زائر
ينصح كل طبيب بالإقلال من الملح في الطعام إن كان الأمر يتعلق بضغط الدم وارتفاعه.. أو الإقلال من السكر إن كان الأمر متعلقاً بمرض السكري.. والبعض يسمي ( الملح والسكر) الأبيضان القاتلان بصمت.. وثمة حقيقة علمية لا يعرفها الكثير من الناس.. خاصة كبار السن من مرضى السكر..
والحقيقة العلمية هي ان الإغماء الناتج من انخفاض السكر أخطر على المريض من الإغماء الناتج من أو عن ارتفاع السكر الذي يشتكي منه مرضى السكر بين حين وآخر.. وطوارىء المستشفيات تستقبل يومياً مرضى كُثُر يعانون من السكري.. وقد أغمي عليهم فجأة.. وبفحصهم وتحليل نسبة السكر في دمهم يُعرف السبب إن كان ارتفاعاً (أهون) أو انخفاضاً (أخطر) ذلك ان خلايا المخ لا تتحمل انخفاض السكر الحاد والمفاجىء لأكثر من ثوان قليلة.. بعدها تموت خلايا المخ ويدخل المريض في إغماءة قد لا يفيق منها..
ومريض السكر الواعي يجب عليه أن يحتاط لانخفاض السكر بتنظيم أكله وأخذ ما يصفه له الطبيب من أدوية أو حقن انسولين.. وعدم (التخبيص) في الاثنين (الغذاء والدواء) ويحضرني مريض كبير في السن ويعيش مع مرض السكر منذ خمسين سنة.. كان يردد حكمة تقول إن أكرمت مرض السكر أكرمك.. ويقصد الانتظام في الدواء والاعتدال في الغذاء الذي يحتوي سكريات ودهون.. والرياضة (يقصد المشي) وكان يقول عن نفسه انه أصبح كالأطفال.. حيث يحمل في جيبه دائماً بعض الحلويات تحسباً لانخفاض السكر في أي وقت..
وأُشبه مرض السكر بالضيف الثقيل الذي إن احسنت ضيافته وإكرامه وحسن التعامل والتصرف معه عشت بسلام..
أو كما قال أحدهم بأن مرض السكر هو المرض المحترم (إن احترمته احترمك) ولي معارف وأقارب شباب وكبار في السن مصابون بداء السكري.. أجد بوناً واختلافاً شاسعا بين بعضهم البعض في تعاملهم مع المرض (الخطير والمزعج) وبالتالي نتائجه على صحتهم ونوعية الحياة التي يعيشونها.. والإنسان (العاقل) بإمكانه التأقلم مع أي مرض كُتب عليه.. بل والاستفادة من أي وضع أُجبر عليه نتيجة المرض.. وأذكر في هذا الخصوص ان رجلا اُصيب بالسكر أو السكري وهو في سن الشباب.. قال انه أصبح من ممارسي رياضة المشي المفيدة والممتعة.. والتي لم يكن يمارسها قبل إصابته بالمرض.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.
د. سلمان بن محمد بن سعيد
المصدر.. جريدة الرياض