت الأبحاث الاجتماعية أنها أيضا خلقت نوعاً من انفراط عقد الأسرة التي كانت حريصة على الإلتفاف حول المائدة وتناول الطعام ، كما أثرت هذه الظاهرة على ميزانية البيت المحملة أساسا بأعباء طائلة لأنك تنفق في هذه الوجبات أنت وأبنائك الكثير دون أن تشعروا بذلك وبصورة شبه يومية ، لذا انتبه قبل أن تدخل محلك المفضل للوجبات السريعة في صباح الغد.