صحة الصائم في رمضان

زائر
يعد شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لكثير من الناس
لتعديل عاداتهم الغذائية، وللتخلص من الأوزان الـــــــزائدة بالصوم،حيث يبقى المرء صائمًا لفترة تزيد غالبا عن عشر ساعات يوميًا ولمدة شهر كامل.
فالإقبال على الحلويات والمقليات والمعجنات والأكلات الدسمة في شهر رمضان وقلة تناول الخضروات والفواكه؛ له دور سلبي كبيرومن المعروف أن هذه النوعية من الأطعمة تزيد فيها السعرات الحرارية عن الأنواع الأخرى مثل البروتينات .
المشروبات والعصائر في شهر رمضان :
المشروبات بأنواعها وألونها المتعددة هي لدى البعض لازم من لوازم رمضان، وأول ما يتم شراؤه من أغراض الشهر.
ويستهلك من هذه المشروبات كميات كبيرة سواء على مائدة الإفطار أو في الجلسات العائلية المسائية.
ومع الاتجاه الملحوظ للعصائر الطبيعية وشبه الطبيعية
في هذا الوقت وهو ما يعد ظاهرة صحية ونمطًا غذائيًا
لا غبار عليه؛ إلا أنه لا زالت هناك نوعيات من الأشربة
التي تغلب العناصر الصناعية في مكوناتها أو نكهاتها المميزة .
وهنا أورد عدة ملاحظات كالاتي :
- أنها قد تمنع من تناول العناصر الغذائية المفيدة الأخرى حين يكثر الصائم من شربها، وخاصة في الصيف ويستعيض بها عن الماء.
- أن بعضها تحتوي على نسبة غير قلية من السكروبالتالي قد تزيد من وزن الشخص .
- الاكثار من شرب القهوة التي هي من الناحية الصحية لها مضار على الجهاز العصبي والجهاز الهضمي وكذا على القلب فالاكثار منها يؤدي الى تنبيه الجهاز العصبي وقد يصعب النوم في فترات تالية ويمنع المصابون بأمراض ارتفاع الضغط من الاكثار من مشروب القهوة اذ بدورها تعمل على رفع ضغط الدم .
- أن عناصر اغلب المشروبات التي في الاسواق تحتوي على مواد حافظة والنكهات التي لم يتضح منها بعد مدى الضرر الصحي ولهذا فإن البديل هي العصائر الطبيعية الطازجة
شرب الماء في رمضان :
يحتاج الجسم بشكل طبيعي إلى كميات من الماء كل يوم للحفاظ على التوزان المائي الملحي لأعضائه .
يحتاج إلى تعويض فقد السوائل بالإكثار من شرب الماء بعد الإفطار بما قد يصل إلى لترين كل ليلة .وهذه الكمية ضرورية للحفاظ على صحة الجسم، وخاصة لدى من يتوقع إصابتهم بالتهاب المسالك أو بحصوات الكلى وما شابه.
وكثير من الناس وخاصة في مثل أيامنا هذه حين يحل شهررمضان يغفلون عن تناول كميات كافية من الماء، وربما
يشتكون جراء ذلك من الإجهاد ومن الدوار أو غيره من الأعراض العامة، والتي يكون مردها إلى الجفاف أو نقص السوائل في الجسم.
ومع أن العصائر والفواكه وبعض الأكلات تحتوي على نسبة من السوائل إلا إن هذا لا يغني عن شرب الماء الصافي.
مشاكل صحية شائعة في شهر رمضان
1صداع الأيام الأولى من شهر رمضان :
هناك شكوى شائعة لدى كثير من الصائمين في أول يومين أو ثلاثة أيام من رمضان.
وهو الصداع الذي قد يشتد لدى البعض بدرجة ملحوظة. ويخاف البعض من هذا الأمر ويتساءلون عن مسبباته .
