زائر
لمادة الدماغ البيضاء دور مهم(*)
ظل العلماء خلال حقبة من الزمان ينظرون إلى مادة الدماغ البيضاء
على أنها بنية تحتية غير فعالة، لكن بحثا جديدا بيّن أنها تؤثر
تأثيرا فعالا في عملية التعلم(1) وفي الأمراض العقلية(2).
<D.. فيلدز>
مفاهيم مفتاحية
إن المادة البيضاء، التي ظل يُعْتقد خلال حقبة من الزمان أنها نسيج غير فعال، تؤثر تأثيرا فعالا في الكيفية التي يتعلم بها الدماغ والتي تختل بها وظائفه.
ومع أن المادة السنجابية (المؤلفة من عصبونات) تقوم بوظيفة الدماغ في التفكير والحساب، فإن المادة البيضاء (المؤلفة من محاوير مغلفة بالميلين) تتحكم في الإشارات التي تتشاطرها العصبونات، منسقةً بذلك عمل مناطق الدماغ معا بشكل جيد.
لقد أظهر لأول مرة نوع جديد من تقانة الرنين المغنطيسي، اسمه تصوير مُوَتِّر انتشاري (DTI) (3)المادة البيضاء أثناء قيامها بعملها، كاشفا بذلك النقاب عن دورها الذي لم يقدر حق قدره.
يتكون الميلين جزئيا عند الولادة، ثم يتنامى تدريجيا في مناطق مختلفة طوال العشرينات من عمرنا. ويمكن أن يؤثر توقيت النمو الميليني ودرجة اكتماله في التعلم، وضبط النفس (وسبب احتمال افتقار المراهقين له)، والأمراض العقلية مثل الفصام، والتوحّد (الذاتوية)، بل والكذب المرضي.
محررو ساينتفيك أمريكان
تخيل ماذا يمكن أن يحدث إذا ما استطعنا أن نختلس النظر من خلال ثقب في الجمجمة لرؤية ما الذي يجعل دماغا ما أكثر ذكاءً من دماغ آخر، أو لاكتشاف إذا ما كانت هناك خلال خفية دافعة يمكن أن تحث على إصابة شخص ما بالفصام(4) أو بخلل في القراءة(5) (ديسلكسيا). توجد الآن تقانة جديدة من تقانات التصوير تساعد العلماء على رؤية مثل تلك الشواهد، ولقد كشفت هذه التقانة الحديثة عن مفاجأة: إن الذكاء ومجموعة متنوعة من المتلازمات العقلية يمكن أن تؤثر فيها سبل موجودة داخل الدماغ ويقتصر تكوينها على المادة البيضاء.
إن المادة السنجابية الموجودة فيما بين الأذنين والتي يقرعك بشأنها معلموك، هي المكان الذي تحدث فيه العمليات الحسابية العقلية وتخَزَّن فيه الذكريات. هذه القشرة المخية تكوِّن سطح الدماغ وتتألف من أجسام خلايا عصبونية متراصة على نحو كثيف تمثل الأجزاء الصانعة للقرار من الخلايا العصبية أو العصبونات. من ناحية أخرى، تقع تحت القشرة المخية مباشرة طبقة سفلى من المادة البيضاء تملأ ما يقرب من نصف الدماغ البشري، وهي نسبة أكبر بكثير من تلك الموجودة في أدمغة الحيوانات الأخرى. تتكون المادة البيضاء من الملايين من كبلات الاتصال، ويحتوي كل منها على سلك طويل منفرد مستقل يسمى المحوار axn، مغلف بمادة شحمية بيضاء تسمى مَيَلِيْن (نُخاعِين) myein. تربط هذه الكبلات البيضاء العصبونات الموجودة في منطقة ما من الدماغ بالعصبونات الموجودة في المناطق الأخرى مثلما تربط الخطوط الرئيسية للشبكة الهاتفية بين الهواتف التي توجد في الأجزاء المختلفة من البلاد.
لعقود من الزمن، ظل علماء الأعصاب يبدون اهتماما قليلا بالمادة البيضاء، وكانوا يعتبرون الميلين مجرد عازل والكبلات الموجودة في داخله ليست أكثر من مسالك غير فعالة. لقد ركزت نظريات التعلم والذاكرة والاضطرابات النفسية على فعل جزيئي يحدث داخل العصبونات وعند المشابك الشهيرة، وهي عبارة عن نقاط اتصال بالغة الصغر بين العصبونات. ولكن العلماء بدؤوا يدركون الآن أننا قد بخسنا المادة البيضاء أهميتها في نقل المعلومات فيما بين مناطق الدماغ على النحو الصحيح. لقد أظهرت الدراسات الجديدة أن حجم المادة البيضاء يختلف باختلاف الأشخاص الذين تتفاوت خبراتهم العقلية أو الذين يعانون من اختلالات وظيفية معينة. كما أنه يتغير أيضا داخل دماغ الشخص الواحد (ذكرا كان أو أنثى) أثناء تعلمه أو ممارسته لإحدى المهارات، مثل العزف على الپيانو. وعلى الرغم من أن العصبونات في المادة السنجابية تُنفّذُ الأنشطة العقلية والبدنية، فإن وظيفة المادة البيضاء يمكن أن يكون لها الأهمية نفسها بالنسبة إلى كيفية تمكن الأشخاص من المهارات العقلية والاجتماعية، وكذلك بالنسبة إلى سبب صعوبة تعلم الكلاب المسنة الحيل الجديدة.