وقد أجريت دراسة حول هذا الأمر وظهر أن هذا الأمر فعلا شائع وملحوظ، وأرجعت أسبابه إلى القهوة وإلى الشاي. فكثير من الناس يواظبون على تناول القهوة والشاي في أوقات متقاربة في غير رمضان وبكميات كبيرة
وعند الصيام يحدث انقطاع مفاجئ عن هذه المشروبات لعشر أو اثنتي عشرة ساعة؛ فيصاب المرء بصداع ما بين متوسط وحاد. وينصح لتجنب هذه المشكلة بالتدرج في التوقف عن المنبهات في الأيام القليلة التي تسبق قدوم رمضان .
الدوخة بعد الإفطار :
مع الإفطار يصاب البعض وربما الكثير من الناس بأعراض الدوخة والدوار وعدم القدرة علي الوقوف والاتزان عند قيامهم من الإفطار . ومرد ذلك إلى أنهم يتناولون كميات من الأكل والمشروبات عند الأذان ومع أول دقائق الإفطار الأولى . وحين نتذكر أن المعدة بقيت فارغة لساعات متواصلة ثم امتلأت فجأة بكميات من الأطعمة؛ لتبين لنا سبب الإحساس بتلك الأعراض .
والذي يحدث أن كميات الدم يتم ضخها إلى الجهاز الهضمي وإلى الجزء الأسفل من الجسم للقيام بالعمليات الحيوية المكثفة نتيجة لعمل الجهاز الهضمي، ويؤدي ذلك إلى هبوط الدم عن منطقة الدماغ ومن ثم الشعوربالدوار والدوخة . ولهذا ينصح بأن تكون كمية الأكل عند أول الإفطار كمية قليلة ثم يتناول الإنسان كميات معتدلة بعد فترة من الوقت وبعد أداء الصلاة، فالتدرج في هذا الأمر مفيد جدًا لتجنب الشعور بالدوار والدوخة.
الشعور بالتخمة عند صلاة التراويح :
كثير من الناس يتناولون وجبة العشاء الرئيسة في رمضان في الفترة ما بين الإفطار وصلاة التراويح .
وغالبًا ما تكون تلك الوجبة ثقيلة ومليئة بالأكلات الدسمة. وهذا يؤثر بلا شك على نشاط الإنسان وقدرته على الوقوف طويلاً في صلاة التراويح . ولهذا يشعر الكثير من الناس بالضعف والتكاسل عن أداء الصلاة كاملة أو يؤدونها كاملة ولكن بصعوبة ومشقة .
وللتخلص من هذا الأمر يمكن للشخص أن تكون وجبته بين الإفطار والتراويح وجبة خفيفة إلى متوسطة ويؤجل الوجبات الدسمة إلى ما بعد التراويح وسوف يجد ذلك مفيدًا جدًا، ويشعر بالكثير من النشاط والحيوية في صلاته
- وصية لمرضى القلب:
يستطيع كثير من مرضى القلب الصيام، فعدم حدوث عملية الهضم أثناء النهار تعني جهدا أقل لعضلة القلب وراحة أكبرفإن عشرة في المائة من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم والمصابون بارتفاع ضغط الدم يستطيعون عادة الصيام شريطة تناول أدويتهم بانتظام، التي يمكن إعطاؤها مرة واحدة وينبغي على هؤلاء المرضى تجنب الموالح والمخللات والإقلال من ملح الطعام،.
- وصية للمصابين بالحصيات الكلوية
إذا لم يكن لدى المرء حصيات كلوية من قبل فلا داعي للقلق في رمضان. أما إذا كانت لديهم حصيات، أو قصة تكرر حدوث حصيات كلوية فيمكن أن تزداد حالتهم سوءا إذا لم يشرب المريض السوائل بكميات كافية..
وعموما ينصح مرضى الحصيات الكلوية بتناول كميات كافية من السوائل في المساء وعند السحور، مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني أثناء النهار، كما ينصح هؤلاء بالإقلال من تناول اللحوم ومواد معينة مثل السبانخ والسلق والمكسرات وغيرها.