ظل العلماء خلال حقبة من الزمان ينظرون إلى مادة الدماغ البيضاء
على أنها بنية تحتية غير فعالة، لكن بحثا جديدا بيّن أنها تؤثر
تأثيرا فعالا في عملية التعلم(1) وفي الأمراض العقلية(2).
<D.. فيلدز>
مفاهيم مفتاحية
إن المادة البيضاء، التي ظل يُعْتقد خلال حقبة من الزمان أنها نسيج غير فعال، تؤثر تأثيرا فعالا في الكيفية التي يتعلم بها الدماغ والتي تختل بها وظائفه.
ومع أن المادة السنجابية (المؤلفة من عصبونات) تقوم بوظيفة الدماغ في التفكير والحساب، فإن المادة البيضاء (المؤلفة من محاوير مغلفة بالميلين) تتحكم في الإشارات التي تتشاطرها العصبونات، منسقةً بذلك عمل مناطق الدماغ معا بشكل جيد.
لقد أظهر لأول مرة نوع جديد من تقانة الرنين المغنطيسي، اسمه تصوير مُوَتِّر انتشاري (DTI) (3)المادة البيضاء أثناء قيامها بعملها، كاشفا بذلك النقاب عن دورها الذي لم يقدر حق قدره.
يتكون الميلين جزئيا عند الولادة، ثم يتنامى تدريجيا في مناطق مختلفة طوال العشرينات من عمرنا. ويمكن أن يؤثر توقيت النمو الميليني ودرجة اكتماله في التعلم، وضبط النفس (وسبب احتمال افتقار المراهقين له)، والأمراض العقلية مثل الفصام، والتوحّد (الذاتوية)، بل والكذب المرضي.
محررو ساينتفيك أمريكان
تخيل ماذا يمكن أن يحدث إذا ما استطعنا أن نختلس النظر من خلال ثقب في الجمجمة لرؤية ما الذي يجعل دماغا ما أكثر ذكاءً من دماغ آخر، أو لاكتشاف إذا ما كانت هناك خلال خفية دافعة يمكن أن تحث على إصابة شخص ما بالفصام(4) أو بخلل في القراءة(5) (ديسلكسيا). توجد الآن تقانة جديدة من تقانات التصوير تساعد العلماء على رؤية مثل تلك الشواهد، ولقد كشفت هذه التقانة الحديثة عن مفاجأة: إن الذكاء ومجموعة متنوعة من المتلازمات العقلية يمكن أن تؤثر فيها سبل موجودة داخل الدماغ ويقتصر تكوينها على المادة البيضاء.
إن المادة السنجابية الموجودة فيما بين الأذنين والتي يقرعك بشأنها معلموك، هي المكان الذي تحدث فيه العمليات الحسابية العقلية وتخَزَّن فيه الذكريات. هذه القشرة المخية تكوِّن سطح الدماغ وتتألف من أجسام خلايا عصبونية متراصة على نحو كثيف تمثل الأجزاء الصانعة للقرار من الخلايا العصبية أو العصبونات. من ناحية أخرى، تقع تحت القشرة المخية مباشرة طبقة سفلى من المادة البيضاء تملأ ما يقرب من نصف الدماغ البشري، وهي نسبة أكبر بكثير من تلك الموجودة في أدمغة الحيوانات الأخرى. تتكون المادة البيضاء من الملايين من كبلات الاتصال، ويحتوي كل منها على سلك طويل منفرد مستقل يسمى المحوار axn، مغلف بمادة شحمية بيضاء تسمى مَيَلِيْن (نُخاعِين) myein. تربط هذه الكبلات البيضاء العصبونات الموجودة في منطقة ما من الدماغ بالعصبونات الموجودة في المناطق الأخرى مثلما تربط الخطوط الرئيسية للشبكة الهاتفية بين الهواتف التي توجد في الأجزاء المختلفة من البلاد.
لعقود من الزمن، ظل علماء الأعصاب يبدون اهتماما قليلا بالمادة البيضاء، وكانوا يعتبرون الميلين مجرد عازل والكبلات الموجودة في داخله ليست أكثر من مسالك غير فعالة. لقد ركزت نظريات التعلم والذاكرة والاضطرابات النفسية على فعل جزيئي يحدث داخل العصبونات وعند المشابك الشهيرة، وهي عبارة عن نقاط اتصال بالغة الصغر بين العصبونات. ولكن العلماء بدؤوا يدركون الآن أننا قد بخسنا المادة البيضاء أهميتها في نقل المعلومات فيما بين مناطق الدماغ على النحو الصحيح. لقد أظهرت الدراسات الجديدة أن حجم المادة البيضاء يختلف باختلاف الأشخاص الذين تتفاوت خبراتهم العقلية أو الذين يعانون من اختلالات وظيفية معينة. كما أنه يتغير أيضا داخل دماغ الشخص الواحد (ذكرا كان أو أنثى) أثناء تعلمه أو ممارسته لإحدى المهارات، مثل العزف على الپيانو. وعلى الرغم من أن العصبونات في المادة السنجابية تُنفّذُ الأنشطة العقلية والبدنية، فإن وظيفة المادة البيضاء يمكن أن يكون لها الأهمية نفسها بالنسبة إلى كيفية تمكن الأشخاص من المهارات العقلية والاجتماعية، وكذلك بالنسبة إلى سبب صعوبة تعلم الكلاب المسنة الحيل الجديدة.