وصية لمرضى السكر
بإمكان مريض السكر الصيام، فينبغي عليه الالتزام بوصايا الطبيب، والمحافظة على نفس كمية ونوعية الغذاء الذي وصفه له ,وتقسم هذه الكمية إلى ثلاثة أجزاء متساوية، بحيث يتناول الأولى عند الإفطار، والثانية بعد صلاة التراويح، والثالثة عند السحورويفضل تأجيل وجبة السحور قدر الإمكان، والإكثار من تناول الماء، والإقلال من النشاط الجسدي أثناء فترة الصيام، وخاصة في الفترة الحرجة ما بين العصر والمغرب .
وثمة اعراض تصيب مريض السكري اثناء الصوم، ومنها احتمال هبوط السكر في حال صام المريض بين 12 و14 ساعة في اليوم، وهذا يعتمد على موسم السنة الذي يحل فيه شهر رمضان. الاحتمال المعاكس ايضا وارد وهو ارتفاع معدل السكر اذا لم يتناول المريض الدواء بشكل منتظم. وقد يؤدي هذا الامر في بعض الاحيان الى ما يسمى "الكيتواسيدوس" KETAEDIS اي الاغماء والسبات بسبب ارتفاع السكر او انخفاضه (السبات الحمضي الكيتوني).
وهناك المشاكل الناتجة من نقص المياه والاملاح، وخصوصا اذا كان المناخ حارا، من دون ان ننسى الخطر المحدق بمريض السكري المعرض للجلطة والاشتراكات الوعائية.
المرضى المصابين بارتفاع الكلسترول:
لا بد خلال شهر رمضان ان يكون صيام المصاب بارتفاع دهون الدم ملائما لحاجته الصحية وليس عاملا ضارا لجسده، بدءا من الحرص الدقيق على الحمية الغذائية وانتهاء بالمراقبة المنتظمة للثوابت البيولوجية قبل شهر رمضان وبعده، وذلك من خلال اجراء الفحوص المخبرية والتقيد بنصائح الطبيب المعالج. وثمة دراسات اثبتت ان نسبة الدهون في غذاء المجتمع العربي تزداد 40 في المئة خلال شهر رمضان، بدل من 20 في المئة خلال الايام العادية، لذلك حتى غير المصابين سابقا بالدهون يطولهم هذا الارتفاع. وهذا التغيير في مكونات الغذاء لمصلحة الدهون يصاحبه نقص شديد في كمية الالياف الموجودة في الغذاء مما يضر بشكل كبير في عملية الهضم وامتصاص الطعام. اذا المشكلة تبرز في المفاهيم الخاطئة وطريقة اعداد الطعام في شهر رمضان.
وثمة مفهوم خاطىء للصوم في شهر رمضان يتبعه بعضهم في مجتمعنا العربي يتمثل بالمبارزة في تقديم الانواع الشهية من الاطعمة خلال ولائم الافطار الغنية بالحلويات والاطعمة الدسمة والدهنية مثل السمبوسة وما لذ وطاب بدلا من التقيد بجوهر الصوم.
والحل يعتمد على اعادة تطبيق العادات الغذائية السليمة السابقة، الاقلال من الزيوت وخصوصا المقالي، والحد من استخدام الدهون والتخفيف من استهلاك الحلويات وخصوصا الدسمة منها، والابتعاد عن العصائر المحلاة والتقيد بنصائح الطبيب واخذ العلاج المناسب. وعليه فان الكرم مطلوب ولكن الاسراف مذموم


صـــــــــــــــــــــــــــــــــــــحة
الـــــــــــــــــــــصـــــــــــــــائم

أرجوا من الاطباء بهذا المنتدى مراجعة الموضوع وتقييمه باسرع مايمكن
 

زائر
جزاك الله خيرا ورمضان كريم